وائل الدحدوح يعود لعمله رغم الإصابة.. الكلمة أقوى من الرصاص (بروفايل)
كتب: عبد الرحمن بدر
عاد وائلالدحدوح، مراسل الجزيرة في قطاع غزة إلى عمله رغم معاناته من الإصابة التي تعرض لها في قصف استهدفه الشهيد سامر أبو دقة مصور قناة الجزيرة في غزة.
لا يملك الدحدوح إلا صوته ينقل الحقيقة وسط الحطام والحرب والدمار، وهو يتحامل على جروحه كي يعرف العالم حجم انتهاكات الاحتلال، استشهدت أسرته وزميله في العمل، لكنه قرر الرد بطريقته بأنه مستمر في عمله، وأن جرائم الاحتلال لن تخيف الصحافة ولن تسكت صوتها القوي.
الدحدوح الذي فقد زوجته وابنته وابنه وحفيده في وقت سابق بغارة جوية إسرائيلية على خان يونس في أواخر أكتوبر، روى تفاصيل ما حدث له رفقة الشهيد سامر أبو دقة مصور قناة الجزيرة في غزة، وذلك خلال تغطيتهم القصف الإسرائيلي على مدرسة فرحانة في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
جدير بالذكر أن سامر استشهد بعد ساعات من إصابته، حيث ظل ملقى على الأرض ومحاصرا في محيط مدرسة فرحانة على مدى نحو 6 ساعات، ومنعت الطائرات الإسرائيلية سيارة الإسعاف من الوصول إليه بعد إصابته بجراح جراء شظايا صاروخ أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية.
ويؤكد الدحدوح في شهادة عرضتها قناة الجزيرة أن استهدافه هو والشهيد سامر كان أثناء مرافقتهم سيارة إسعاف كان لديها تنسيق لإجلاء عائلة فلسطينية محاصرة في بيتها بعد استهدافه من قبل طائرات الاحتلال.
وقال إنهم رافقوا سيارة الإسعاف وقاموا بتصوير حالة الدمار الكبيرة التي خلفها القصف الإسرائيلي، وتمكنوا من الوصول إلى مناطق لم تصلها أي عدسة كاميرا من قبل، وحتى الطوارئ والإسعاف لم يصلوا إليها.
وأضاف أنهم كفريق للجزيرة حاولوا من خلال التنسيق الموجود نقل مشاهد الدمار والخراب.
وبعد الانتهاء من التصوير رجع وائل وفريقه من المهمة الصحفية سيرا على الأقدام، لأنه ليس بمقدور السيارات الوصول إلى تلك الأماكن بسبب الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي.
ويواصل: في طريق العودة حصل شيء ما فجأة.. فقط شعرت أن شيء كبير حدث وأسقطني على الأرض.. وسقطت الخوذة والمايك وحاولت أن أستجمع قواي وبالكاد تمكنت من الوقوف، وشعرت بدوار ودوخة”
وتابع أن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارات الإسعاف التي حاولت إنقاذ الزميل سامر الذي استشهد إثر استهدافه بشكل متعمد.
وبينما كشف أن الكاميرا والمادة التي صورها فريق الجزيرة ما تزال موجودة، تعهد مراسل الجزيرة بأنه سيجمع قواه ويواصل رسالته الإعلامية.
وقد أدانت شبكة الجزيرة الهجوم الإسرائيلي الذي أصيب فيه وائل الدحدوح وسامر أبو دقة، وقالت إن قوات الاحتلال عرقلت وصول فرق الإسعاف للزميل أبو دقة الذي كان يعاني من إصابة بالغة.
وائل الدحدوح قال إنه انتبه إلى وجود نزيف حاد في كتفه ودراعه، ورغم ذلك اضطر إلى السير شيئا فشيئا، وقطع مئات الأمتار حتى وصل إلى نهاية شارع حيث عثر على رجال من الدفاع المدني والذين ساعدوه، ويقول إنه طلب منهم العودة لإنقاذ سامر الذي كان يصرخ لكن المسعفين أخبروه أن عليهم المغادرة لأن الوضع صعب جدا وسيرسلون له سيارة أخرى.
