وقائع ما جرى في جبانة المماليك.. طلب إحاطة بالبرلمان وخبراء يحذرون ويطالبون بالتحقيق وحملة توقيعات لوقف الإزالات (القصة كاملة)

هدم عشرات المقابر لإنشاء محور الفردوس.. ونشطاء: إزالة مقبرتي أحمد لطفي السيد وأول شهيد بمظاهرات جامعة القاهرة برصاص الانجليز  

الآثار: المقابر حديثة وخاصة بأفراد وغير مسجلة.. وأمين الأعلى للآثار: تشكيل لجنة لمعاينة الشواهد والأحجار التي تشتمل على نقوش زخرفية

سهير حواس: سبق طرح تنفيذ المحور وتم إيقافه من قبل الجهاز القومى للتنسيق الحضاري

د.جليلة القاضي تُطلق حملة توقيعات لرفض الهدم.. وتؤكد: المنفعة العامة لا يجب أن تتم على حساب ذاكرة الأمم

المعماري عمر أبو طويلة: الاستثمار في المحاور المرورية في مواجهة تطوير المناطق التاريخية والحضرية استثمار فاشل

 كتب: عبد الرحمن بدر

شهدت جبانة المماليك واقعة حزينة بعد هدم عشرات المقابر، لإنشاء محور الفردوس، وأظهرت الصور والفيديوهات التي تم تداولها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي جرافات وبلدوزرات تهدم جدران ومبان ملاصقة لمساجد وقباب وعمائر الجبانة المملوكية.

وفي الوقت الذي نفت فيه الحكومة هدم مقابر أثرية، معترفة بهدم مقابر يمتلكها أشخاص، أكد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن المقابر التي تم هدمها يعود بعضها لعصر المماليك، وأن بعضها لشخصيات وطنية وتاريخية مثل مقبرة محمد أفندي عبد الحكم أول شهيد في مظاهرات جامعة القاهرة برصاص الإنجليز والمفكر أحمد لطفي السيد، وطالبوا بالتحقيق في الواقعة ومحاسبة المتسبب فيها، مشيرين إلى أن فترة حكم المماليك جزء من تاريخ البلاد التي يجب أن نحافظ عليها لا أن نطمس معالمها.

يشار إلى أن صحراء المماليك أو قرافة المماليك هي منطقة ممتدة من قلعة الجبل إلى العباسية أنشأت فيها مساجد وآثار إسلامية مملوكية تعود إلى نحو خمسة قرون، وألحقت بها مدافن تحت سفح جبل المقطم.

وتظهر مدينة القاهرة الفاطمية على قائمة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي بما تحتويه من مساجد وقصور وقباب وآثار متنوعة من أبرزها مسجد الحاكم بأمر الله، وقصر الأمير بشتاك وباب زويلة ومدرسة خاير بك وغيرها الكثير، مما اعتبره رواد مواقع التواصل مهدداً بسبب إنشاء “محور الفردوس”.

وعلق محمد راشد على “تويتر”: “‏هدم مقابر ترب الغفير وصحراء المماليك لأجل شبكة طرق، نفس ما حدث في قبر المقريزي ومقبرة ابن خلدون، لك الله يا مصر”.

وقال عمرو رضا على “تويتر”: “المنطقة كلها بكل مبانيها كمنطقة حضارية أثرية في اليونسكو، ضمن مشروع القاهرة الإسلامية الذي بدأ عام 1979”.

ويقول الدكتور محمد فتوح، النقابي السابق والمقيم في بريطانيا: “المدافن بتاعة أسرتنا موجودة في منطقة الفردوس، بالظبط سادس مدفن من ناحية اليمين وأنت جاي من تحت كوبري الفردوس ورايح على الأتوستراد … تقريباً في المكان اللي بيهدوا فيه دلوقتي عشان يعملوا طريق أو محور أو كوبري”.

وأضاف: “المدافن دي مدفون فيها أجدادي وجداتي وخيلاني وخالاتي وناس كتيرة قوي من العيلة، تقريبا كده ٣ اجيال ورا بعض، فيه منهم اللي لسة ميت من سنة وفيه منهم اللي مات من ٤٠ و٥٠ سنة، ربنا يرحمهم جميعا”.

وتابع فتوح: “المدافن دي ريحها حلو جدا وعالشارع بره وسهل الوصول ليها، والعيلة كلها وهيا رايحة وجاية عالطريق بتقف على جنب وتقرالهم الفاتحة، والحقيقة إن دي من الحاجات اللي كانت مطمنه الواحد شويه إنه لما يموت ويدفن فيها هيلاقي ونس وناس رايحه وناس جايه تقراله الفاتحه وتترحم عليه، ومين عارف ممكن دعوة حد فيهم تنفع الواحد في أخرته قدام ربنا”.

