وزير الري: لجنة دولية أكدت وجود مشكلات أمان في سد النهضة.. والسعودية: نحذر من تصعيد خطير في المستقبل
كتب – أحمد سلامة
قال وزير الري والموارد المائية المصري، محمد عبدالعاطي، إن هناك لجنة دولية أكدت وجود مشكلات في أمان سد النهضة الإثيوبي وطلبت من إثيوبيا تعديلات في تصميم السد.
وأوضح في تصريحات تليفزيونية أن هناك 3 مراحل في تعديلات تصميمات السد، بينما إثيوبيا لم تفرج سوى عن المرحلة الأولى فقط ولم تعطِ مصر أو السودان المرحلة الثانية أو الثالثة من أجل الاطلاع عليها.
وأضاف عبدالعاطي، أن مصر والسودان لا تعرفان ما تم تنفيذه في إثيوبيا فيما يتعلق بالتصميمات التي تضمن أمان السد وهل ذلك كافٍ أم لا، وطالما لا يوجد شفافية فيما تم يُصبح الأمر موضع قلق بالنسبة لمصر وقلق كبير للغاية بالنسبة للسودان، كون هذا السد في حالة انهياره سيغرق السودان بأكمله.
وشدد وزير الري المصري على أنه تم عمل دراسات في مراكز بحثية في مصر، وكذلك في جامعة القاهرة، ووجدوا أن سد النهضة حالة انهياره سيؤثر على مصر والسودان وإثيوبيا وهذا أمر لا نريده ولا نتمنى أن ينهار السد.
وأشار إلى أن مصر تتمنى أن تكون إثيوبيا قامت بعمل احتياطات كافية لأمان السد حتى لا ينهار، قائلا: “لو انهار هيعمل موجة كبيرة وترتفع المياه في السودان 26 متر، بعرض 150 كيلو، فهذا يُعد تدميرا كاملا للسودان”.
وتابع: “بالنسبة لينا في مصر نحتاج نعمل استثمارات كي نتعامل مع الموجات حال احتمال انهيار السد 1، لذا يجب عمل استثمارات تتعدى من 20 لـ 30 مليار جنيه حال وقوع الكارثة”.
وذكر عبدالعاطي أن مصر في انتظار جولة جديدة من المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي لم تتحدد معالمها بوضوح حتى الآن، لكن تم التجهيز لها بأطروحات مرنة تحقق مصالح الجميع.
وأردف “مصالح إثيوبيا تكمن في توليد الكهرباء”، موضحا أن الأطروحة المصرية تتضمن السماح لإثيوبيا بتوليد الكهرباء في أحلك ظروف الجفاف بكفاءة 85 بالمئة. لأن من حق الشعب الإثيوبي أن يدخل له كهرباء وينعم بها، بل تسعى مصر للربط الكهربائي مع إثيوبيا”.
وأكد أن مصر تدرس بجدية ربط الكهرباء مع الجانب الإثيوبي وأن يصبح هناك تكامل، والرئيس عبدالفتاح السيسي وجه وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محمد شاكر، بذلك.
ولفت إلى أن مصر على استعداد للمشاركة في المشروعات التنموية الإثيوبية طبقا للقانون الدولي، مع ضرورة الاتفاق على آلية لفض المنازعات.
في السياق ذاته، أصدرت السعودية بيانا جديدا، اليوم الخميس، حول أزمة مفاوضات سد النهضة الإثيوبي بين مصر والسودان وإثيوبيا، محذرة من تصعيد خطير في المستقبل.
وورد في بيان نشرته السفارة السعودية في مصر، أن نائب مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة خالد بن محمد منزلاوي ناقش ملف سد النهضة، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وذلك في اجتماع افتراضي للجنة العربية المصغرة مساء أمس الأربعاء.
وأكد منزلاوي خلال الاجتماع أن المملكة تتمتع بعلاقات متميزة مع جميع الأطراف المعنية، مشيرا إلى تفويض جامعة الدول العربية بمتابعة تطورات الموضوع في مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق ومصالح جميع الأطراف.
وشدد على أهمية الأمن المائي لكل من مصر والسودان، ورفض أي عمل أو إجراء من شأنه أن يمس حقوق الأطراف كافة في مياه النيل، منوها بضرورة استئناف المفاوضات بـ”حسن نية” للتوصل إلى اتفاق عادل يراعي مصالح الجميع لتجنيب المنطقة أي تصعيد خطير في المستقبل.
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تشهد العديد من الصراعات التي تهدد الأمن والسلم الإقليميين، وأن لقاء أعضاء اللجنة العربية بالأمين العام للأمم المتحدة يهدف إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لتعزيز التدابير الوقائية وإطلاق مبادرة سلمية لحل الخلافات العالقة، داعيا جميع الأطراف على مواصلة المفاوضات.