وداعاً الناشر محمد هاشم.. مثقفون وكتاب ينعون صاحب «ميريت»: قدّم نموذجًا فريدًا في العمل الثقافي
وزير الثقافة: مسيرته اتسمت بالشغف والالتزام ودعم الأصوات الإبداعية الشابة.. وفقدانه خسارة كبيرة للمشهد الثقافي
النجار: في 2005 أنهيت كتابي “الانهيار الاقتصادي في عصر مبارك” ولم يكن هناك من يجرؤ على نشره سوى هاشم وفعلها بجسارة
فاطمة ناعوت: فخورة بما نشرتُه عندك من كتب وفخورة بصداقتنا وفخورة بوجودك في واقعنا الثقافي وفي ذاكرة مصر الفكرية
كتب: عبدالرحمن بدر
ودع مثقفون وكتاب الناشر الكبير محمد هاشم، مؤسس دار ميريت، عن عمر يناهز ٦٧ عامًا، الذي غيبه الموت بالأمس. وتحولت صفحة الناشر على مواقع التواصل إلى دفتر عزاء.
بدوره نعى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ببالغ الحزن والأسى، هاشم، أحد أبرز رموز النشر فى مصر والعالم العربى، وصاحب الإسهامات الراسخة فى دعم الإبداع وترسيخ حضور الأدب العربى المعاصر.
وقال إن الراحل قدّم نموذجًا فريدًا فى العمل الثقافى، عبر مسيرة ثرية اتسمت بالشغف والالتزام ودعم الأصوات الإبداعية الشابة، مشيرًا إلى أن فقدانه يُمثل خسارة كبيرة للمشهد الثقافى المصرى.
وتقدّم وزير الثقافة بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد ومحبيه وتلاميذه، داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهمهم الصبر والسلوان.
ونعاه أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، قائلا: “عاشق لوطنه ولعائلته ولأصدقائه وللحياة التي من فرط عشقه لها لا تتخيل انها يمكن أن تدعه يرحل، وناشر بحجم وزارة للثقافة الوطنية اختار كتابه واختاروه وبوصلتهم واحدة هي وجه الوطن ومصلحة شعبه، والحقيقة والعلم والإبداع المنتمي للحياة والجمال والوطن”.
وتابع: “هذا هو محمد هاشم أحد أشجع الناشرين إن لم يكن أشجعهم في تاريخ صناعة النشر والتوزيع. في عام 2005 أنهيت كتابي “الانهيار الاقتصادي في عصر مبارك..حقائق الفساد والبطالة والغلاء والركود والديون”، ولم يكن هناك من يجرؤ على نشره سوى محمد هاشم، وفعلها بجسارة، وهكذا فعل دائما وتحمل التبعات دون ضجيج”.
واختتم: لأسرته وأحبائه خالص العزاء، ولروحه النور والسلام والخلود في ضمير الوطن وضمائر محبيه.
وقالت الكاتبة فاطمة ناعوت عن رحيل هاشم: “فخورة بما نشرتُه عندك من كتب في دار ميريت، وفخورة بصداقتنا وفخورة بوجودك في واقعنا الثقافي وفي ذاكرة مصر الفكرية، وسوف تظل موجودًا في قلوبنا وكتبنا وذكرياتنا”.
وقال الكاتب عزت القمحاوي: “من الهامش حرك محمد هاشم مياه النشر، كانت دار ميريت عند تأسيسها محلا مختارا للشباب، نشرا ومقهى ومركز ندوات، ورحل محمد هاشم، وهذا خبر حزين”.
وأسس محمد هاشم دار ميريت للنشر فى عام ١٩٩٨، وقدمت المئات من الأعمال الإبداعية والفكرية وحققت نجاحًا باهرًا ومن أبرزها «عمارة يعقوبيان» للكاتب علاء الأسوانى، والتى تحولت أيضًا إلى فيلم سينمائى أدى بطولته الفنان عادل إمام وحقق نجاحًا كبيرًا فى مختلف دول الوطن العربى، وفق الموقع الإلكترونى للدار.
كان هاشم ناشطاً سياسياً، وأثناء ثورة 25 يناير، وبسبب قرب الدار من ميدان التحرير، كانت ملاذاً لكثير من أبناء الثورة، خصوصاً من المثقفين، سواء لالتقاط الأنفاس، أو متابعة الأخبار، أو حتى المبيت في الدار.
ولد محمد هاشم عام ١٩٥٨ فى مدينة طنطا، وبدأ حياته المهنية صحفيًا ومؤلفًا، وفى عام ١٩٩٨ أسس دار ميريت التى سرعان ما تحولت إلى واحدة من أهم دور النشر المستقلة فى مصر والعالم العربى.
وكتب «هاشم» رواية وحيدة حملت اسم «ملاعب مفتوحة»، وفاز بعدد من الجوائز الدولية مثل «جيرى لابير» لحرية النشر من اتحاد الناشرين الأمريكيين عام ٢٠٠٦، وجائزة «جائزة هيرمان كستن» عام ٢٠١١.