واختتم: “متهيألي لو المدافن دي اتهدت الواحد مش هتفرق معاه يندفن في مصر ولا في أي حفرة براها … هتبقى كلها زي بعضها مش فارقة”.

بدوره قال نور فرحات، الفقيه القانوني: “مطلوب بيان عاجل من الحكومة عن أعمال إنشاء محور الفردوس وما إذا كان إنشاء المحور سيؤدي إلى تشويه وهدم التراث المعماري الفريد لمقابر القاهرة المملوكية أم لا”.

وأضاف: “وفي حالة صمت الحكومة فليتقدم النواب الأحرار في البرلمان بسؤال أو بيان، التراث روح الأمة وضميرها”.

أول تعليق رسمي من الحكومة: المقابر حديثة وخاصة بأفراد

وفي أول رد رسمي قالت وزارة الآثار والسياحة إنه “إيماء إلى ماتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي عن أعمال هدم بمنطقة جبانة المماليك بما فيها من مقابر تاريخية وآثار إسلامية تعود لنحو 5 قرون، وذلك لإنشاء «محور الفردوس»، أكد الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، بأن هذا الكلام عار تماما عن الصحة وأن محور الفردوس بعيد عن الآثار الإسلامية المسجلة بقرافة المماليك.

وأضاف أنه لم يتم هدم أي أثر وأن المقابر الموجودة بالصور المنشورة هي مباني غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية وإنها مقابر حديثة وخاصة بأفراد.

وقال طلعت إنه على الرغم من أن هذه المقابر غير مسجلة كأثر، فإن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وجه بتشكيل لجنة علمية فنية لمعاينة الشواهد والأحجار التي تشتمل على نقوش زخرفية أو كتابية ليتم دراستها وبحث إمكانية عرضها جزء منها ببعض المتاحف كجزء من تراث مصر المتميز.

ورغم النفي وجه مصطفى الوزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في تصريحات له، بتشكيل لجنة علمية فنية لمعاينة الشواهد والأحجار التي تشتمل على نقوش زخرفية أو كتابية ليتم دراستها وبحث إمكانية عرض جزء منها في بعض المتاحف كجزء من تراث مصر المتميز.

سهير حواس: إنشاء المحور على أنقاض مقابر المماليك تعدٍ على التراث المصري

بدورها أكدت الدكتورة سهير حواس، الرئيس السابق للمشروعات بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى، أن إنشاء المحور على أنقاض مقابر المماليك تعدٍ على التراث المصرى.

وأوضحت أن المنطقة معتبرة تراثا عالميا طبقا لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم «يونسكو»، وقد سبق طرح تنفيذ المحور منذ عدة سنوات، وتم إيقافه من قبل الجهاز القومى للتنسيق الحضارى الذى كانت تمثله فى اجتماعات مناقشة المشروع.

قرافة المماليك، ومحور الفردوس.يوسف أسامة Youssof Osama

Geplaatst door ‎المماليك‎ op Maandag 20 juli 2020

وأضافت: ” فيه قانون حماية الأثار وهو لا ينطبق على جميع المقابر لذلك تصرح وزارة الأثار بأن الأثار بخير ولم تتعرض للهدم بسبب محور الفردوس ولكن هذا تفسير غير مقنع لأنها أيضا صرحت بأن سوف يتم تشكيل لجنة لتحديد بعض القطع لعرضها كتراث مصري في المتاحف
كلام غير واضح ويتناقض مع التصريح الأول”.

أول طلب إحاطة بالبرلمان حول واقعة هدم مقابر المماليك

المهندس أكمل قرطام، رئيس الهيئة البرلمانية بحزب المحافظين، توجه بطلب إحاطة موجه إلى وزير السياحة والآثار، ووزير التنمية المحلية بشأن حقيقة ما نشرته بعض المواقع الإخبارية بشأن هدم مقابر المماليك الأثرية ضمن مشروع (محور الفردوس) الذي يتم تنفيذه حالياً ليصل ميدان الفردوس بشارع صلاح سالم إلى محور المشير، والذي يشمل هدم مقابر بمنطقة منشأة ناصر، شرق محافظة القاهرة.

وقال قرطام فى طلبه إن المنطقة تضم العديد من المقابر التاريخية والآثار الإسلامية التي يعود تاريخها لنحو خمسة قرون، وتعد مقابر المماليك أقدم جبانة إسلامية في مصر، حيث تقع بشرق محافظة القاهرة، تحت سفح جبل المقطم، واختارها المماليك الجراكسة لتكون حاضنة لآثارهم ومساجدهم، بعد التضخم السكاني للقاهرة القديمة خلال العصور التي سبقتهم.

