هونج كونج تلقي القبض على مالك أكبر صحيفة معارضة.. وتتهمه بـ”الاشتباه” في التواطؤ مع قوى أجنبية
كتب – أحمد سلامة
ألقت شرطة منطقة “هونج كونج” الإدارية الخاصة، اليوم الاثنين، القبض على قطب الأعمال الإعلامي جيمي لاي تشي – ينغ مالك صحيفة (أبل ديلي) وستة آخرين؛ للاشتباه في تواطؤهم مع قوى أجنبية أو خارجية بما يمثل انتهاكا لقانون الأمن القومي في المنطقة.
وذكرت شرطة المنطقة في بيان “تقوم الشرطة منذ صباح اليوم بعملية توقيف، حيث تم القبض على 7 رجال على الأقل تتراوح أعمارهم بين 39 و72 عاما، للاشتباه في تواطؤهم مع دولة أجنبية أو عناصر خارجية من أجل تعريض الأمن القومي للخطر والتآمر للاحتيال وجرائم أخرى”، مضيفة أن “التحقيقات ما تزال جارية، وقد يتم إجراء المزيد من التوقيفات”.
وتأتي هذه التوقيفات بعد أكثر من شهر على سريان قانون جمهورية الصين الشعبية حول حماية الأمن القومي في منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة يوم 30 يونيو، حيث تستهدف المادة 38 من القانون أربع فئات من الجرائم التي تقوض الأمن القومي بشكل خطير، وهي: الانفصال، والتخريب، والأنشطة الإرهابية، والتواطؤ مع بلد أجنبي أو مع عناصر خارجية من أجل تعريض الأمن القومي للخطر.
ويعد جيمي لاي أحد أشد معارضي بكين، وحول واقعة القبض عليه قال مارك سيمون أحد مساعديه، “اعتقلوه في منزله حوالي الساعة السابعة صباحا. محامونا في طريقهم إلى مركز الشرطة”، مضيفا أنه جرى اعتقال أعضاء في مجموعته الإعلامية أيضًا.
ويملك لاي صحيفة “آبل دايلي” ومجلة “نيكست” اللتين تنشران مواد مؤيدة للديمقراطية ومعارضة لبكين. وقال سيمون على تويتر إن أفراد الشرطة كانوا ينفذون مذكرتي تفتيش في قصر لاي ومنزل أحد ابنائه.
وكانت فرانس برس قد أجرت حديثا مع لاي منتصف شهر يونيو الماضي، قبل أسبوعين من فرض قانون الأمن الجديد في المدينة. وقال الرجل البالغ 72 عاما حينها “أنا مستعد لدخول السجن”، و”في حال حدث ذلك ستتاح لي فرصة قراءة كتب لم أتمكن من قراءتها. الشيء الوحيد الذي بإمكاني فعله هو أن أكون إيجابيا”.
واعتبر لاي أن قانون الأمن القومي الجديد في هونج كونج “سيدمر حكم القانون لدينا ويدمر وضعنا المالي الدولي”، معربا عن خشيته من ملاحقة السلطات للصحافيين الذين يعملون لديه. ويستهدف القانون ما يصفه بالدعوات الانفصالية والتخريب والإرهاب والتواطؤ مع القوات الأجنبية، وتم إقراره بعد تظاهرات العام الماضي العنيفة.
ويعتقد معارضون إلى جانب العديد من الدول الغربية أن هذا القانون ينهي الحكم الذاتي لهونغ كونغ الذي وعدت بكين بالمحافظة عليه بعد تسلمها المدينة من بريطانيا عام 1997.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لاي للاعتقال، إذ قبض عليه العام الماضي لمشاركته في التظاهرات ولاحقا لتحديه حظر الشرطة في يونيو على إحياء ذكرى أحداث تيانانمين عام 1989.