وداع حزين للفنانة إيفلين بوريه.. قصة سويسرية حولت قرية بالفيوم لمقصد سياحي ورحلت قبل تحقيق حلمها بالحصول على الجنسية المصرية
كتب- عبد الرحمن بدر وصحف
ودع أهالي قرية تونس بالفيوم الحزن والدموع الفنانة التشكيلية السويسرية، إيفلين بوريه، التي رحلت عن عمر ناهز 82 عامًا، بقرية تونس بالفيوم، التي ساهمت في تحويلها لمقصد سياحي عالمي وومركز إقليمي لصناعة وتصدير الخزف والفخار.
وشارك العديد من أهالي قرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق، بمحافظة الفيوم، في جنازة إيفلين بوريه، التي دفنت بمقابر في القرية الثانية بالمركز- حسب وصيتها- وسط حالة من الحزن الشديد.
وهاجت بوريه إلى مصر عام 1965، وحاولت الفنانة الراحلة الحصول على الجنسية المصرية على مدار 56 عاما، لكنها لم تحصل عليها حتي توفيت، لكن منحتها الحكومة المصرية منذ أعوام تصريح إقامة لفترة طويلة.
ونعت السفارة السويسرية في مصر، الفنانة الراحلة، قائلة: “ببالغ الحزن والأسى، تودع السفارة السويسرية في مصر رائدة خدمة المجتمع الإبداعي وتنمية المجتمع، وأحد أعمدة الجالية السويسرية في مصر، السيدة إيفلين بوريه رحمها الله”.
وقال محمد شريف أحد طلاب مدرسة الخزف التي أنشأتها الفنانة السويسرية في القرية لـ (بي بي سي) إنه هو وغيره من الأطفال الذين تربوا في منزلها لم يتعلموا منها فن الخزف فقط بل تعلموا أيضا الصدق مع النفس ومع الآخرين، وضرورة التعبير عن الرأي بحرية، والأمانة.
وأضاف رئيس مجلس إدارة جمعية خزافين قرية تونس، أنه مع بساطة الموارد والمواد المستخدمة في قطع الخزف كانت تطلب منهم دائما عدم إخفاء العيوب فيها أمام من يأتون لشرائها.
وتابع أنها غيرت وجه القرية تماما، وأحدثت تنمية مستدامة لا تقف عند شخص واحد، على حد قوله، وإن الشباب الذين علمتهم يسافرون كافة أنحاء العالم لإنشاء مدارس مشابهة لتجربتها في مصر.
ونعت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة وجميع العاملين بالوزارة بمزيد من الحزن والأسى إيفيلين بوريه رائدة صناعة الخزف والفخار بقرية تونس بمحافظة الفيوم.
وأكدت وزيرة البيئة على أن دور الراحلة في قرية تونس سيخلد فى ذاكرة العاملين بالعمل البيئى والتراثى وبين الأجيال المتعاقبة من العاملين بصناعة الخزف والحرف الفخارية بقرية تونس والتى حولتها جهود الراحلة إلى واحدة من أشهر قرى السياحة البيئية المصرية بتوطين صناعة الفخار والحرف الخزفية بين أبناء القرية، بالإضافة إلى نقل تجربة صناعتها للزوار من خلال تأسيسها مدرسة لتعليم صناعة الفخار كأحد أهم الحرف التراثية و البيئية بالقرية.
وأضافت وزيرة البيئة أن الراحلة اختارت الانتماء إلى مصر واختارت أن تترك بلدها الأم لتكون بنت قرية تونس والتىعشقتها واستقرت بها لنذكرها اليوم كصاحبة روح مبدعة صديقة للعمل البيئى عملت بجد للحفاظ على التراث البيئى والثقافي للقرية والذى سيستمر بين أبناء القرية ليثري صناعة الخزف في مصر.
بدوره نعى محافظ الفيوم، وفاة إيفيلين بوريه، وقال محافظ الفيوم:”إن الفقيدة كانت تعشق الفيوم، واستقرت بقرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق منذ ستينيات القرن الماضي”، لافتا إلى تأسيسها جمعية ومدرسة لصناعة الخزف والفخار بالقرية، وتعليم الشباب والفتيات حرفة تصنيع الخزف والفخار، وساعدتهم في إقامة ورش خاصة بهم، وفتح مجالات لتسويق منتجاتهم محلياً ودولياً.
وأضاف المحافظ، أن السيدة إيفيلين، عملت على تحويل قرية تونس من مجرد قرية ريفية إلى قرية سياحية، ذات طابع خاص، وقِبلة للزوار من مصر ومختلف دول العالم، معرباً عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الفقيدة.
وكانت بوريه حصلت على شهادة في الفنون التطبيقية من سويسرا، ثم جاءت إلى مصر في أوائل الستينيات مع والدها بسبب ظروف عمله.
وفي مصر، التقت بالشاعر سيد حجاب وتزوجته، ثم زارت قرية تونس وقررت الإقامة فيها، حتى بعد انفصالها عن زوجها، وهو المكان الذي أوصت أيضا أن تدفن فيه.