يوم في حياة والدتي العليمي ومؤنس وزوجة هشام فؤاد ورحلتهن لإرسال طلب للنائب العام للافراج عنهم: عفوا خدمة التلغراف متوقفة
من تلغراف لبوست على فيسبوك ورسالة واتس.. والحلم واحد : الحرية لأبنائنا وكل المحبوسين احتياطيا وسجناء الرأي
مديحة حسين: بعد شهر من المنع من الزيارة دون سماع أخبار لن يكون أمامك إلا التعلق باي احتمال مهما كان ضعيفا
إكرام يوسف : حتى مخاطبة النائب العام بتلغراف مش متاحة عشان خدمة التلغراف واقفة ما لناش غير ربنا
كتب – عبد الرحمن بدر
“نناشدكم باتخاذ قرار إنساني بالإفراج عنهم، إسوة بباقي دول العالم خوفًا من تفشي وباء كورونا ووصوله -لاقدر الله- إلى السجون مما قد يتسبب في كارثة إنسانية يصعب تدارك تداعياتها” كانت هذه هي الرسالة التي ارادات 3 سيدات إيصالها للنائب العام للافراج عن ذويهم اليوم ، لكن ايصال الرسالة كان له قصة مختلفة تضاف إلى معاناة أسر المحبوسين.
رصد “درب” رحلة 3 من أسر معتقلي قضية الأمل اليوم الأحد، لمحاولة تقديم تلغرافات للنائب العام للإفراج عن ذويهم خوفًا من تفشي كورونا، هذه المحاولة لم تكن الأولى فقد سبقتها محاولة أخرى مع بداية تفشي الوباء والاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة والتي كان في مقدمتها منع الزيارات عن المحبوسين احتياطيا بدلا من إطلاق سراحهم رغم تصاعد النداءات والدعوات المطالبة بالافراج عنهم.
صباح اليوم كانت كل من الكاتبة الصحفية إكرام يوسف والدة المحامي والبرلماني السابق زياد العليمي، ومديحة حسين زوجة الزميل هشام فؤاد، ونجلاء محمد، والدة الزميل حسام مؤنس على موعد لتقديم التماس ونداء للنائب العام، للافراج عن ذويهم.
رحلة شاقة بدأت مبكرًا وسط تحذيرات الأرصاد من الخروج لسوء الطقس، كان الاتفاق أن تقوم إكرام يوسف والتي كانت قد توجهت للسجن قبل أيام لإدخال الأدوية والمنظفات والمطهرات اللازمة لمواجهة كورونا، بإرسال تلغراف عبر التليفون، أما والدة حسام وزوجة هشام فؤاد، فقد اختارت أن يتم الإرسال من خلال مكتب التلغراف، خاصة وأن مديحة حسين كانت على موعد للذهاب إلى السجن لتودع الاحتياجات الخاصة بزوجها في الأمانات، ورغم اختلاف الطرق إلى أن النتيجة كانت واحدة.
توجهت مديحة في الصباح إلى السجن فيما توجهت والدة حسام إلى مكتب التلغراف لتحاول إرسال النداء لكن المفاجأة التي كانت في انتظارها أن الموظفون أخبروها أن الخدمة متوقفة، سألتهم هل يمكن ارسال ذلك عبر التليفون كانت الإجابة هي التي سمعتها إكرام يوسف ستجدين رسالة صوتية تحمل نفس المعنى أنه غير مسموح بارسال تلغرافات وأن الخدمة لا تعمل بسبب الظروف الحالية.
تقول مديحة حسين كنت ابذل قصارى جهدي للعودة بسرعة لارسال التلغراف فلم يعد لنا أمل إلا الاستجابة لمطالبنا، ورغم توقعنا للنتيجة فلم يكن أمامنا إلا أن نقوم بما نراه، بعد شهر من المنع من الزيارة، دون سماع أي أخبار عن أهلك في ظل المخاوف الحالية لن يكون أمامك إلا التعلق باي احتمال مهما كان ضعيفا “الغريق يتعلق بقشاية “
عادت مديحة مسرعة إلى رفيقة الرحلة والدة حسام مؤنس حسب، لتخبرها بأنه حتى إرسال التلغراف، صار مطلبا صعبا، تواصلن مع إكرام يوسف لتخبرهما أنها هي الأخرى لم تستطع إرسال التلغراف من خلال الهاتف.
تقول زوجة الزميل هشام فؤاد لـ”درب” بعد تشاور لم يعد أمامنا إلا إرسال التلغراف، من خلال خدمة واتس، طبقا لما أخبرها المحامون، بعد أن تواصلت معهم للبحث ع طريقة لحل المأزق الذي يواجهونه والذي يمنعهم حتى من ارسال طلب رسمي بالإفراج بسبب وباء منع العاملين من العمل، فيما لازال هناك من يرفض خروج أحبائهم، رغم أنهم لازالوا في مرحلة الاتهام وهناك بدائل مختلفة للحبس الاحتياطي، هكذا علمتها التجربة التي خاضتها بين النيابة السجن والمحكمة للمطالبة بحرية هشام ورفاقه وكل المحبوسين في قضايا رأي .
أما والدة زياد فقد عبرت عن ضيقها من الظرف الحالي بقولها: “ما فيش جلسات والمحبوس احتياطيا تحت التحقيق حيتجدد حبسه من غير تحقيق (يعني هو كان بيتجدد حبسه قبل كده بتحقيق؟) والمحكوم عليه مش حيقدر يستأنف (يعني هو كان فيه أمل أصلا من الاستئناف؟)”.
وأضافت: “حتى مخاطبة النائب العام بتلغراف مش متاحة عشان خدمة التلغراف واقفة (يعني كان حد اهتم بالتلغرافات اللي بعتنا لما كانت الخدمة شغالة؟ كما كنت، ما لناش غير ربنا.. ليس لها من دون الله كاشفة، اللهم عدلك”.
بعد ساعات ورغم الغضب الذي سيطر عليها تواصلت درب مع إكرام يوسف فجاء الرد أنها الان تقوم بارسال الطلب عبر واتس رغم أنها تعرف مصيره”
وتقول نجلاء محمد والدة حسام، لدرب أنها لم يكن أمامها سبيل إلا أن تضع نداءها وطلبها على صفحة فيسبوك وستقوم بإرساله عبر واتس آب طبقا لنصيحة المحامين.
وطالبت كل منهن في النداء الذي حصل “درب” على نسخة منه، النائب العام باتخاذ قرار إنساني بالإفراج عنهم، إسوة بباقي دول العالم خوفًا من تفشي وباء كورونا ووصوله -لاقدر الله- إلى السجون مما قد يتسبب في كارثة إنسانية يصعب تدارك تداعياتها، بحسب ما جاء في النداء.
يذكر أن عدة دول اتخذت قرارات بالإفراج عن أعداد من المحبوسين خوفًا من تفشي كورونا. وطالب سياسيون وحقوقيون في مصر بالإفراج عن المحبوسين احتياطيًا ممن لا يشكلون خطرًا على الأمن، خاصة المحبوسين على ذمة قضايا سياسية ورأي.