يحيى قلاش يكتب: تغييبٌ للنقابة أم التفافٌ على خريطة الرئيس؟
حسنًا فعل المهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة بعقد اجتماع لتنفيذ توجيهات الرئيس بتطوير الصحافة والإعلام.
وأتمنى على المهندس خالد عبدالعزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام، وهو المظلة الجامعة للصحافة والإعلام أن يدعو لاجتماع مماثل خلال الفترة المقبلة.
كما أتمنى على الزميل أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ألا تحبطه الألاعيب المكشوفة عندما حاول الاجتهاد في تطوير منظومة ماسبيرو.
لكن السؤال: هل تنفيذ خريطة الطريق، التي طرحها الرئيس بهدف تطوير الصحافة والإعلام، وإعطاء الفرصة للرأي الآخر، وضخ دماء جديدة في شرايين الإعلام، وعودة دوره كقوة ناعمة مؤثرة وفاعلة، وضرورة توفير المعلومات التي لا غنى عنها لأي منظومة إعلامية ذات مصداقية، وتحسين أحوال العاملين في هذه المهنة، هل يمكن أن تحقق خريطة الطريق أهدافها في ظل غياب أصحاب المصلحة، الذين تمثلهم -بالنسبة للصحفيين- نقابتهم، التي قدمت منذ عدة اشهر نموذجا للحوار من خلال عقد مؤتمرهم العام السادس، وشارك فى الحوار الجميع بكل تنوعاته، ودار حول العديد من القضايا، التي تناولها الرئيس في حديثه، بل وكانت أول من تجاوبت مع دعوة الرئيس ودعت للعمل المشترك مع كل الأطراف المعنية من اجل تنفيذها.
ظني أن هناك شيئًا ما يستهدف الالتفاف على المضمون الحقيقي للقاء الرئيس، وظني أنه من الخطأ أن يتصور أحد أن نقابة الصحفيين، وهي الممثل الشرعي والوحيد للجماعة الصحفية يمكن أن ينال منها مَن يفكر بهذه الطريقة، بل هو يحاول أن يكرّس وضع يحذر منه الرئيس، ويقضي على الفرصة الأخيرة لإنقاذ المهنة، بل والأخطر أنه يزرع اليأس لدى القطاعات الواسعة من الصحفيين، وهم الشباب الذين يرون أن تغيير واقعهم وأحوال مهنتهم على هذا النحو، الذي تبعث به الرسائل الصادرة عن شكل وطريقة هذه الاجتماعات، قد أصبح بعيد المنال!!.

