وداعًا أيها الفاضل.. خالد علي ينعى د. حازم حسني: كان يدخل قاعة التحقيق مرفوع الرأس يدافع عن نفسه وعن مواقفه وآرائه بعزة وكبرياء
المحامي الحقوقي: لم أترك جلسة تحقيق أو تجديد حبس له إلا وكنت حاضرًا لأتعلم منه الثبات واستمد منه القوة وأجدد طاقتى في المقاومة
كتبت: ليلى فريد
نعى خالد علي، المحامي الحقوقي، الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية، الذي غيبه الموت اليوم الأحد، قائلا: “وداعاً أيها الفاضل”.
وقال علي في حسابه على (فيس بوك)، الأحد: “رحل اليوم أستاذى المناضل الدكتور حازم حسنى، منذ ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣ توقف الدكتور حازم حسنى عن نشر بوستات أو فيديوهات بصفحته على الفيسبوك، ويوم ٢٣ يناير ٢٠٢٤ كتب بوست لى ليس لتهئنتى على زفافى، وإنما ليضع وسام على صدرى قبل رحيله اليوم، ليظل هذا البوست هو آخر ما كتبه على صفحته”.
وتابع: “منذ اللحظة الأولى للقبض عليه ومشاهدته فى النيابة لم أترك جلسة تحقيق بالنيابة أو تجديد حبس له بالمحكمة إلا وكنت حاضراً بها ليس من أجل تقديم واجب الدفاع عنه فقط، ولكن حتى أتعلم منه الثبات واستمد منه القوة وأجدد طاقتى فى المقاومة”.
وأضاف: “كان يدخل لقاعة التحقيق مرفوع الرأس يقدم دفاع عن نفسه وعن مواقفه وآرائه بكل عزة وكبرياء، مرت أيام وليالى السجن الطويلة والموحشه ولم أجده إلا صابراً عزيز النفس والهمة، حتى حصلنا على قرار بإخلاء سبيله وقامت النيابة باستئنافه وإلغاء إخلاء السبيل ووجدته يواسيني مبتسماً (لا تحزن كل هذا متوقع)”.
وواصل: “بعد فترة قصيرة تمكنا من الحصول على قرار استبدال الحبس الاحتياطى بتدبير احترازي بخروجه من السجن وبقائه فى المنزل لا يبارحه إلا يوم الذهاب للنيابة، للنظر فى أمر تجديد التدابير من عدمه، وكان يمر على منزله من وقت لآخر أحد ضباط القسم ليتيقن من بقائه فى منزله، حتى تمكنا من إلغاء التدابير وإطلاق سراحه نهائياً”.
واختتم: “فى ٢٠٢٣ ترك لنا جزءًا من خبرته وعلمه من خلال بعض المحاضرات المصورة والمرفوعة على صفحته بالفيسبوك”.
يشار إلى أنه غيب الموت، الأحد، الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ونعها محامون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن مصر فقدت قامة وطنية كبيرة.
يذكر أن حازم حسني (70 عاما)، هو أكاديمي بارز بجامعة القاهرة وأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان متحدثا باسم الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري، عندما أعلن الترشح للانتخابات الرئاسية 2018 في مواجهة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، قبل أن يتم استبعاده من كشوف الناخبين واحتجازه قرابة عامين.
وكانت نيابة أمن الدولة العليا قررت إخلاء سبيل الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية، فى اتهامه بالقضية التي تحمل الرقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، على ألا يغادر منزله.
وذكر المحامي خالد علي عضو فريق الدفاع عن المتهم، أن النيابة قررت استبدال أمر قضائي بعدم مغادرة حازم لمنزله، بالحبس الاحتياطي.
وواجه حسني فى القضية اتهاما بمشاركة جماعة إرهابية فى تحقيق أهدافها، وذلك عقب إعلان مشاركته في حملة الفريق سامي عنان، حين أعلن ترشحه للرئاسة منذ عدة سنوات.
يذكر أن هذه القضية هي الثانية التي يتهم فيها حسني، حيث سبق اتهامه في القضية التي تحمل الرقم 488 على خلفية اتهامه بمشاركة جماعة إرهابية فى تحقيق أهدافها ونشر أخبار كاذبة.
وفي وقت سابق نشر حسني استقالته التي لم يتلق ردا عليها، ولو هاتفيا حتى الآن، مؤكدا أنه نشرها للتأكيد على ما جاء فيها، وحتى لا يكون ثمة حديث مستقبلا عن عدم وصول الرسالة للمرسل إليه، وفق تعبيره.
ووصف حسني نهاية رحلته في جامعة القاهرة بالحزينة، مؤكدا أن نشره للاستقالة جاء درءا لما قد تسعى له الجامعة من اتخاذ إجراءات إدارية بحقه.