وداعًا أمين إسكندر.. مصر تودع مُعلم الأجيال الذي رحل بعد وصيته الأخيرة بالإفراج عن سجناء الرأي: قاوم الاستبداد عندما كان للمواقف ثمن
المفكر الراحل في آخر تدوينة: ما الضرر من الإفراج عن سجناء الرأي من د.أبو الفتوح إلى دومة وهالة فهمي وعلاء عبد الفتاح وجميع سجناء الرأي؟
الكرامة: رحل مُعلم الأجيال الذي كان علامة مضيئة في مسيرة الحزب.. نُعزي الشباب الذين تتلمذوا فكريا وسياسيا على يديه
صباحي: في رحمة الله وضمير الوطن شقيق الروح شريك الحلم والسعي المناضل الوطني المفكر القومي القائد الناصري الأمين
أحمد فوزي: فقدنا رمزا بارزا من أساتذة اليسار ومقاومًا عندما كان للمواقف ثمن.. كان رمزًا مهمًا لمقاومة مشروع مبارك المستبد
البياضي: فقد الوطن والحركة السياسية اليوم رجلاً من أبرز رجالات السياسة وأحد رموز جيل السبعينيات في مصر
جميلة إسماعيل: صاحب التاريخ الطويل من النضال السياسي والعمل العام.. كل التعازي لذويه ورفاقه في الحركة الوطنية
خالد يوسف: كان سيفا بتارا قاطعا فيما يتعلق بالثوابت وكان لينا سمحا مع المختلفين معه وكان نهرا يفيض عذوبة مع أحبائه
كتبت- ليلى فريد
“لماذا المعاندة ما الضرر من الإفراج عن كل سجناء الرأي من د.عبد المنعم أبو الفتوح إلى دومة وهالة فهمي وعلاء عبد الفتاح، وكل سجناء الرأي مهما كان عددهم، وعندها نبدأ مرحلة جديدة، التهديد الحقيقي على مصر ناتج من الاستبداد والسلفيه والكاب والعمة”، كانت هذه التدوينة آخر ما كتب المفكر القومي أمين إسكندر، وكيل مؤسسي حزب الكرامة، الذي غيبه الموت، الاثنين، عن 70 عامًا، بعد رحله عطاء امتدت لعقود، عاش فيها مهمومًا بقضايا الوطن، حتى في أيام مرضه لم ينشغل عن الهم العام والحلم بمستقبل يليق بمصر.
الكرامة: فقدنا علامة مضيئة في مسيرة الحزب والتيار القومي والناصري
قال حزب الكرامة إنه ينعى ببالغ الحزن والأسى رحيل أحد أبرز رموزه ومؤسسيه، هو المناضل الكبير والمفكر السياسي والقومي أمين إسكندر، الذي رحل عنا بعد صراع مع المرض.
وقال الحزب في بيان له، الاثنين، إنه “إذ يعزي نفسه وأعضاءه وكوادره وشركاءه في مصر والوطن العربي، فإنه يتقدم بأحر التعازي لأسرة المناضل الكبير أمين اسكندر، ويدعو الله أن يلهمها الصبر على رحيله المفجع، كما يتوجه حزب الكرامة بخالص التعازي لأجيال الشباب التي تتلمذت فكريا وسياسيا ونضاليا على يد المناضل الكبير، في مصر والوطن العربي”.
ولفت الحزب إلى أنه يعد أمين إسكندر علامة مضيئة في مسيرة حزب الكرامة والتيار القومي والناصري، إذ تولى موقع وكيل مؤسسي حزب الكرامة، وكان أبرز كوادر الحزب والحركة المدنية المصرية.
وتابع: “بعد ثورة 25 يناير ساهم أمين اسكندر في تأسيس التيار الشعبي المصري، استكمالا لمسيرة نضال حزبي طويلة بدأت في السبعينات منذ مشاركته في المنبر الاشتراكي وتأسيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير”.
وأضاف: “كما يعد اسكندر أبرز المفكرين القوميين المدافعين عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة من أجل تحرير كامل أرضه وإقامة دولته المستقلة بعيدا عن حلول التسوية الانهزامية، وقاد من أجل القضية الفلسطينية داخل مصر وخارجها عشرات الأعمال الجبهوية والسياسية، أبرزها عمله منسقا لحملة الدفاع عن سليمان خاطر، ومنسقا للحملة الشعبية ضد التطبيع والصهيونية، وحملات مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، والمشاركة في مظاهرات عديدة لدعم الانتفاضة الفلسطينية والتنديد بالعدوان على الشعب الفلسطيني”.