ومنذ نحو شهر ونصف استشهد أفراد من عائلة الصحفي ومدير مكتب الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح، بمن فيهم زوجته وابنه وابنته بقصف إسرائيلي، استهدف منزلا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع.
واستهدف الاحتلال الإسرائيلي عائلة الصحفي ومراسل الجزيرة بالقطاع وائل الدحدوح، في جنوب وادي غزة وهي ضمن المناطق التي طلب الاحتلال من السكان التوجه إليها.
بدورها قالت نقابة الصحفيين إنها تدين بكل قوة الجريمة الوحشية لجيش الاحتلال الإسرائيلى، التى أدت لارتقاء الزميل سامر أبو دقة مصور قناة الجزيزة، وإصابة الزميل وائل الدحدوح بعد أسابيع من استهداف أسرته، واستشهاد 4 من عائلته.
وذكرت في بيان لها: نقابة الصحفيين المصريين إذ تنعى الزميل سامر أبو دقة، فإنها تتقدم بخالص العزاء لعائلته، ولكل الصحفيين الفلسطينيين، ولأسرة قناة الجزيرة، وتشدد على انضمامها لكل الجهود الدولية لمحاكمة مرتكبى الجريمة فى حق سامر، وأكثر من 90 صحفيًا أمام الجنائية الدولية كمجرمى حرب.
وأكدت أن وقائع استهداف سامر أبو دقة أثناء ممارسته عمله الصحفى فى فضح جرائم الاحتلال الصهيونى بحق الشعب الفلسطينى، وما تبعه من منع سيارات الإسعاف من الوصول إليه فى مكان إصابته بمحيط مدرسة فرحانة فى خانيونس جنوبى قطاع غزة، وتركه لينزف لــ 6 ساعات كاملة هى جريمة قتل عمد، وجريمة حرب متكاملة الأركان لا بد من محاسبة مرتكبيها.
وتابعت: نقابة الصحفيين المصريين إذ تحيى صمود الشعب الفلسطينى فى مواجهة واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية، فإنها تعلن انضمامها لكل الجهود الدولية لمحاكمة مرتكبى جرائم الحرب ضد الصحفيين، وناقلى الحقيقة فى فلسطين، الذين مازالوا يضربون المثل فى البطولة والانتصار للحقيقة، ويعيدون الاعتبار بصمودهم الأسطورى لمهنة الصحافة، ويقدمون للعالم نموذجًا كيف تكون صحفيًا مهنيًا، وكيف ترسى بمهنيتك، وصمودك فى وجه آله حرب وحشية قواعد راسخة للدفاع عن الحق والقضايا الإنسانية العادلة.
وأضافت: جريمة استهداف أبو دقة والدحدوح لا تنفصل عن سياق عام، وجريمة وحشية فى حق كل الشعب الفلسطينى، وفى حق ناقلى الحقيقة على أرض فلسطين، التى أسفرت حتى الآن عن استشهاد ما يقرب من 90 من الصحفيين، والصحفيات، والعاملين فى مجال الإعلام، فضلًا عن استهداف العشرات من أسرهم، وتدمير مقرات أكثر من 50 وسيلة إعلام فلسطينى، بالإضافة لاعتقالات طالت 18 زميلًا فى محاولة لطمس الحقيقة، لكن بطولة الصحفيين الفلسطينيين جاءت للتصدى لهذه المحالات.
وقالت لانقابة: إننا من دافع شعورنا بالمسئولية، فإننا نتوجه لكل الجهات، ولمنظمات حرية الصحافة فى العالم للضغط لفتح الباب أمام الصحفيين من كل أنحاء العالم ليشاركوا زملاءهم على الأرض فى فضح جريمة الإبادة الجماعية بحق شعب كل جريمته هو الدفاع عن حريته واستقلاله ضد واحد من أبشع أنواع الاحتلال الاستيطانى فى التاريخ الحديث.
وأكدت أن فضح هذه الجرائم هو الذى سيغلق الباب أمام إفلات مرتكبى هذه الجرائم، ومئات أخرى من الجرائم، والانتهاكات الصهيونية ضد الصحفيين، والمدنيين الفلسطينيين من العقاب، وهو السبيل الذى سيغلق الباب أمام إمعان جيش الاحتلال فى ارتكاب المزيد من هذه الجرائم.