ننشر حيثيات الحكم على في قضية تعذيب وقتل مجدي مكين: اقتادوه لـ”غرفة الموت” واعتدوا عليه بقسوة للاعتراف بجرائم لم يرتكبها
المتهم الأول “الضابط” أمر بقية المتهمين بالبطش بضحيتهم واقتادوه لغرفة الموت وأمروه بالانبطاح على وجهه فأنصاع لظلمهم
تعدوا عليهم بأبشع صور التعدي واعتلوا ظهره ومؤخرته مع شد وثاق يديه من الخلف إلى أعلى حتى فارق الحياة
كتب – أحمد سلامة
تنشر “درب” حيثيات حكم محكمة جنايات القاهرة الصادر بحق نقيب الشرطة كريم مجدي عبدالعزيز وعدد من أمناء وعريفي قسم شرطة الأميرية بسجنهم ثلاث سنوات في قضية مقتل مجدي مكين.
وقالت الحيثيات إن المتهمين كريم مجدي عبدالعزيز (حاضر)، سامح السيد جابر قاسم (حاضر بتوكيل خاص)، محمد سعيد صلاح محمد (حاضر بتوكيل خاص)، عبدالغني منمير عبدالغني محمد (غائب)، محمود حسان أحمد حسان (غائب)، سعد رواش أبو العزم (حاضر بتوكيل خاص)، أيمن محمد محروس (حاضر بتوكيل خاص)، محمد أحمد حسن علي (حاضر بتوكيل خاص)، ياسر حسن محمود حسانين (حاضر بتوكيل خاص)، تعمدوا الاعتداء على المجني عليه مجدي مكين وتعرض على يدهم إلى الاعتداء والبطش لإجباره على الاعتراف بجرائم لم يرتكبها.
وذكرت الحيثيات أنه تم توجيه الاتهامات إلى المذكورين بصفتهم موظفين عموميين (نقيب شرطة بوحدة البحث الجنائي بقسم شرطة الأميرية)، ومن الثاني حتى العاشر (أمناء وعريفي ورقباء شرطة بذات الوحدة) عذبوا المتهم مجدي مكين خليل، بأن أمرهم الأول بالبطش بضحيتهم واقتادوه لغرفة الموت آمرين إياه بالانبطاح أرضا على وجهه فأنصاع لظلمهم، فأحدثوا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته، قاصدين إجباره وحمله على الاعتراف بحيازة جواهر مخدرة.
وأشارت الحيثيات إلى أن الشهود أكدوا أن المجني عليه المتوفي على “العربة الكارو” أثناء سيره أشار له ركاب سيارة ميكروباص يرتدون الزي المدني بالتوقف إلا أنهم رفضوا الانصياع لطلبهم اعتقادا منهم بأنهم لصوص وحاولوا الفرار إلا أن المتهمين ظلوا يلاحقونهم حتى تعثرت دابتهم التي تجر العربة الكارو، فتمكن المتهمون من القبض على المجني عليهم واقتادوهم إلى قسم شرطة الأميرية.
وتابعت الحيثيات “وما إن دلفوا إلى ديوان القسم صعدوا بالمجني عليهم إلى الطابق العلوي حيث وحدة مباحث القسم وهنالك تعدوا عليهم بأبشع صور التعدي فأمروهم بالانبطاح على الأرض كل على وجهه واعتلى المتهمين ظهر ومؤخرة المجني عليه مجدي مكين مع شد وثاق يديه من الخلف إلى أعلى حتى فارق الحياة”.
وحسب الحيثيات فقد ثبت من تقرير الطب الشرعي أن إصابات المجني عليه مجدي مكين عبارة عن سحجات غير منتظمة الشكل بأقصى يمين العنق صيوان الأذن وثلاث سحجات شبه دائرية بيمين الجبهة أعلى الحاجب وهي إصابة رضية حدثت من الضرب والمصادمة بجسم صلب.
وأضافت الحيثيات أنه بفحص الرئتين وجود سدتان (جلطتان نخاع عظمي بالرئتين) وهي تحدث بعد حدوث كسور بالعظام أو الإصابات الرضية المصحوبة باهتزاز شديد بالجسم الذي يصاحبه عادة ارتجاع بالعظام وهو ما يتفق مع ما جاء بالأوراق بإلقائه على وجهه والوقوف على ظهره وجذب ذراعية للخلف وإلى أعلى وتلك الحركة الاهتزازية الارتجاجية للطرفين والشد العنيف من شأنه أن يؤدي إلى تلك الجلطات وهذه الإصابات جائزة الحدوث وفق تصوير الشهود، فيما تعزى الوفاة إلى توقف القلب نتيجة الإصابات الرضية وما تضاعف بها من جلطة النخاع الظمي للرئيتي.
ولفتت الحيثيات إلى أنه بفحص كاميرات تأمين القسم تبين وصول المتهمين بالمجني عليهم لديوان القسم، على الرغم من نفي المتهمين وإنكارهم ما أسند إليهم من اتهام.
وقضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة كل من كريم مجدي عبدالعزيز وسامح السيد جابر قاسم ومحمد سعيد صلاح محمد وعبدالغني منير عبدالغني محمد ومحمود حسان أاحمد حسان وسعد رواش أبوالعزم وأيمن محمد محروس الديب ومحمد أحمد حسن وياسر حسن محمود بالحبس مع الشغل لمدة ثلاث سنوات عما أسند إليهم وألزمتهم المصاريف الجنائية.