وذكر أنه “على المستوى القومي شغل اسكندر عضوية الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي في عدة دورات سابقة له، وشكلت مشاركته في أعمال المؤتمر القومي العربي إضافة فكرية مهمة نظرا لما كان يقدمه للمؤتمر من إسهامات فكرية بشأن توحيد التيار الناصري والقومي وإدارة الصراع العربي الصهيوني، وبلورة موقف شعبي عربي من كافة القضايا القومية المطروحة على الساحة”.
وقال البيان إنه بالإضافة لنضاله السياسي والقومي، قدم اسكندر عدة مؤلفات سياسية مهمة أبرزها «ذاكرة ورؤيا» و«في نقد تحالف كوبنهاغن»، و«عبور الهزيمة» و«الحركة القومية في مائة عام»،و«عصر القهر والفوضى» و«الزلزال: دراسات من داخل الأزمة العربية»، و«نقد التجربة الناصرية – رؤى من الداخل»، و«التنظيم السري لجمال عبد الناصر»، فضلا عن إسهامات فكرية عديدة في مناهضة التطبيع ودعم المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني أبرزها (ثقافة المقاومة والتحرير في إدارة الصراع العربي الصهيوني).
صباحي: وداعًا شقيق الروح شريك الحلم والسعي
ونعى المرشح الرئاسي السابق والقيادي في الحركة المدنية حمدين صباحي، رفيق دربه، قائلا: “في رحمة الله وضمير الوطن، شقيق الروح شريك الحلم والسعي، المناضل الوطني المفكر القومي القائد الناصري الأمين، أخي أمين إسكندر، وكيل مؤسسي حزب الكرامة”.
وأضاف: “تقبله الله بواسع رحمته في واسع جنته وجزاه خيرا، وألهمنا وأسرته الحبيبة وشركاء حلمه وسعيه وأحبابه وتلاميذه وعارفي فضله جميل الصبر”.
فوزي: فقدنا رمزا بارزا من أساتذة اليسار
نعى المحامي الحقوقي أحمد فوزي، المناضل الوطني والمفكر القومي، وكيل مؤسسي حزب الكرامة والقيادي في الحركة المدنية الديمقراطية، أمين إسكندر.
وكتب فوزي، عبر حسابه على “فيسبوك”: “أمين إسكندر لم يكن مجرد مثقف قومى طليعى يحترم نفسه وتياره ويحترم المختلفين معه، ومؤمن بضرورة التوافق في قضايا محددة أو الحوار بين أطراف الحركة الوطنية المصرية”.
وأضاف: “أنعى مع أمين إسكندر ذكريات وأيام مجيدة، عندما كنا طلابا فى الجامعة فى أول التسعينيات، ثم شبان ناشطين فى المجال العام، مثل لنا أمين إسكندر رمزا مهما جدا لمقاومة مشروع مبارك المستبد، عندما كان الموقف له ثمن”.
وتابع: “أنا ابن التيار الماركسي، أقدر كل رموزه وأساتذتي منه، كان أمين إسكندر رحمه الله، ورفيقه حمدين صباحي ربنا يصبره، وعبدالمنعم أبو الفتوح ربنا يفك حبسه، وعصام العريان رحمه الله و غفر له مواقفه الأخيرة، هم رموز تعدت بالنسبة لنا الحلقية، بالطبع مع كل رموز جيلهم من أساتذتي في الحركة اليسارية من أصول ماركسية”.
وأوضح أن العلاقة الإنسانية بينه وبين المناضل الوطني الراحل تشكلت وقت تشكيل اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطينى، وواصل: “حينها احتفلنا كشباب مع اللجنة وقياداتها وكنا على خطأ، عندما وافق الأستاذ أمين على استقبال فاعليتنا في صاعد، وعندما أفسد الأمور طراف من التيار القومى ومن تيارنا العلاقة، جلس معى لمدة ساعة اتفقنا فيها بكل احترام وحب على كيفية إنهاء العمل المشترك بين الشباب مع الاحتفاظ بعلاقة طيبة وتنسيق مشترك”.
واستكمل: “رحم الله أمين إسكندر خالص العزاء لرفيق دربه حمدين صباحي، خالص العزاء لأسرته، خالص العزاء للتيار القومي، ولزملاء أمين ورفاقه وتلاميذه في الحركة الوطنية المصرية”.
