وداعًا رجاء حسين.. أبرز المحطات في حياة «عايشة» التي أخلصت للفن وضحكت عند وفاة نجلها وأعاد اكتشافها يوسف شاهين (بروفايل)
كتبت: كاميليا السيد
غيب الموت الفنانة رجاء حسين، عن عمر ناهز 83 عامًا بعد رحلة عطاء امتدت لعقود قدمت خلالها العديد من الأعمال المميزة، فنانة أحبت الفن بسبب خشبة المسرح المدرسي، ومن المسرح اتجهت للسينما والتليفزيون فأبدعت في أدوار مميزة.
حياتها مليئة بالأسرار التي لا يعرفها البعض، في هذا التقرير نتعرف على أبرز المعلومات عن الفنانة رجاء حسين، والمواقف التي مرّت بها خلال حياتها الخاصة والفنية.
رجاء حسين
اسمها الحقيقي عايشة رجاء حسين، واشتهرت فنيًا باسم “رجاء حسين”، هي ممثلة مصرية ولدت في 7 نوفمبر 1937 بمحافظة القليوبية لأب مصري وأم أصولها تركية.
تعد الفنانة رجاء حسين هي شقيقة الفنانة الراحلة ناهد حسين التي عرفت في فترة السبعينيات والثمانينيات بأدوارها في المسرح والتلفزيون والسينما.
ويذكر أن الفنانة الراحلة ناهد حسين قد شاركت في مسلسل “ضمير أبلة حكمت”، ومسلسل “يوميات ونيس”، ومسرحية “عش المجانين”، وفيلم “قضية عم أحمد”.
من المسرح المدرسي.. رجاء حسين تحب الفن
أحبّت الفنانة المصرية رجاء حسين الفن منذ أن كانت طالبة بالمرحلة الثانوية، حيث كانت تحرص على مشاهدة العروض المسرحية التي كانت تقدم على خشبة المسرح المدرسي.
ورغم أن رجاء حسين لم يكن يخطر ببالها أن تصبح ممثلة ولا تعلم أي شيء عن هذا المجال إلا أن فضولها جعلها تدخل إلى المسرح المدرسي لتعرف وتشاهد ما يتم على هذه الخشبة.
وحكت رجاء كيف شاركت لأول مرّة بالمسرح المدرسي بقولها: “كنت بسبب الفضول عايزة أعرف إيه اللي بيحصل فكنت دايمًا أدخل اشوف واتعلم وأحفظ اللي بيحصل، وفي مرة أمي ضربتني علشان اتأخرت”.
وتابعت رجاء حسين: “لحد ما بطلة المسرحية وقعت فرجليها فيها شرخ فأنا قلتلهم أنا حافظة الدور وفعلًا لعبت الدور وصقفولي أوي ومن هنا حبيت الفن وقلت لازم أكون ممثلة”.
من أجل دراسة التمثيل.. رجاء حسين تخدع أسرتها
التحقت الفنانة رجاء حسين بمعهد الفنون المسرحية، ولرفض أسرتها دخولها عالم التمثيل قررت أن تخبرهم أنها تدرس بكلية الحقوق وبالفعل ظلّت سنة تدرس بالمعهد وأهلها يعلمون أنها بكلية الحقوق.
وفي آخر العام الدراسي طلبت رجاء حسين من خالها التدخل في الأمر ومن هنا علمت أسرتها بأنها تدرس بمعهد الفنون المسرحية ولم تلتحق من الأساس بكلية الحقوق فوافقوا على عملها بالتمثيل ولكن بشروط.
بسبب خطوبة.. رجاء تبدأ مشوارها الفني
كشفت الفنانة الكبيرة رجاء حسين عن بداية مشوارها الفني من خلال الإذاعة، إذ قالت إنها دُعيت في أحد الأيام لحضور خطبة زميلة لها، وغنت “يا دبلة الخطوبة” لشادية.