وأَضاف: “عمر المنطقة يتراوح ما بين (600 – 700)عامًا، وهي منطقة نادرة من حيث احتواءها على هذا الكم الهائل من الآثار الإسلامية، والتي تتنوع بشكل كبير، وتحتوي صحراء المماليك حاليًا على مجموعة ضخمة من المساجد الأثرية النادرة، ويتجاوز عددها(30) مسجداً، معظمها من الطراز الضخم، ويعتبر أشهرها (قايتباي – برسباي – المسجد الكبير – مسجد قرقماس – مسجد ابن برقوق – مسجد وقبة الأمام الشافعي)”.

وتساءل قرطام عن أسباب غياب وزارة الآثار، قائلا: “منطقة جبانة المماليك مسجلة على قائمة التراث الأثرى العالمي منذ عام 1979 م ورغم ذلك تتعرض آثارها للهدم والإهمال والعبث”.

مهندس معماري: لهذه الأسباب هدم المقابر كارثة إنسانية

بدوره عدّد المهندس المعماري عمر أبو طويلة مجموعة من الأسباب التي تجعل هدم مبان غير مسجلة مر عليها أكثر من مئة عام “كارثة بحق الإنسانية”، ومنها الإشارة إلى “أهمية الحفاظ على النسيج العمراني المميز في منطقة القاهرة التاريخية”، وضرورة عدم ارتباط أهمية المباني بعمرها الزمني في كل الأوقات.

وأضاف: “مش كل مبنى مسجل هو أثر بالضرورة، المباني بتتسجل لقيمتها وفي آثار وهناك مباني ذات قيمة وفي فرق كبير بينهم، الهرم بالتأكيد أهم من مقبرة أحد الطلبة اللي استشهدوا في مظاهرات ضد الانجليز. بس مش معنى كدا اننا نهد أي حاجة مش أثر قيمة المدن والمناطق بتزيد كل ما كان فيها مباني ذات قيمة أكتر، مش لازم تكون أثر عشان نحافظ عليها”.

وتابع أبو طويلة: “الاستثمار في المحاور المرورية والامتدادات العمرانية الجديدة في مواجهة الاستثمار في تطوير المناطق التاريخية والحضرية اللي بيسكنها معظم سكان العاصمة هو استثمار فاشل وفي عشرات المدن اللي عملت التجارب ديه بعد الحرب العالمية التانية والتجربة ديه اثبتت فشلها والقاهرة في مرحلة حرجة جداً بين الاختيارين دول!، ولسة عندنا فرصة نلحقها، عشان كدا بنزعق جامد!”

د.جليلة القاضي تُطلق حملة توقيعات لوقف الإزالات

أطلقت الدكتورة جليلة القاضي،ً أستاذة التخطيط العمراني في جامعات فرنسا حملة توقيعات لرفض للأعمال التطويرية الجارية في مسار محور الفردوس.

وقالت في بيان حملة التوقيعات الذي حصلت درب على نسخة منه، إنه يعبر الموقعون على البيان عن صدمتهم في مواجهة عمليات التجديد العمراني التي تتم في النطاق الشمالي لقرافة المماليك الأثرية.

وأشار البيان إلى أن مشروع إنشاء محور علوي يقطع جبانةً الغفير بشكل عرضي أدى إلى إزالة عشرات المدافن وتشويه منطقة ظلت محتفظة بتجانسها العمراني والمعماري لأكثر من مئة عام. كما أنه يقطع الهوية البصرية للمنطقة ويدمر وحدتها.

وأضاف: “هذه المنطقة هي جزء لا يتجزأ من التجمع الجنائزي الهائل الواقع شرق القاهرة ويعرف بصحراء المماليك، ويحتوي على مجموعات جنائزية فريدة لسلاطين وأمراء المماليك وأسرهم، تعتبر من أروع ما أنتجته العمارة المملوكية في العالم الإسلامي، كمجموعات قايتباي وبرقوق واينال وقرقماش، تجاورها قباب منفصلة في تناغم جميل خلدها كبار الفنانين الأجانب في لوحاتهم”.

وتابع البيان: “لا تقل أحواش الفترة الحديثة للعائلات الارستقراطية المصرية روعة في عمارتها وحسن بنائها وتفردها، وإن لم تحظ بنفس أهمية آثار العصور الوسطي فإنها تحمل العديد من القيم التاريخية والمعمارية والرمزية والثقافية، فهي تضم رفات أعيان القطر المصري في الحقبة الليبرالية من رواد الحركةً الوطنية ودعاة الإستقلال ومؤسسي مصر الحديثة”.

