هشام فؤاد يكتب: رسالة أحمد دومة في عيد ميلاده.. لو مخرجتش اليومين دول مش هيسيبوني إلا ميت أو منتحر
سجانو دومة أصروا أن يمضي 7 سنوات محبوس انفراديا وحرموه من استكمال التعليم وتلقي العلاج المناسب
خاض كثيرا من المعارك لنجدة سجناء جنائيين وسياسيين دون النظر لانتماءاتهم وتقبل الضرر بنفس راضية
عنوان الجدعنة والشهامة يحمل قلب شاعر مرهف.. ولم أفاجأ بكتابته قصيدة لزوجتي وقت اكتئابها
طالب الصحفي الزميل هشام فؤاد، بسرعة الإفراج عن الناشط السياسي أحمد دومة، تزامنا مع عيد ميلاده التاسع بين جدران السجن، متطرقا إلى عدد من المواقف التي عاصرها مع دومة أثناء مرافقته له في سجن مزرعة طرة.
واليوم الخميس، قال فؤاد، الذي حصل على حريته مؤخرا بقرار عفو رئاسي، بينما كان محبوسا بجوار دومة في مجمع سجون طرة: “اليوم، عيد ميلاد النبيل أحمد دومة أحد رموز ثورة يناير العظيمة، 13 عاما من عمره الذي يكمل اليوم عامه ٣٣، قضاهم سجينا فهو سجين كل أنظمة الاضطهاد التي مرت على البلاد”.
وأضاف فؤاد: “مسيرة طويلة تركت وراءها أمراضا عضوية ومتاعب نفسية لا تحتمل، ولأن الهدف هو تحطيمه فقد أصر سجانوه على أن يمضي سبع سنوات ونصف محبوسا انفراديا، وحرموه من استكمال التعليم وتلقي العلاج الطبيعي والنفسي المناسب”.
وأكد: “اليوم ونحن نحتفل بعيد ميلاده لن أتكلم عن دومة السياسي، بل عن دومة الإنسان الذي تشرفت بمزاملته ٨ شهور كاملة في مزرعة طرة، دومة في السجن هو عنوان الجدعنة والشهامة ولو على حساب نفسه، وكم من المعارك دخلها لنجدة سجين جنائي أو سياسي وتقبل الضرر بنفس راضية، وبدون كلام و حسابات يتقدم لمساعدة الإيراد الجديد لا يهمه انتماءه السياسي أو من هو، ولسان حاله يقول: كلنا في هم واحد، ونواجه خصما واحدا، فلازم نقف مع بعض”.
وتابع: “عشان كده امتنع عن الدخول الزنزانة احتجاجا على عدم نقل طارق النهري للمستشفى رغم إصابته بكورونا ولم يتمم إلا بعد استجابة إدارة السجن، ولم يتأخر عن مد يد العون لضابط دخل للإيراد رغم أن الأخير كشف له عن أنه واحد من الذين حققوا معه من قبل، وعندما تعرض شاويش للاضطهاد من قبل مرؤسيه خاطب دومة طوب الأرض حتى تم رفع الجزاء”.
واستكمل: “برغم أن دومة يتسم بالعصبية، إلا أنه يحمل قلب شاعر مرهف الأحاسيس، لذا لم أفاجأ عندما كتب قصيدة مهداة لزوجتي بعد أن علم أنها تمر بحالة اكتئاب من ظروف حبسي، وهو ما أثر في كثيرا، هذا هو النبيل احمد دومة الذي كانت آخر كلماته لي ولكل رفاقه قبل أن أخرج، شدوا حيلكم معي شوية، لو مخرجتش اليومين دول، مش هيسيبوني إلا وأنا ميت أو منتحر”.
وأحمد دومة هو شاعر مصري شاب وأحد أبرز النشطاء الذين شاركوا ثورة 25 يناير 2011. ألقت السلطات المصرية القبض على أحمد دومة بشكل متكرر، وفي ظل حكومات مختلفة، وتعرض لفترات مطولة من الاحتجاز بسبب ممارسته للحق في حرية التعبير.
ودومة في الحبس منذ عام 2013، ففي ديسمبر 2013، ألقت قوات الأمن القبض على دومة، على خلفية تواجده بمحيط محكمة عابدين أثناء تظاهرة مناهضة لقانون التظاهر سيء السمعة. وواجه دومة عدد من التهم وصدر ضده حكم بالسجن لثلاث سنوات، والخضوع لمراقبة الشرطة ثلاث سنوات أخرى.
وفي عام 2015، حكم عليه فيها بالسجن المؤبد والغرامة 17 مليون جنيه بين آخرين، في القضية التي عرفت إعلاميا بـ”أحداث مجلس الوزراء 2012″. قام محامي دومة بالطعن على الحكم الصادر من محكمة الجنايات وتمت إعادة المحاكمة أمام محكمة، والتي قضت بسجنه 15 عاماً وتغريمه 6 مليون جنيه، وفي عام 2020، أيدت محكمة النقض الحكم عليه.
كما تدهورت حالته الصحية بشكل مطرد بسبب حبسه في زنزانة انفرادية لسنوات، وهو الآن يعاني من أمراض مزمنة من بينها تآكل في مفصلي الركبة، التهاب مزمن بالأعصاب، انزلاق والتواء بفقرات الظهر والرقبة، اكتئاب ونوبات قلق حادة، خشونة في مفصل الكتف، نوبات صداع نصفي حادة، اضطراب في النبض واضطراب في ضغط الدم إضافة إلى المشاكل الصحية.
كانت منظمات حقوقية وأحزاب وشخصيات عامة أدانت وقائع التعذيب والاعتداء على الناشط السياسي أحمد دومة، والإهمال الطبي والاعتداء على باحث الماجستير أحمد سمير سنطاوي، التي جرت في 19 يوليو بسجن مزرعة طرة، بحسب تأكيد أسرته.
وطالب المتمضامنون بفتح تحقيق عاجل وفوري في الوقائع المذكورة، ومحاسبة المسؤولين عنها، وعدم تجاهل البلاغات التي تقدم إلى النائب العام بخصوص الانتهاكات التي تحدث في أماكن الاحتجاز والسجون.