“هيومن رايتس” منتقدة رد فيفا وقطر على وفاة عامل بمنشآت المونديال: تجسيد لتنصلهما من المسؤولية وتجاهلهما لحياة البشر
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن التعامل مع الموت المأساوي للعامل الوافد الفلبيني أليكس، مجهول الكنية، في أحد مواقع “كأس العالم” بقطر كان ينبغي أن يكون إنسانيا.
وأوضحت أن “الاتحاد الدولي لكرة القدم” (’الفيفا‘) والسلطات القطرية ردّتا بفظاظة على أسئلة الإعلام بشأن وفاته، ما أبرز مرة أخرى تجاهلهما وفاة آلاف العمال الوافدين في السنوات التي سبقت البطولة.
وحسب بيان للمنظمة، الأربعاء 14 ديسمبر 2022، أفاد موقع “ذي أثلتيك” بأن أليكس توفي بعد سقوطه في موقع عمله، وهو موقع تدريب تابع للفيفا، وردّ ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لـ “بطولة كأس العالم قطر 2022”: “لدينا كأس عالم ناجحة، وهذا [موت العامل الوافد] هو أمر تريد التحدث عنه الآن؟”.
وابتعدت فاطمة سامورا، الأمينة العامة للفيفا عن أحد المراسلين قائلة: “أعتقد أننا هنا من أجل المؤتمر، إذا كان الأمر يتعلق بأي أمر آخر، فأنا آسفة، لا أعتقد أن هذا مناسب”.
وأكدت “هيومن رايتس” أن ردود الفيفا والسلطات القطرية تجسد تجاهلهما طويل الأمد لحياة العمال الوافدين، والتعتيم المتكرر على الحقائق الأساسية، وعدم تحمل المسؤولية عن سلامة العمال الوافدين.
وسارعت “اللجنة العليا للمشاريع والإرث” القطرية إلى نفي أن الوفاة كانت ضمن اختصاصها، رغم أن أليكس كان يُصلِح بنية تحتية تابعة للفيفا وقت وفاته.
وأضاف ناصر الخاطر: “الموت جزء طبيعي من الحياة سواء كان في العمل أو أثناء نومك”، ووفقا للمنظمة، ينعكس هذا الموقف الحكومي المخزي تجاه وفيات العمال الوافدين في تقاعس السلطات عن التحقيق في وفاة آلاف العمال الوافدين منذ 2010، ويتجاهل أيضا أن العديد من هذه الوفيات كان يمكن تفاديها.
بدلا من ذلك، عزت السلطات بشكل منتظم هذه الوفيات التي لم يُحقق فيها إلى “أسباب طبيعية” أو “سكتة قلبية”. يترك ذلك العديد من عائلات العمال الوافدين غير مؤهلة الحصول على تعويض بموجب قانون العمل القطري.
بينما تقول السلطات إنها تحقق في وفاة أليكس وتواصلت مع عائلته، قالت العديد من العائلات لـ “هيومن رايتس ووتش” إنه لا أصحاب العمل ولا الحكومة كلّفوا أنفسهم عناء إبلاغهم بوفاة أحبائهم.
وتابعت: “علمت قطر والفيفا بلا شك الآن أن العالم يشاهد أكثر من مجرد مباريات، بل يرى تجاهل المسؤولين الصارخ للعمال الوافدين الذين شيّدوا البنية التحتية التي جعلت كأس العالم هذا ممكنا، بدلا من محاولة تجنب الانتقادات، على قطر والفيفا تصحيح هذه الأخطاء بتعويض العمال الوافدين وعائلاتهم”.