وأضاف: “كما أنها تتميز بعمارة فريدة بالنظر للعمارة الجنائزية في كل بلدان العالم الإسلامي بل بلدان العالم قاطبة، فالمدافن التي يطلق عليها أحواش، تشبه القصور نظراً لإحتواءها على عدة مبان تطل على حوش سماوي وتحتل مساحات تتراوح بين مائة متر وعدة مئات من الأمتار المربعة كما أنها مشيدة غالباً بالحجر والطوب. قام بوضع بعض تصميماتها كبار المعماريين المصريين أمثال مصطفى باشا فهمي وحسن فتحي والمهندس الإيطالي فروتشي. وعند محاولتنا لتحليل تلك العمارة، نجدها تبدأ منذ أكثر من الف عام، نظرا للتنوع الشديد للطرز المعمارية”.

وقال البيان إن “التصميم المعماري لتلك المقابر يعبر في المقام الأول عن الرغبة في الإفصاح عن الهوية الاجتماعية من خلال المقبرة وتشير إلى الأهمية الثقافية لدار الخلود في المجتمع المصري –ومازالت قرافة المماليك تلك، تثير اهتمام السائحين الأجانب كعجيبة من عجائب الدنيا، كما أطلق عليها في الماضي الرحالة العرب. لذا حرصت المؤسسات المصرية، حارسة تراث مصر وذاكرتها، كوزارة الآثار وجهاز التنسيق الحضاري، على تسجيل كل مناطق الجبانات الأثرية في القاهرة، أي الجنوبية والشمالية وباب النصر كجزء من نطاق القاهرة التاريخية، المسجلة علي قائمةً التراث الانساني لليونسكو عام ١٩٧٩، كمناطق حماية طبقا للقانون ١١٩ لسنة 2008 والعديد من المقابر والأحواش خاصة المرتبطة بشخصيات تاريخية، ذات الطرز المعمارية المميزة مسجلة تراثا طبقا للقانون رقم ١٤٤ لسنة 2006”.

وواصل البيان: “يضاف إلى ذلك أن بعض الآثار بالفعل مثل مجموعة إينال تقع على بعد لا يتعدى 200 متر من المحور الجديد وهو ما يعرضها إلى التلف على المدى القريب”.

وقالت د. جليلة القاضي: “نعلم أن مشروع المحور هذا طرح منذ عدة سنوات وتمً إيقافه من قبل الجهاز القومي للتنسيق الحضاري. كذلك نعرف جيدا أن بعض المتخصصين اقترحوا أن يتحول المحور إلى نفق تحت الأرض في مساره داخل نطاق الجبانة الأثرية. بديل بسيط، كان يمكنه تفادي التعدي على المنطقة الأثرية وإزالةً كنوز معمارية هي تراث لكل المصرين”.

وأضافت: “إذ نعبر عن جزعنا البالغ ازاء هذا العمل الذي لا يقره قانون أو شرع أو عرف انساني، وايضا دهشتنا للسرعة التي تمت بها عملية الازالة، حيث ازال البلدوزر في يوم عشرات الأحواش على جانبي شارع قنصوة المؤدي إلى قبةً السلطان قنصوة أبو سعيد، مخلفا ورائه خراب ودمار لمشهد جميل كانت تصطف فيه منشآت معمارية فريدة على جانبي الطريق كإنها شواهد لمراسم احتفاء بقبة آخر سلاطين المماليك”.

وتابع البيان: “إننا نهيب بمتخذ القرار أن يوقف عمليات الإزالة تلك، لالتقاط الأنفاس والتفكير في بديل يحافظ على ما تبقي من الذاكرةً الثرية لهذا المكان، الذي يضم رفات عظماء، أمثال، على سبيل المثال لا الحصر، مدفن المفكر والفيلسوف أحمد لطفي السيد، هل تعرفونه، لقد تمت تسويته بالأرض، فهل أنتمً مستمرون؟”.

واختتمت: “أخيرا…. إننا إذ نتفهم جيدا متطلبات المنفعة العامة وأهميتها، ولكنها لا يجب أن تتم على حساب ذاكرة التراث الثقافي وذاكرة الأمم منذ عقود. إن العالم كله ينظر بدهشة لما يحدث في مصر حاليا من تدمير لمنطقة تعد بمثابة وادي ملوك وملكات ونبلاء مصر الحديثة، فهل يخطر على بال أحد، تدمير جبانة طيبة لتنفيذ محور مروري؟”.


10 thoughts on “وقائع ما جرى في جبانة المماليك.. طلب إحاطة بالبرلمان وخبراء يحذرون ويطالبون بالتحقيق وحملة توقيعات لوقف الإزالات (القصة كاملة)

اترك رداً على AhbzBiome إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *