وداعًا حسن علي خلف.. وفاة شيخ مجاهدي سيناء الذي حكم عليه الاحتلال الإسرائيلي بالسجن 149 عامًا وخرج في تبادل أسرى
غيب الموت، اليوم الخميس، المناضل الشيخ حسن علي خلف من قبيلة السواركة بشمال سيناء، وأحد مجاهدي سيناء خلال الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، عن عمر يناهز 70 عامًا، ونعت جمعية مجاهدي سيناء، الشيخ البطل الذي كان عضوًا بها.
وقضى المجاهد الراحل سنوات من عمره داخل سجون الاحتلال، ومنح نوط الامتياز من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية، تقديرًا لجهوده الوطنية خلال فترة الاحتلال، وكان أول نائب سيناوى فى البرلمان من قبائل البدو.
ولد الشيخ حسن علي خلف في منطقة الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد، وهو من عشيرة “الخلفات” إحدى عشائر قبيلة السواركة، وكان والده أحد رموز القبيلة وورث البطولة من والده وعمه الشيخ خلف حسن الخلفات، اللذان كان لهما باع في التصدي لمحاولات إسرائيل في شراء الأراضي المصرية.
انضم لصفوف المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بدأها بتشكيل منظمة سيناء العربية والدفاع عن سيناء ضد الاحتلال عندما داهمها في عام 1967 ميلادية، بالتعاون مع عدد كبير من شباب سيناء، وتجنيد عددًا من الفدائيين من شباب القبائل وضمهم إلى خلايا المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ومن بطولاته ضرب مركز القيادة الإسرائيلية بالعريش، وضرب مستعمرات الاحتلال الإسرائيلي فى مناطق الشيخ زويد، إضافة إلى تنفيذ عمليات نوعية سواء كان مترجلًا أو مستخدمًا الإبل في التنقل، كما كان له دور بارز في نقل الصواريخ والأسلحة والمدد من شرق القناة حتى عمق سيناء، لما كان يتمتع به من مهارات التنقل عبر الدروب الصحراوية والعيش لأيام طويلة في مناطق قاحلة لتنفيذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية.
وسبق أن حكم عليه بالسجن 149عامًا بتهمة قتل الأطفال والتنقل بين ضفتي قناة السويس دون تصريح، وذلك بعد أن وقع في قبضة الاحتلال الإسرائيلي خلال تنفيذ إحدى العمليات، وخلال مثوله أمام المحاكمة قال عبارته الشهيرة للقاضي الإسرائيلي ردًا على هذا الحكم “أنكم من قتلتم الأطفال في بحر البقر”.
وقضى من هذا الحكم نحو 40 شهرًا في السجون الإسرائيلية، ثم خرج في تبادل أسرى عقب انتصار أكتوبر وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات بعد عودته من الأسر عام 1974.
وعقب جلاء الاحتلال عن قريته “الجورة” في عام 1982 استقر بها، وعمل قاضيًا عرفيًا، وكان دورًا بارزًا في إنهاء الخلافات بين الأفراد والعائلات في سيناء.
وخلال السنوات الأخيرة أعلن تأييده للجيش في حربه ضد الإرهاب، وحث القبائل على الاستنفار والتكاتف مع القوات المسلحة المصرية لاقتلاع جذور الإرهاب من سيناء، وفقد أحد أبنائه بعد إصابته بطلق ناري وهو في منزله خلال أحد مداهمات الحرب على الإرهاب.