يحيى قلاش يكتب: فاحشة الكيان الموازي!
أتابع بعض الحوارات التي تدور على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة في جروبات تضم أعدادا كبيرة من زملائي الصحفيين حول بعض الخدمات المعلنة والمنسوبة لزملاء يقدمونها بصفة شخصية أو من خلال كيان موازي، بعيدا عن مؤسسة النقابة ولجان أنشطتها المختلفة ومجلسها الذي ننتخب أعضائه ليتحملوا مسئولية خدمة زملائهم فى ظل رقابة مجلس النقابة وفى إطار محاسبة أعضاء الجمعية العمومية بصفتها السلطة الأعلى .
الجدل الدائر بين الزملاء حول هذا الكيان الموازي وعلامات الاستفهام التي تراوح مكانها بغير إجابة، ومصادرة حق بعض الزملاء في معرفة صحة المعلومات وكشف المبهم عن تفاصيل هذه الخدمات يدفعنى لان اقول لزملائي بعد عقود من العمل النقابي داخل وخارج المجلس واستلهام كل الذي جرى من خبرات ارتبطت بنشأة الكيان النقابي قدم خلالها زملاء أعزاء كانت لهم مكانة كبيرة قائمة طويلة من الخدمات المهمة من خلال النقابة التي احتضنت هذه الخدمات التي مازال بعضها قائما بل ويتضاعف، بجهد أجيال جديدة عام بعد آخر.
ورغم أن كثيرا من أصحاب الفضل فيها رحلوا إلا أن أثرهم بقي وسيرتهم الطيبة تحفظها ذاكرتنا.
لذلك كله فانه من الخطورة أن نتعامل مع منطق الكيانات الموازية بروح ” خليه يخدم زمايله ومفيش تعارض !”
وهذا كلام غير صحيح، لأن هناك تعارض بالفعل، ويلحق الضرر بالعمل النقابي ويصيبه في مقتل، وقد حفظت الذاكرة النقابية كثيرا من ألاعيب واهداف مشابهة تصدت لكثير منها وأحبطتها الجمعية العمومية!.
وإذا تم نسب هذا الكيان الموازي لعضو منتخب في مجلس النقابة فهذا فعل غير بريء وفاحشة نقابية. وكل من يشارك فيها أو يدعمها أو لا يتصدى لها أو يهون من آثارها -لأي سبب- يخطئ في حق نقابته، لأن من اختار ذاته قبل نقابته وفرط في ثقة من انتخبوه كي يخدمهم من خلال موقعه النقابي، هو في الحقيقة-إذا أخذنا الخط على استقامته- يفعل فقط كل ما يحقق مصالحه، بل وينفذ كل ما يطلب منه من أدوار تجعله خنجراً في ظهر نقابته .
أؤكد لكم، حتى لا يساء الظن، أنني في هذا العمر، وبعد كل هذا الارتباط بالكيان النقابي، ومن خلال موقعي الذي اعتز به عضوا بالجمعية العمومية، لا أجدني مدفوعا بموقف ضد أحد، فالجميع زملاء اعتز بهم ومابيننا حوار حول المصلحة العامة لكياننا النقابي لا يجب أن يغيب في نقابة الرأي، وهذه شهادة قلتها من قبل واكررها الآن لوجه الله ومحبة لنقابة كانت هي بيتنا ومظلة حمايتنا وستظل.