البياضي: فقدنا أحد رموز جيل السبعينيات
وقال النائب فريدي البياضي: “فقد الوطن والحركة السياسية اليوم رجلاً من أبرز رجالات السياسة، إنه الأستاذ أمين إسكندر، المثقف والمناضل العروبي، ووكيل مؤسسي حزب الكرامة؛ والبرلماني السابق وهو أحد رموز جيل السبعينيات في مصر، رحمه الله وعزائي لأسرته وأصدقائه وزملائنا في حزب الكرامة”.
جميلة إسماعيل: صاحب التاريخ الطويل من النضال السياسي
وقالت جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور: “أنعى ببالغ الحزن المناضل الطليعي، والمفكر السياسي الأستاذ أمين إسكندر، رئيس حزب الكرامة الأسبق، وصاحب التاريخ الطويل من النضال السياسي والعمل العام. كل التعازي لذويه ورفاقه في الحركة الوطنية المصرية”.
خالد يوسف: سيظل تجربة إنسانية ملهمة للمؤمنين بالوطنية الجامعة
وقال المخرج خالد يوسف: ” ذهبت روح أمين إسكندر للسماء حيث الطمأنينة الأبدية والراحة، نحسبه بإذن ورحمة ربه الكريم في فسيح جناته”.
وتابع: ” كان سيفا بتارا قاطعا فيما يتعلق بالثوابت، وكان لينا سمحا مع المختلفين معه وكان نهرا يفيض عذوبة مع أحبائه”.
وأضاف: “سيظل أمين اسكندر تجربة إنسانية ملهمة للمؤمنين بالمصرية الوطنية الجامعة، وسيظل نموذجا فذا وفريدا بما قدمه لوطنه من جميل إخلاصه وعظيم مواقفه”.
يذكر أن أمين إسكندر ولد في منتصف عام 1952 قبل أسابيع قليلة من قيام الثورة، وبدأ نشاطه السياسى منذ كان طالبًا في الثانوي وشارك في المظاهرات وقتها عام 1968 تأييدا للمقاومة الفلسطينية، وبعد دخوله الجامعة ساهم مع رفاقه في تأسيس أندية الفكر الناصرى، وشارك في لقاء ناصر الفكرى منذ انعقاده الأول وحتى السابع، وكان واحداً من الكوادر الناصرية الشابة التي أعدت وثيقة الزقازيق، والتي أصدرها مئة من قيادات الحركة الناصرية آنذاك.
كما شارك أمين إسكندر في انتفاضة الخبز عام 1977، وتعرض للاعتقال عدة مرات كان أولها عام 1978 بتهمة قلب نظام الحكم، وكان وقتها مجندا في الجيش وآخرها في 25 يناير ( ثورة يناير ) بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم .
وتولى أمين إسكندر مسئولية عدة مواقع وأعمال جبهوية، من بينها منسق حملة الدفاع عن سليمان خاطر، ومنسق الحملة الشعبية ضد التطبيع والصهيونية، كما يعد واحدا من أبرز القيادات المؤسسة لحركة “كفاية”.
على الصعيد الحزبى، ساهم أمين إسكندر في كافة مشروعات وتجارب تأسيس أحزاب ناصرية، بدءا من المنبر الاشتراكي مع كمال الدين رفعت، ثم الحزب الاشتراكي مع فريد عبد الكريم، ثم حزب التحالف مع كمال أحمد، وأخيرا الحزب الناصري بقيادة ضياء الدين داود، والذي كان أمين إسكندر أحد قياداته وتولى فيه مسئولية العمل التثقيفى والفكرى مرات عديدة، وهو نفس الموقع الذي تولاه إسكندر في حزب الكرامة، والذي شغل به موقع وكيل المؤسسين.
كما انتخب إسكندر عضوا في الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي في دورته الحالية وعضو مجلس أمناء التيار الشعبي المصري، وهو من أبرز قيادات الحركة المدنية الديمقراطية.
وبالإضافة إلى جهده السياسي والحركي، فإنه صاحب جهد فكرى مميز، حيث أصدر العديد من الكتب والدراسات والأبحاث، منها (ذاكرة ورؤيا) و(في نقد تحالف كوبنهاغن)، وكذا عدد من الكتب المشتركة مثل (عبور الهزيمة) و(الحركة القومية في مائة عام)، وأخيرا صدر له : عصر القهر والفوضى، والزلزال: دراسات من داخل الأزمة العربية، ونقد التجربة الناصرية – رؤى من الداخل .