وداعا زياد الرحباني| لبنان حزين و«الكلمات مكسورة الخاطر».. وفيروز تبكي ابنها وصوتها: أنا الأمُّ الحزينة ومَا مَن يُعزِّيها
نعت المطربة الكبيرة فيروز، نجلها زياد الرحباني الذي وافته المنية صباح يوم السبت بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ 69 عاما.
وعبر حسابها على منصة “إكس”، نشرت فيروز، صورة لها مع نجلها الراحل مع تعليق: “دايمًا بالآخر في آخر.. في وقت فراق..وداعًا زياد الرحباني (1956-2025)”.
وأعلنت فيروز عن تدشين حساب لتخليد ذكرى زياد الرحباني ونشر أعماله
ونشرت سلسلة من التدوينات التي تنعي الموسيقار الراحل، قالت في إحداها: “أنا الأمُّ الحزينة ومَا مَن يُعزِّيها”.
وأعرب الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون عن ألمه العميق لوفاة زياد الرحباني، الذي رحل عن عالمنا صباح يوم السبت عن عمر ناهز الـ 69 عاما.
وكتب الرئيس اللبناني عبر منصة إكس: “زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة. وأكثر، كان ضميرًا حيًّا، وصوتًا متمرّدًا على الظلم، ومرآةً صادقة للمعذبين والمهمّشين، حيث كان يكتب وجع الناس، ويعزف على أوتار الحقيقة، من دون مواربة”.
وأضاف أن رحباني “من خلال مسرحه الهادف وموسيقاه المتقدة بالإبداع المتناهي بين الكلاسيك والجاز والموسيقى الشرقية، قدّم رؤية فنية فريدة، وفتح نوافذ جديدة في التعبير الثقافي اللبناني بلغ العالمية وأبدع بها”.
وتابع: “لقد كان زياد امتدادًا طبيعيًا للعائلة الرحبانية التي أعطت لبنان الكثير من نذر الجمال والكرامة، وهو ابن المبدع عاصي الرحباني والسيدة فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، التي نوجّه لها اليوم أصدق التعازي، وقلوبنا معها في هذا المصاب الجلل، تشاركها ألم فقدان من كان لها أكثر من سند. كما نعزي العائلة الرحبانية الكريمة بهذه الخسارة الكبيرة.
وختم عون قائلا: “إن أعمال زياد الكثيرة والمميزة ستبقى حيّة في ذاكرة اللبنانيين والعرب، تلهم الأجيال القادمة وتذكّرهم بأن الفن يمكن أن يكون مقاومة، وأن الكلمة يمكن أن تكون موقفًا”.
بدوره، قال رئيس الحكومة نواف سلام: “بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانًا مبدعًا استثنائيًّا وصوتًا حرًّا ظلّ وفيًّا لقيم العدالة والكرامة. من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود. بصراحته الجارحة، زرع وعيًا جديدًا في وجدان الثقافة الوطنية. أتقدّم من القلب بأحرّ التعازي لعائلته، ولكل اللبنانيين الذين أحبّوه واعتبروه صوتهم”.
من جهته، وجه سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق: “برحيل زياد الرحباني، بأحر التعازي إلى الفنانة فيروز، حيث كتب عبر منصة إكس: “يخسر لبنان قيمة فنية وموسيقية عالمية. أحر التعازي لعائلته وبخاصة للسيدة والدته فيروز، اطال الله بعمرها”.
أيضا، نعى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الفنان زياد الرحباني قائلا: “لبنان من دون “زياد” اللحن حزين.. والكلمات مكسورة الخاطر …والستارة السوداء تُسدل على فصل رحباني إنساني ثقافي فني ووطني لا يموت.”
وأضاف رئيس مجلس النواب اللبناني، “أحر التعازي للعظيمة “فيروز” لآل الرحباني وكل اللبنانيين برحيل الفنان المبدع زياد الرحباني الذي جسد لبنان “الحلو” كما أحبه فنظمه قصيدة وعزفه لحناً وأنشده أغنية، وداعاً زياد.”
أما وزير الثقافة غسان سلامة، فعبّر عن حزنه العميق قائلاً: “كنا نخاف من هذا اليوم، لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. تحوّلت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرّد أفكار بالية، لأن زيادًا لم يعد يجد القدرة على تصوّر العلاج. رحم الله رحبانيًا مبدعًا، سنبكيه بينما نردّد أغانٍ له لن تموت”، بحسب موقع “الجديد”.
وكشف وزير الثقافة غسان سلامة أنه رافق الفنان زياد الرحباني في الفترة الأخيرة عبر أصدقاء مشتركين كانوا يعتنون بصحته.
وأوضح سلامة أن محاولات عديدة جرت لإقناع الرحباني بالخضوع لعملية زراعة كبد، إلا أنه بقي مترددًا، ما حال دون ذلك.
وأضاف: كنا في صدد تأمين تكلفة إجراء العملية في حال قرّر زياد المضي بها لكنه طيلة هذه الفترة بقي متردد.
وغيب الموت الفنان اللبناني زياد الرحباني عن عمر يناهز الـ 69 عاما، تاركا خلفه إرثا من الأعمال الغنائية والمسرحية الحيّة منذ عقود على ألسنة اللبنانيين. وتميّز الفنان الراحل بفنّه الخاص وأسلوبه وشخصيته التي جعلته يحدث ثورة في الفن المسرحي والغنائي والموسيقي.
كان زياد الرحباني كاتبا وملحنا وموسيقيا ومسرحيا عاشقا للفن. أضحك الجمهور كثيرا بنقد ساخر، لكنه حاكى به الواقع اللبناني المرير من الانقسامات الطائفية والعصبيات والتقاليد. ولم ينج من انتقاداته، لا سيما في سنوات تألقه الأولى، فن والديه التقليدي والفولكلوري.
زياد ولد في 1 يناير 1956. أمه هي نهاد حداد المغنية ذات الشهرة العالمية والمعروفة بفيروز. ووالده هو عاصي الرحباني أحد الأخوين رحباني الرواد في الموسيقى والمسرح اللبناني.
في العام 1973 قدم زياد رحباني، الذي كان في عمر 17 سنة، أول لحن لوالدته فيروز حينما كان والده عاصي في المستشفى، وكان ذلك لأغنية “سألوني الناس” الشهيرة والتي لاقت نجاحا كبيرا.
لاحقا، قدم زياد أعمالا غنائية لفيروز وهي: أنا عندي حنين، البوسطة، عندي ثقة فيك، بعتلك، ضاق خلقي، سلملي عليه، حبو بعضن، يا جبل الشيخ وغيرها.
أول ظهور لزياد على المسرح كان في مسرحية “المحطة” حيث لعب دور الشرطي فيما ظهر أيضا في مسرحية “ميس الريم” وأدى دور الشرطي أيضا.
قام الرحباني بكتابة أولى مسرحياته “سهرية” ثم كتب مسرحيات أخرى مثل “فيلم أميركي طويل”، “شي فاشل”، “بالنسبة لبكرا شو” وغيرها.
تزوج زياد من السيدة دلال كرم لكنه انفصل عنها لاحقا، ثم ارتبط بالفنانة اللبنانية كارمن لبس لمدة 15 عاما، قبل أن ينفصلا لاحقا.