وكان من بين الحضور الكاتب يوسف عوف الذي أعجب بصوتها وعرضها على الإذاعة لتشارك في برنامج “الهواة” مع الإذاعي الكبير أحمد طاهر وبالفعل بدأت حياتها كمطربة.
ومن الإذاعة تعرفت رجاء حسين على الفنان والممثل المسرحي أنور محمد، الذي ساعدها في دخول معهد الفنون المسرحية، وبعد تخرجها عملت مع الممثل محمد عوض في مسرحية “شارع البهلوان”.
ومن بعدها انضمت رجاء حسين إلى فرقة نجيب الريحاني عام 1958، ثم انتقلت إلى المسرح القومي ثم اتجهت إلى السينما في مطلع الستينيات بأدوار صغيرة حتى أعاد اكتشفها المخرج يوسف شاهين.
دخلت رجاء السينما من عام 1960 وذلك بمشاركتها في فيلم “الخرساء”، وبعد أن شاهدها المخرج المصري العالمي يوسف شاهين لمعت ونجحت معه في أفلام مميزة.
ورغم نجاحها مع يوسف شاهين في الأفلام التي شاركت فيها إلا أنها رفضت أن تعمل معه مرة أخرى مبررة ذلك بقولها: “يوسف شاهين أناني، وعاوز الممثل يبقى لهُ لوحده”.
انتهت بعد 51 عامًا… قصّة زواج رجاء وسيف
تزوّجت رجاء حسين من الفنان المصري سيف عبد الرحمن، بعد أن شاهدها على خشبة المسرح وهي تقوم بتأدية دورها في مسرحية “الناس اللي فوق”، وأنجبت منه “أمل” و”كريم”.
وترجع تفاصيل تعرفهما ببعض، إلى يوم أن قامت الفنانة المصرية الراحلة سناء جميل بدعوة الفنان سيف لمشاهدة مسرحية “الناس اللي فوق”، فلفتت رجاء نظره مما دفعه لسؤال سناء جميل عنها.
واستمرت علاقتهما لـ 51 عامًا، تحمّلت خلالها الفنانة رجاء الكثير من المشاكل، حتى جاءت لحظة فارقة وهي وفاة ابنهما “كريم” في 2014 فقررت الانفصال.
وكشفت الفنانة رجاء حسين عن سبب انفصالها عن سيف عبد الرحمن بعد وفاة ابنهما بقولها: “استحملت لحد وفاة ابني كريم خدت قرار الانفصال لإن اللي كنت خايفة عليه راح خلاص”.
ورغم انفصالهما بعد زواج دام لـ 51 عامًا، إلا أن الفنانة رجاء حسين ترتبط بعلاقة جيدة بطليقها الفنان سيف عبد الرحمن وزوجته الثانية.
وكشف الفنان سيف عبد الرحمن، في مداخلة هاتفية له، أن زواجه الثاني كان فكرة زوجته الأولى الفنانة رجاء حسين.
وقال عبد الرحمن: “رجاء عارفة إني ما بعرفش أعيش لوحدي، فبعد انفصالنا شجعتني أتجوز تاني، واتجوزت وجبت مراتي وعرفتها عليها”.
ضحكت من الصدمة.. رجاء ورحيل ابنها
كشفت رجاء حسين، في لقاء لها، عن ردة فعلها بعد أن علمت بوفاة ابنها كريم سيف الدين، عقيد مهندس أركان حرب بالقوات المسلحة، والذي وافته المنية في 2014 إثر تعرضه لهبوط مفاجئ أثناء قيادة سيارته.
وقالت رجاء حسين: “فقدت كل شيء جميل بعد وفاة ابني، عندما اصطحبوني للمستشفى بدعوى أن زوجي مريض، الطبيب قال لي البقاء لله، قلت له سيف مات؟ فرد ابنك كريم، فضحكت من الصدمة”.