نص مداخلة جميلة إسماعيل المحذوفة في لقاء يوسف الحسيني: عن المؤتمر الاقتصادي وأحاديث “التضحية” ولوم المواطنين على فشل النظام.. وأزمات الأحزاب من الملاحقة للحصار
خطاب المؤتمر الاقتصادي تعامل مع المواطنين كأنهم عبء.. ومكانش فيه كلام عن أي أفق للتغيير أو رغبة في تصحيح الأخطاء
سمعنا أحاديثا عن التضحية والعطاء والبطولات.. ولم نسمع عن الناس العادية اللي بيدفعوا أثمان الأزمات ودائما يتلقون اللوم
نتمنى توفير مساحة للأحزاب للتعبير عن أفكارها العمل في الشارع من جديد.. ويجب التخلص من أسر صندوق النقد بدلا من التعامل معه باعتباره أفق سياساتنا الاقتصادية
نشر حزب الدستور نص المداخلة الهاتفية رئيسة الحزب جميلة إسماعيل، مع الاعلامي يوسف الحسيني، في برنامج التاسعة مساء على القناة الأولي المصرية بتاريخ الثلاثاء 25 أكتوبر، والتي انتقدها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مداخلة عبر البرنامج نفسه.
وانتقدت جميلة إسماعيل استمرار التضييق على حرية الرأي والتعبير، خاصة على الأحزاب، كما استنكرت الدفاع عن السياسات الاقتصادية والسياسية القائمة خلال جلسات المؤتمر الاقتصادي، التي انتهت الثلاثاء الماضي، في الوقت الذي أشار متابعون إلى إلغاء الفيديو الخاص بمداخلتها من حسابات القناة على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب مداخلة السيسي.
كما رفضت رئيسة “الدستور” ما وصفتها بـ”أحاديث التضحية والعطاء والبطولات – في إشارة إلى حديث السيسي عن نفسه – دون النظر إلى أثمان الأزمات التي دفعها المواطنون، بينما يتلقون اللوم حال فشل السياسات المفروضة عليهم، مطالبة السلطة بالالتزام بتعهداتها بتوفير حياة كريمة للمواطنين في الأجور والغذاء والتعليم والصحة وغيرها.
وفور انتهاء المداخلة، عبر السيسي في مداخلته، عن اهتمامه بسماع وفهم الأشخاص وطرق تفكيرهم، قائلا إن الاختلاف في الرأي ليس مشكلة، ولكن الاختلاف في الفهم هو المشكلة، بحسب تعبيره.
وأضاف: “الله سبحانه وتعالى هو من يعرف ما أقدمه لمصر، ويساعدني على ذلك، ودائما أشكره وأطلب منه الدعم والمدد لأجل خاطر الغلابة، ويجبر خاطري كي أستطيع عمل شيء، يا رب أعرف”، وتابع: “علشان أقدر أعبر على هذه الحقبة أخدت 8 سنين وقدمت 3 آلاف شهيد، وهذا ليس منَّا ولكن دوري”.
وإلى نص المداخلة:
يوسف: الأول مبروك على الحزب، ومبروك إن احنا سمعنا صوتك تاني.
جميلة: كتر خيرك، إحنا اللي سمعنا صوتك تاني!
يوسف: احنا دايمًا موجودين في الدنيا.
جميلة: أكيد
أستاذة جميلة خليني أستأذنك في أن نبارك على خروج الصديق والزميل والرفيق زياد العليمي، بعد إصدار العفو، فألف مبروك لنا كلنا، زي ما هي مبروك لزياد برضه
جميلة: مبروك لنا جميعًا، وكمان عندي خبر آخر عن الإفراج عن حزب الدستور.
يوسف: الله أكبر.
جميلة: حدثت النهاردة خطوة مهمة في حق ممارسة العمل السياسي، وحقنا كحزب في أن نمارس العمل السياسي بشئ من الاطمئنان، لجنة الأحزاب السياسية اليوم أشرت، بعد سبع سنوات، ولأول مرة على سجلات الجمعية العمومية للحزب، ونتيجة الانتخابات المتمثلة في انتخابات قياداته منذ 3 شهور، وفي الحقيقة كنا نتردد بشكل يومي علي لجنة الأحزاب سعيا لده، وهي خطوة مهمة جدًا، وحق قدرنا نحصل عليه، وبيدينا حرية أكبر لممارسة العمل السياسي، والقرار جاي من اللجنة، واللجنة تطبق قانون المفروض يتغير في اتجاه حرية تكوين التنظيمات والأحزاب علشان يستعيد المجتمع حيويته من جديد، وهي خطوة مهمة نتمنى أن تحدث مع كل الأحزاب، وتبقي المسألة فعلاً بالإخطار زي دايما ما بنسمع.
يوسف: حزب الدستور ده بالنسبة لي خبر سعيد جدًا، لكن مسألة إنه يبقى عندنا أحزاب كتير البعض يراها أكتر مما يجب، والبعض يراها مفيش مشكلة.. أنا أحب الاندماجات قد عنيا، كنت زمان أتكلم إنه مش معقول عندنا هذا العدد غير القليل من الأحزاب اليسارية ومش كلنا منضويين تحت لواء أو لواءين، لتكن كل الأحزاب الناصرية مع بعض، وأحزاب اليسار الماركسي مع بعض، ما المشكلة في ذلك؟
جميلة: الأول تتوفر المساحة للأحزاب تشتغل وتدور فيها أفكارها، وتعمل وتتحرك في الشارع من جديد، وتقدر تقوم بدورها، وتنافس بشكل حقيقي على السلطة، وده دور أي حزب سياسي، وأن ده يحصل دون ملاحقة وحصار ومعاناة، زي اللي عشناها سنين طويلة في الحزب، بعدها نبقى نتكلم في فكرة إن كل مجموعة أحزاب تتكتل مع بعضها، لو كانت دي رغبة الأحزاب. لكن مش هينفع تفكر تقفز فوق كل ده ومن الأول تقول كده، زي ما تيجي تقول القناة الأولى والتانية والتالتة والرابعة والخامسة مع الفضائية المصرية، كلهم هنحطهم في قناة واحدة وحزمة واحدة، وكبسولة المواطن هياخدها، لازم نشتغل الاول على أفكار وتوجهات كل قناة الأول، وطاقمها، ونعرف جمهورها مين، وتشتغل وتاخد مساحتها، وبعدين تفكر إزاي تخرج ببث موحد لمجموعة من القنوات.
يوسف: كلام جميل كلام معقول مقدرش أقول حاجة عنه. طيب واحنا بنتكلم عن حزب الدستور، تعالي نتكلم عن التزامن ما بين، لو صح التعبير، لجنة عفو رئاسي شغالة على الكثير من الأخوة والزملاء والرفاق اللي موجودين وبيطلعوا، يعني فيه دفعات متعاقبة ونتمني إنها تكثر بالتأكيد، واحنا فاهمين إن فيه إجراءات كتير بتتم، ما بين خروج حزب الدستور مرة أخرى للنور بشكل شرعي وقانوني كامل، وما بين مؤتمر اقتصادي شهد أيضا ظهور أسماء وأصوات، ومفكرين وخبراء اقتصاديين يمكن ماكانوش ظاهرين كما ينبغي، خلال الفترة الأخيرة، بتشوفي التوليفة دي إزاي؟
جميلة: مفيش شك إن فيه مؤشرات إيجابية ومطمئنة، صحيح جاءت متأخرة سنين طويلة، لكن في النهاية بتحصل، وده بيسبب اطمئنان وسعادة، وحالة من حالات الاستعداد لاستقبال حاجات كان الواحد بيتشكك في جديتها من حيث المبدأ وبيتجنب استقبالها.
وأنا دُعيت للمؤتمر الاقتصادي، وشرفت بحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وللأسف ماقدرتش أحضر الجلسة الختامية، لكن عندي انطباعات وملاحظات، كان العدد كبير من الحاضرين مجتمع متخصص وفني أكتر، وانطباعي أن الإحساس العام كان ان الخطاب مش موجه للجمهور اللي في القاعة، يمكن يكون موجه أكتر للجمهور براها، في المؤتمر الناس كلها جاية عندها أمل تحقق شئ ما وعاوزة تسمع عن تصحيح بعض الأخطاء، أو تصحيح مسار ما.
لكن المؤتمر على العكس كان الخطاب السائد فيه هو الدفاع عن السياسات القائمة ودا مقلق شوية، مكانش فيه إشارة واحدة لتصحيح الأخطاء التي أدت بنا للحالة الي وصفها الرئيس وشعرنا معاها بالألم، حين سمعناه يقول إن الأشقاء في الخليج شايفين الدولة المصرية لن تستطيع أن تقوم من جديد، ودا كلام لأي مصري موجع جدًا.
يوسف: بس دي برضه الرئيس أشار إليها..
جميلة: ماكنش فيه كلام عن أي أفق للتغيير، في حين كان فيه أحاديث عن التضحية اللي قدمت والعطاء والبطولات، ماسمعناش عن الناس العادية اللي بيدفعوا أثمان الأزمات، ودايمًا بيسمعوا نفس الخطاب اللي بيلوم المواطنين، وكأنهم حزمة واحدة ويوجه ليها اللوم، أين الاحتياجات الرئيسية زي خفض تكلفة المعيشة، والدعم والصحة والتعليم والأفق لحياة أفضل؟ المواطنون لم يسمعوا ما يهمهم أو ما يخصهم، بعيدًا عن لومهم باعتبارهم بيحصلوا على منحة لا حق.
