«وصيتي إليك يا الله.. أطفالي الذين لن أفرح بهم»: رسالة مؤثرة من د. أحمد ماضي أخصائي الصدر بالإسكندرية قبل رحيله بكورونا
ماضي قبل رحيله: أشهد الله بأني لم أقصر في أداء الواجب وتحمل الأمانة.. وأرجو من الله أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم
كتب: عبد الرحمن بدر
وصيتي إليك يا الله أطفالي الذين لن أفرح بهم، كان ذلك جزءا من الرسالى المؤثرة التي كتبها الدكتور أحمد ماضي أخصائي الأمراض الصدرية بالإسكندرية قبل رحيله بكورونا.
وقال ماضي في الرسالة التي تداولتها صفحات الأطباء على مواقع التواصل الاجتماعي: “وبينما أنا راقد علي سريري بالعناية المركزة، أكافح كي أتنفس الهواء بصعوبة، وأعاني من ألم رهيب ينهش كل قطعة من جسدي، الذي لم يبق فيه شىء غير متصل بأنابيب وخراطيم”.
وأضاف: “أراقب نظرات زملائي من الأطباء والتمريض ما بين خوف ورجاء، وتحركات سريعة ومضطربة لتجهيز جهاز التنفس الصناعي لهبوط حاد في نسبة الأوكسيجين بالدم، معلنا فشل جهازي التنفسي الرباني في العمل، وبداية طريق أنا أعلم نهايته المحتومة طالما شاهدته، وأنا الطبيب المسؤول عن علاج هذا المرض اللعين”.
وتابع ماضي: “أستطيع أن أري نهايته الآن بوضوح، منذ أيام ودعت زميلا لي كان يرقد علي بعد خطوات مني وكان قد سبقني إلى ما أنا ذاهب اليه الآن”.
وقال الطبيب الراحل: “لست والله خائفاً الآن، فأنا أشهد الله بأني لم أقصر في أداء الواجب وتحمل الأمانة، وأرجو من الله أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يجعل عملنا ومرضنا هذا في ميزان حسناتنا يوم نلقاه”.
وأضاف: “كل ما أرجو إن بادر بي الأجل وحانت لحظة الفراق، أن يتكفل الله برعايته وحفظه أسرتي وأطفالي، الذين افتقدهم بشدة، ويعتصر قلبي فراقهم، وصيتي إليك يا الله أطفالي الذين لن أفرح بهم”.
واختتم ماضي: “أستودعك يا الله هؤلاء الأطفال الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بك، وأن تذكروني إخوتي بكل جميل ولا تنسوني من صالح دعائكم”.
كانت نقابة الأطباء نعت بالأمس الطبيب الشاب أحمد ماضي، وقالت النقابة في بيان لها، إن ماضي هو الشهيد رقم 147 الذي يرحل بكورونا من الأطباء.