وفد إثيوبي رفيع المستوى يصل السودان لبدء مباحثات حول قضايا الحدود المشتركة والعمل على ترسيمها
كتب – أحمد سلامة
تستأنف، اليوم الثلاثاء، في العاصمة السودانية الخرطوم، اجتماعات اللجنة السياسية العليا للحدود بين السودان وإثيوبيا وتستمر ليومين.
ووصل إلى السودان فجر اليوم وفد إثيوبي رفيع المستوى، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ديميكي ميكونين، وكان في استقبال الوفد بمطار الخرطوم الدولي، وزير شؤون مجلس الوزراء السفير، عمر بشير مانيس، وعدد من المسؤولين.
ومن المنتظر أن تناقش الزيارة قضايا الحدود بين البلدين من خلال الأطر القائمة وعلى أساس الوثائق المتفق عليها والموقعة، فضلا عن تحديد موعد بدء العمل الميداني لترسيم الحدود.
يذكر أن اللجنة السياسية المشتركة للحدود بين البلدين، كانت قد عقدت اجتماعاتها في أديس أبابا في مايو الماضي، وأكدت على خلق بيئة مواتية لحل قضايا الحدود ومكافحة الأنشطة غير القانونية وضمان أمن المواطنين على طول المنطقة الحدودية بين البلدين.
وعقد رئيسا وزراء السودان وإثيوبيا، عبد الله حمدوك وأبي أحمد، سابقا اجتماعا في جيبوتي، على خلفية التصعيد الحدودي بين دولتيهما.
وذكر مكتب رئيس الوزراء السوداني في بيان منشور على صفحته في “فيسبوك” أن الاجتماع الذي عقد في مقر إقامة حمدوك في جيبوتي تناول العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في المنطقة وأجندة قمة منظمة “الإيقاد” التي استضافتها جيبوتي.
وجاء ذلك على خلفية تصعيد التوتر بين البلدين، في ظل مقتل عدد من العسكريين السودانيين مؤخرا جراء كمين نصب في منطقة حدودية، وألقى الجيش السوداني اللوم فيه على “القوات والمليشيات الإثيوبية”.
وأرسل السودان تعزيزات عسكرية إلى الشريط الحدودي، بعد تصاعد التوترات شرق البلاد مع إثيوبيا، فيما أكد تقدم قواته لإعادة أراضيه “المُغتصبة”.
وقالت الحكومة السودانية إنه “أثناء عودة قواتنا من تمشيط المنطقة حول جبل أبوطيور داخل أراضينا، تعرضت لكمين من بعض القوات والمليشيات الأثيوبية”.
وفي وقت لاحق، أوضح الجيش السوداني أنه ضابطا سودانيا و3 جنود قُتلوا في الهجوم.
وقالت وكالة الأنباء السودانية (سونا)، السبت، إن الجيش واصل تقدمه في الخطوط الأمامية داخل الفشقة لإعادة الأراضي المغتصبة والتمركز في الخطوط الدولية وفقا لاتفاقيات 1902.
وأشارت الوكالة إلى أن الجيش السوداني أرسل تعزيزات عسكرية كبيرة للمناطق الأمامية بالشريط الحدودي.
وتقع منطقة الفشقة على الحدود مع إثيوبيا، وتتميز بأراضيها الخصبة. ويقول السودان إن “المليشيات الإثيوبية بإسناد من الجيش الإثيوبي درجت على تكرار الاعتداء على الأراضي والموارد السودانية” دون موافقة الخرطوم.
واختتم رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، السبت، زيارة دامت 3 أيام للمنطقة العسكرية الشرقية، بعد أن اطمأن على الترتيبات الأمنية والعسكرية، بحسب وكالة “سونا”، واطلع البرهان على الموقف العسكري في الشريط الحدودي بعد “الكمين الإثيوبي”.
وكانت مصر أكدت “تضامنها الكامل مع السودان… وشجبها لهذه الاعتداءات غير المبررة”، حسبما ورد في بيان للخارجية المصرية. وشددت على ضرورة اتخاذ التدابير لعدم تكرار وقوع مثل تلك الأحداث مستقبلاً بحق السودان.
بينما قال رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، الخميس، إن حكومته تتابع عن كثب الحادث مع الميليشيات المحلية على الحدود الإثيوبية السودانية. وأضاف: “من الواضح أن أولئك الذين يثيرون الفتنة لا يفهمون قوة روابطنا التاريخية”.
ويشار إلى أن المناوشات الحدودية بين البلدين الأخيرة ليست الأولى من نوعها. وسبق أن أعلن الجيش السوداني أن مليشيات وقوات إثيوبية اعتدت على أراض ومياه النيل، ما أدى إلى وقوع اشتباكات أسفرت عن مقتل ضابط و7 جنود سودانيين، في مايو أيار الماضي.
وفي مطلع نوفمبر الماضي، أغلق السودان مناطق حدودية مع إثيوبيا، في غضون حملة أديس أبابا على منطقة تيغراي (شمال إثيوبيا)، التي تدفق آلاف اللاجئين منها إلى داخل السودان هرباً من القتال الدائر.
ويتزامن تفاقم الوضع على الحدود مع إحياء السودان الذكرى الثانية لاندلاع شرارة ثورته الشعبية في 19 ديسمبر كانون الأول 2018، التي تُوجت بالإطاحة بالرئيس عمر البشير.
وشهدت شوارع العاصمة الخرطوم ومدن سودانية تظاهرات، شهدت ترديد المشاركين فيها شعارات تنادي بإصلاح مسار الثورة والتعامل مع الأوضاع المعيشية الصعبة، بينما رفع البعض مطالب برحيل حكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.