الخطاب كان تبرير للأزمة، واعتبر المواطنين هما وعبئا، وهذا شكل من أشكال الإدانة، وهو ما حدث قبل ذلك مرارا، ونتمنى ألا يحدث مجددًا، المواطنون رأس مال أي اقتصاد، وفعالية أي حكومة تظهر لما تحول القطاعات المختلفة من كتل اجتماعية راكدة لعناصر فعالة ورأس مال فاعل في الاقتصاد.
علي سبيل المثال سمعنا عن فكرة قتل المدرسة، والاعتراف بالسناتر بأريحية كبيرة، كأنك تقتل الغرض من التعليم، أو تحول التلميذ لصياد درجات وشهادات.
أتصور الناس كانت منتظرة تسمع تصريحات مختلفة تخليها تحس أننا بنقول حقائق، وإنه سيكون هناك تعليم حقيقي، وبنشاور على بعض الأخطاء.
نحن جميعا بشر، صناع السياسات والقرارات أو أصحاب الحق في اتخاذ القرار كلنا بشر، وهذا ما قاله حتى الرئيس النهاردة
وارد تمامًا وجود أخطاء، لكن لازم يبقي فيه اعتراف بهذه الأخطاء، علشان على الأقل نشعر أن هناك شيء مختلف وجديد.
يوسف: هعلق على أربع نقاط، أولاً: في إشارة الرئيس إلى مسألة المساعدات من الأشقاء، الرئيس عقب بعدها علطول أنه ده يخلينا نقدر نشتغل ونولد مسارات متوازية وأفكار جديدة للخروج من الأزمة الاقتصادية بأنفسنا.
ثانيًا: مسألة المواطن، الرئيس ثمِّن مسألة المواطن فلم يدنه، بل ثمِّن قدرته على التحمل، والنهاردة وجه بزيادة مد مظلة الحماية الاجتماعية، للتخفيف من الأعباء الملقاة على عاتق المواطن، ولم يلم المواطنين ولم يعتبرهم المعطل الرئيسي للعجلة الاقتصادية، بل بالعكس شكر الناس على التحمل.
ثالثًا: مسألة التعليم وإن كان ده مش مجاله المؤتمر الاقتصادي.
جميلة: أنا كنت بضرب مثال..
يوسف: معاكي، وسعيد باللي بتقوليه، احنا معانا على التليفون الأستاذة جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور، ودا حزب معارض، من حقها تقول، بس أنا هنا هتكلم بلسان مجلس النواب مش بلسان المذيع، أمس أعلن المستشار حنفي الجبالي رئيس المجلس، ان كل ما قيل لم تتم الموافقة عليه، بل أحيل للجنة التعليم في المجلس وطالب باستدعاء كل خبراء التعليم حتى المستقلين لمناقشة ما جاء في بيان الوزير ولم نناد بالتفعيل.
جميلة: أنا محترمة ودورك، لكن أحب أكمل كلامي؛ النهاردة المواطن بيحس إنه بيشتغل في شركة كوربوريت، سحبت منه كل الحقوق الأساسية في التعليم والصحة، وتحول لشخص مستهدف من السياسات وأنه عبء وملام بصفة مستمرة. كمان مفيش وجهات نظر جديدة من جانب الحكومة، أو اللي أدار الاقتصاد الفترة السابقة، وإزاي هنتخلص من أسر صندوق النقد بدل من التعامل معه باعتباره أفق سياساتنا الاقتصادية، مثلاً عندك فجوة تمويلية هتحصل في ٢٠٢٣، مسمعناش حلول لها، وهذه الحلول بعد الفجوة أو صندوق النقد ممكن تكون إيه؟
أنا مش اقتصادية، لكن من خلال وجودي وسماعي للحاضرين من المتخصصين، كان الشعور العام إن الكلام بعيد عن المتوقع انهم يسمعوه في مؤتمر متخصص، ولو الحوار مذاع وموجه للمواطن المصري كان لا بد يبقى فيه مراعاة للمواطن و ظروفه..
الناس عاوزه تعرف النهاردا هتعمل إيه، فيه مدارس وأكل وشرب وأزمات و في المطبخ والبيت.. في الابن أو البنت اللي بيروحوا المدرسة، ودلوقتي بيفكر إزاي هيودي سناتر ودروس.
وفي النهاية سعيدة باتصال حضرتك وبهذه المداخلة..
يوسف: انا أسعد، لكن عاوز أكمل المناقشة
جميلة: أنا على طريق سريع واضطريت أقف علشان الشبكة..
يوسف: الأمان قبل أي شيء.
جميلة: شكرًا جزيلاً لحضرتك وللإعداد وطبعا للسادة المشاهدين. وأتمنى فعلاً إنهم يسمعوا ويجدوا اللي منتظرين يسمعوه ويكون من شأنه رفع معاناتهم.
يوسف: احنا مبسوطين بالمكالمة وهنبقى مبسوطين أكتر لما تنورينا.