هنا القدس.. قوات الاحتلال تقتحم الأقصى وتصيب 200 فلسطيني بالقنابل الصاعقة والرصاص المطاطي.. وشيخ الأزهر: إرهاب صهيوني غاشم
آلاف الفلسطينيين يحتجون على تهجير عائلات بحي الشيخ جراح لصالح مستوطنين.. ومصر والكويت والسعودية يستنكرون
وكالات
أعلن الصليب الأحمر إصابة أكثر من 200 فلسطيني في ساحة المسجد الأقصى بعد أن اعتدت عليهم شرطة قوات الاحتلال الإسرائييلية بالقنابل الصاعقة والرصاص المطاطي فيما رد المتظاهرين بإلقاء الحجارة والزجاجات عليهم.
يأتي هذا وسط تصاعد التوتر بشأن الإجلاء المحتمل لعائلات فلسطينية من منطقة الشيخ جراح يطالب بها مستوطنون إسرائيليون.
وكان آلاف الفلسطينين قد تجمعوا في وقت سابق في المسجد الأقصى في آخر يوم جمعة من شهر رمضان. وبقي الكثير منهم للاحتجاج على عمليات الإجلاء المحتملة في حي الشيخ جراح.
وحدثت غالبية الإصابات في ساحة المسجد الأقصى بعد أن اقتحمت القوات المحتلة الساحة واعتدت على المحتجين، حيث استخدمت قوات الشرطة الرصاص المطاطي والقنابل الصاعقة، فيما كانت الحشود تقذف الزجاجات والحجارة.
وأقامت منظمة الهلال الأحمر مستشفى ميدانياً بعدما امتلأت المستشفيات المحلية بالمصابين.
دعا مسؤول في الأقصى إلى الهدوء عبر مكبرات الصوت في المسجد. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عنه قوله: “يجب على الشرطة أن توقف إطلاق القنابل الصاعقة على المصلين على الفور وعلى الشباب أن يلتزموا الهدوء”.
وقال الهلال الأحمر إن 88 من المصابين الفلسطينيين نقلوا إلى المستشفى بعد أن أصيبوا برصاص معدني مغلف بالمطاط. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن بعض الضباط المصابين بحاجة إلى علاج طبي.
ودعا المجتمع الدولي إلى وقف التصعيد يوم الجمعة مع تصاعد الغضب من عمليات الإجلاء في حي الشيخ جراح، الذي شهد كذلك بعضا من أعمال العنف.
وحث متحدث باسم الأمم المتحدة إسرائيل على إلغاء أي عمليات إجلاء، وطالب بالالتزام بـ”أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة” ضد المتظاهرين.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن “قلقة للغاية بشأن التوترات المتصاعدة”.
وستعقد المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الاثنين المقبل جلسة استماع في قضية طويلة الأمد بشأن حي الشيخ جراح.
كانت شوارع حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية قد شهدت اضطرابات لليوم الحادي عشر على التوالي بين فلسطينيين ومستوطنين يهود على خلفية دعوى قانونية طويلة الأمد ضد عائلات فلسطينية تواجه خطر الإخلاء من منازلها المقامة على أراض يطالب بها مستوطنون، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وهتف مستوطنون في الحي الواقع في مدينة القدس التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 في وجه الفلسطينيين “عودوا الى الأردن”، ورد الفلسطينيون بهتاف:”عنصريون” و “مافيا”.
وخلال الأسبوع الماضي، انتشرت شرطة مكافحة الشغب في الحي واعتقلت شبانا فلسطينيين واستخدمت خراطيم المياه وسائلاً كريه الرائحة لتفريق الحشود.
ومن ناحية أخرى وصف شيخ الأزهر أحمد الطيب الاعتداء على المصلين والمحتجين إرهاب صهيوني غاشم.
وقال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنَّ اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمِنين، ومن قَبلِها الاعتداء بالسلاح على التظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله “إرهابٌ صهيوني غاشم في ظل صمت عالمي مخزٍ”.
وأضاف أن الأزهر الشريف، علماء وطلابا، ليتضامن كليًّا مع الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه استبداد الكيان الصهيوني وطغيانه، داعيًا الله أن يحفظهم بحفظه، وينصرهم بنصره فهم أصحاب الحق والأرض والقضية العادلة.
وأدانت دول عربية اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين مطالبة بوقف عمليات الاستطيان.
وأعربت الخارجية المصرية في بيان عن بالغ إدانتها واستنكارها لاقتحام المسجد الأقصى، مؤكدةً ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيّر من الوضع التاريخي والقانوني القائم.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ على الرفض الكامل لأي ممارسات غير قانونية تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفلسطيني، لا سيما تلك المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأدان المتحدث الرسمي المساعي الحالية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلهم في حي “الشيخ جراح” بالقدس الشرقية، والتي تمثل انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الانساني واستمرارًا لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين.
كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن رفض المملكة لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
وشددت الوزارة على تنديد المملكة بأي إجراءات أحادية الجانب، ولأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، ولكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وجددت وزارة الخارجية وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وفي الكويت، أعربت وزارة الخارجية عن الإدانة والاستنكار الشديدين لاقتحام القوات الإسرائيلية باحة المسجد الأقصى واستهداف أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق بقنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي.
وأكدت الوزارة في بيان صحفي أن هذا الاقتحام تحد سافر لمشاعر المسلمين في العالم والقانون الدولي ولأبسط قواعد حقوق الإنسان.
وأوضحت أن “استفزازات وتصرفات الاحتلال الإسرائيلي تعرض أبناء الشعب الفلسطيني للخطر وتنذر بتصعيد للعنف الأمر الذي يتطلب تحركا دوليا سريعا لوضع حد لهذه الاستفزازات وحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وسلامته”.
وحملت الوزارة في بيانها السلطات الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير وما سيترتب عليه من عواقب.