يعود تاريخها إلى 23 ألف عام.. آثار أقدام من العصر الجليدي تثير الجدل حول هجرة الإنسان إلى الأميركيتين
وكالات
أفاد علماء عن اكتشاف جديد في الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، وهو آثار أقدام إنسان محفوظة في الأرض، عثر عليها في متنزه وايت ساندس الوطني في ولاية نيو مكسيكو.
ويعود تاريخ هذه الأقدام إلى حوالي 23000 عام، أي إلى العصر الجليدي، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، وفي حال تم التدقيق في هذه النتائج، فإنها «ستجدد النقاش العلمي حول كيفية انتشار البشر لأول مرة عبر الأميركيتين»، وفقا للصحيفة.
ولعقود من الزمان، أكد العديد من علماء الآثار أن البشر انتشروا عبر أميركا الشمالية والجنوبية فقط في نهاية العصر الجليدي، وعثروا على أدوات يعود تاريخها إلى حوالي 13000 عام.
وتم اكتشاف آثار الأقدام لأول مرة عام 2009 من قبل ديفيد بوستوس، مدير برنامج الموارد في المتنزه، في قاع بحيرة جافة، وعلى مر السنين، قام بإحضار فريق دولي من العلماء للمساعدة في فهم الاكتشافات، وقد وجدوا معا آلاف الآثار البشرية على مساحة 80000 فدان من المتنزه.
وحفر العلماء خندقا بالقرب من مجموعة آثار أقدام بشرية وحيوانية، للحصول على تقدير أكثر دقة لأعمارها، وعلى جانب الخندق، يمكنهم رؤية طبقات الرواسب، كما يمكنهم تتبع آثار الأقدام.
وأفاد باحثون أن آثار الأقدام المتحجرة المكتشفة تشير إلى أن البشر الأوائل كانوا يمشون عبر أميركا الشمالية منذ حوالي 23 ألف عام. وحلل العلماء في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية مؤخرا البذور العالقة في آثار الأقدام لتحديد عمرها التقريبي، والذي يتراوح بين حوالي 22800 و21130 عاما مضت.
وقد تلقي النتائج الضوء على لغز أثار اهتمام العلماء لفترة طويلة: متى وصل الناس لأول مرة إلى الأميركيتين، وفقا لأسوشيتد برس.
ويعتقد معظم العلماء أن الهجرة القديمة جاءت عن طريق جسر أرضي مغمور الآن يربط آسيا بألاسكا. استنادا إلى أدلة مختلفة، بما في ذلك أدوات حجرية وعظام أحفورية وتحليل جيني، وقدم باحثون آخرون مجموعة من التواريخ المحتملة لوصول الإنسان إلى الأميركيتين، منذ 13000 إلى 26000 سنة أو أكثر.
وتوفر الدراسة الحالية أساسا أكثر صلابة حول موعد وصول البشر إلى أميركا الشمالية، على الرغم من أنه كان من الممكن أن يكونوا قد وصلوا قبل ذلك، كما يقول المؤلفون.
وكتب الباحثون في دورية «ساينس» التي نشرت الدراسة، أن آثار الأقدام الأحفورية هي أدلة مباشرة لا جدال فيها أكثر من «القطع الأثرية الثقافية أو العظام المعدلة أو غيرها من الأحافير التقليدية». وقالوا: «ما نقدمه هنا هو دليل على الوقت والمكان الراسخين».