هدوء في غزة بعد دخول الهدنة حيّز التنفيذ.. وضمان مصري لإطلاق سراح أسيرين.. وبايدن يطالب بتحقيق حول “سقوط ضحايا مدنيين”

وكالات

بعد ثلاثة أيام من التصعيد في قطاع غزة أسفرت الضربات الإسرائيلية خلاله عن عشرات القتلى، دخلت الهدنة التي تم التوصل إليها بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل حيز التنفيذ مساء الأحد.

في غزة، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي تقيدها بالتوقيت المعلن لبدء سريان الهدنة، لكنها أكدت في بيان حقها في “الرد على أي عدوان صهيوني”.

كانت الهدنة التي بدأت رسميا الساعة 23,30 بالتوقيت المحلي، لا تزال سارية بعد أربع ساعات على دخولها حيز التنفيذ، ولم يُبلغ أي طرف عن أي خرق خطير لها.

بايدن يرحب بالهدنة

ورحب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد بهذه الهدنة، حاضا جميع الأطراف على تنفيذها بالكامل. 

وقال بايدن في بيان إن واشنطن عملت مع مسؤولين في الدولة العبرية والسلطة الفلسطينية ودول مختلفة في المنطقة “للتشجيع على حل سريع للنزاع” خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأضاف “ندعو أيضا جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وضمان تدفق الوقود والإمدادات الإنسانية إلى غزة مع انحسار القتال”.

كما أعرب الرئيس الأمريكي عن أسفه لسقوط قتلى ومصابين في صفوف المدنيين في غزة، لكنه لم يُحدد الجهة التي تقع عليها المسؤولية في هذا الصدد. واعتبر أن “التقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في غزة هي مأساة”، داعيا إلى إجراء تحقيقات بشأنهم.

وشكر بايدن نظيره المصري عبد الفتاح السيسي على دور بلاده في التفاوض الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار.

ارتفاع حصيلة القتلى

يشير اتفاق الهدنة إلى “التزام مصر العمل على الإفراج عن الأسيرين (باسم) السعدي و(خليل) عواودة”، وفق ما أكدت حركة الجهاد الإسلامي.

وقتِل 17 فلسطينيا الأحد، بينهم تسعة أطفال، في ضربات إسرائيلية استهدفت خصوصا جباليا ومدينة غزة ورفح، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ أكثر من 15 عاما.

ونفذت إسرائيل منذ الجمعة ضربات جوية وبالمدفعية الثقيلة استهدفت بشكل أساسي مواقع في غزة لحركة الجهاد الإسلامي التي ردت بإطلاق مئات الصواريخ.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة مساء الأحد ارتفاع حصيلة القتلى إلى 44، بينهم 15 طفلا، وأكثر من 360 جريحا في القطاع.

خلال النهار وحتى المساء، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي وابلا من الصواريخ باتجاه مدن في إسرائيل والقدس، اعترضت غالبيتها الدفاعات الإسرائيلية، وفق الجيش.

 ودوت صفارات الإنذار في مدن عدة، بينها تل أبيب وعسقلان، للتحذير من الصواريخ، فهرع السكان إلى الملاجئ.

وهذه المواجهة هي الأعنف منذ حرب مايو 2021 التي استمرت 11 يوما ودمرت القطاع الساحلي الفقير، وأوقعت 260 قتيلا في الجانب الفلسطيني بينهم مقاتلون، و14 قتيلا في الجانب الإسرائيلي بينهم جندي، وفق السلطات المحلية.

نقص خطير في الأدوية والوقود

منذ الجمعة وحتى الأحد، أوقعت الصواريخ التي أُطلِقت من غزة ثلاثة جرحى في صفوف الاحتلال. وبحسب جيش الاحتلال، أطلِقت من القطاع مئات الصواريخ وجرى اعتراض غالبيتها.

وزعم جيش الإسرائيلي بأن لديه أدلة “دامغة” على أن صاروخا أطلقته حركة الجهاد الإسلامي تسبب بمقتل عدد من الأطفال في جباليا في شمال غزة السبت.

وقال مدير مستشفى الشفاء في غزة، محمد أبو سلمية، في وقت سابق الأحد، إن الجرحى “يصلون كل دقيقة” إلى المرفق الصحي، و”الوضع سيئ للغاية”، محذرا من نقص خطِر في الأدوية والوقود الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء.

والسبت، توقفت محطة الطاقة الوحيدة في قطاع غزة عن العمل، إثر نفاد الوقود، بعد أربعة أيام على إغلاق إسرائيل معبرا مع الجَيب الفلسطيني.

كان الجيش الإسرائيلي بدأ الجمعة قصف الجيب المحاصر في “ضربة استباقية” ضد حركة الجهاد الإسلامي التي اتهمها بالتخطيط لهجوم وشيك.

وقتل الجيش الإسرائيلي قياديين من الحركة في القطاع المحاصر، بينهم تيسير الجعبري في مدينة غزة وخالد منصور في رفح جنوبي القطاع.

وأكدت الحركة التي تُصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظمة إرهابية”، مقتل القياديين.

ووصف لابيد الضربة التي قُتِل فيها منصور بـ”الإنجاز الرائع”.

وبررت السلطات الإسرائيلية ضربتها بالتخوف من رد انتقامي للحركة على اعتقال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي باسم السعدي في الضفة الغربية المحتلة في الأول من أغسطس.

في اليومين الأخيرين، اعتقلت القوات الإسرائيلية 40 عنصرا في الحركة في الضفة الغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *