نساء وأمهات من شتى أنحاء العالم لـ ليلى سويف: يُلهمنا صمودك ولا يسعنا سوى ضم صوتنا لصوتك.. «عايزين جواب»
كتبت- كريستين صفوان
وجهت نساء وأمهات من شتى أنحاء العالم رسائل تضامن مع الدكتورة ليلى سويف، والدة الناشط السياسي علاء عبدالفتاح، والتي تطالب بحقها في التراسل مع نجلها المحبوس احتياطيا على ذمة القضية ١٣٥٦ لسنة ٢٠١٩ حصر أمن دولة عليا.
وجاء في الرسالة التي وجهتها نساء وأمهات إلى د. ليلى سويف: «هذا الخطاب، ليس ذاك الذي تنتظرينه بصبر وإصرار من ابنك، علاء عبدالفتاح، ولكنه محاولتنا كنساء وأمهات من شتى أنحاء العالم لضم صوتنا إلى صوتك للمطالبة بحصول ابنك على أبسط حقوقه الأساسية في ظل وجود وباء عالمي؛ حقه في التراسل مع أسرته ومحاميه، وحقك في الاطمئنان على سلامته برغم سجنه».
وأضافت الرسالة: «تابعنا بغضب شديد الوقائع المؤسفة التي جرت لك ولفتاتيك منى وسناء على مدار يومي 22 و23 يونيو بعدما أطلقت صيحتك البسيطة المستحقة: “عايزة جواب”، وكان الصادم أن ترد السلطات المصرية على اعتصامك السلمني أمام بوابات السجن بمستوى غير مسبوق من العنف والاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان. الرد الذي وصل قمته في العنف بأن يتم الاعتداء بالعنف على ابنتك سناء في احتجازها على ذمة اتهامات باطلة».
وتابعت الرسالة: «ندرك أن السلطات المصرية تستهدف كسر نضالكم كي تكونوا عبرة لعشرات الآلاف من الأهالي الذين يطالبون بحقهم البسيط في الاطمئنان على أحبائهم القابعين في السجون في ظل تهديد وباء كوفيد-19»، وأشارت إلى أن عشرات الآلاف يمرون بنفس محنتها بعد أن تم منع تواصل المساجين مع أهاليهم قبل ثلاثة أشهر في وقت انتشار كوفيد-19، وفي ظل الأخبار التي تتناقل عن اصابة حالات بالعدوى داخل السجون المصرية المتكدسة.
وقالت النساء والسيدات في رسالتهن: «نشعر بك يا ليلى، الأم وحدها هي من تفترش الأرصفة وتقضي ليلها أمام أسوار السجن خوفا على أبنائها غير عابئة بحرارة الجو العالية وقذارة الأرصفة وخطر التعرض للعنف والمرض، في الوقت الذي نعزل فيه أنفسنا بمنازلنا لحماية صحتنا».
وأضفن: «ليلى، نحن كنساء نطالع في محنتك كل وجوه أمهات وبنات وزوجات معتقلي الرأي في مصر والعالم. يُلهمنا صمودك وصبرك وثباتك بينما يُخطف أحبائك أمام عينيكِ. ونخشي عليكِ مما رأيناكِ تتعرضي اليه من عنف وانتهاك لحقوقك الانسانية، وبينما لا نستطيع أن نكون بجوارك الآن، فلا يسعنا سوى أن نضم صوتنا إلى صوتك: عايزين جواب من علاء».
وأعلنت مبادرة «عائلات من أجل الحرية» وهي مبادرة نساء سوريات للكشف عن مصائر السجناء و المختفين قسريا في سجون سوريا تضامنها مع أسرة الناشط علاء عبد الفتاح، الذي تم اعتقاله بشكل تعسفي منذ سبتمبر وتم منعه من استقبال الزيارات العائلية أو التواصل مع عائلته بأي شكل من الأشكال منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر منذ اندلاع.
وقالت المبادرة عبر صفحتها على فيسبوك: «طوال أسابيع، كانت الدكتورة ليلى سويف، والدة علاء تنتظر يوميًا خارج السجن حيث يتم احتجاز علاء، وأحيانًا تقضي الليل على الرصيف خارج السجن. طلبها واضح، مكتوب على لافتة حملتها: «عايزة جواب».
وطالبت المبادرة، التي أبدت إعجابها بشجاعة ونضال الدكتورة ليلى سويف وعائلتها، بالإفراج الفوري عن علاء وسناء وشددت على حقهم في التواصل مع أسرهم في غضون ذلك.
من جانبها، قالت الناشطة المصرية جيهان شعبان، في رسالة إلى الدكتورة ليلى سويف، وابنتها منى سيف: «سنوات الطويلة جمعتنا.. تصل إلى عشرين عاما.. عشرين سنة جمعنا حلم الحرية والعدل والمساواة لكل البشر.. عشرين سنة وأنا بطمن على صحة موقفي عندما يتطابق مع موقف سيف وليلى وعلاء ومنى وسناء.. عشرين سنة وأنا بتعلم من كل واحد فيكم إزاي أبقى إنسانة أحسن».
وأضافت جيهان: «عشرين سنة وأنا بتعلم منكم إزاي مهم علشان الواحد يحس إنه إنسان إنه ينصر الحق مهما كان التمن.. عشرين سنة وأنا بتعلم منكم إزاي أبقى أم أحسن وإيه هي القيم اللي تستاهل إن الواحد ينقلها لولاده وإزاي الواحد يسند ولاده علشان يبقوا أشخاص أحرار يختاروا طريقهم حتى لو كان طريق مختلف عن الطريق اللي اخترناه لنفسنا.. عشرين سنة وأنا بشوفكم بتدفعوا التمن بدالنا كلنا.. عشرين سنة لم أحتج أبداً أن أكتب لكم خطاباً، ولكنني اليوم أكتب لكم هذا الجواب لتعلموا أني أشعر بألمكم. وليعرف الكثيرون أنكم لا تقفون وحدكم في وجه الظلم».
وتابعت: «أنا وكثيرات معي، نساء مؤمنات بالحق وبالعدل، وأمهات مستعدات للنضال من أجل سلامة أولادهن، وشابات حالمات يمستقبل تسوده الحرية، كلنا نقف اليوم معكم. كلنا نريد خطاباً من علاء ونريد الحرية والسلامة له ولسناء ولكل مسجون بسبب رأي أو كلمة في أي مكان في العالم. كلنا عايزين جواب. هذا الجواب الذي يأخذ شكل رسالة من علاء يطمئنكم فيها على صحته، هو بشكل ما جواب مؤقت على سؤال الحرية التي سنسعى إليها دائماً».
بدورها، كتبت الناشطة سارة محسن، عبر حسابها على فيسبوك: «اللي طلباه جواب يطمن قلبها على ابنها فيها حاجة دي؟ صعبة عليكم ان ابنها يكتبلها كلمتين يقولها انا كويس؟ ولا فيه حاجة انتوا مخبينها؟ ياريت تبقوا محترمين مرة واحدة وتنفذوا القانون»
أما بسمة الحسيني، فكتبت إلى والدة الناشط علاء عبدالفتاح: «عزيزتي ليلى، بيننا سنوات طويلة من الصداقة والود والاحترام، رغم أننا لم نكن كثيراً في نفس الوقت والمكان. لم أحتج أبداً أن أكتب لك خطاباً، ولكنني اليوم أكتب لك بهذا الشكل العلني ليعرف الكثيرون أنك لا تقفين وحيدة في وجه الظلم.
وأضافت بسمة: «أنا وكثيرات معي، نساء مؤمنات بالحق وبالعدل، وأمهات مستعدات للنضال من أجل سلامة أولادهن، وشابات حالمات يمستقبل تسوده الحرية، كلنا نقف اليوم معك. كلنا نريد خطاباً من علاء ونريد الحرية والسلامة له ولسناء ولكل مسجون بسبب رأي أو كلمة في أي مكان في العالم».
وشددت بسمة في رسالتها: «كلنا عايزين جواب.. هذا الجواب الذي يأخذ شكل رسالة من علاء يطمئنك فيها على صحته، هو بشكل ما جواب مؤقت على سؤال الحرية التي سنسعى إليها دائماً. كل الحب والاحترام لك وللأسرة».
من جهتها، علقت الصحفية المصرية رشا عزب عن حملة التضامن الواسعة مع الدكتورة ليلى سويف، قائلة: «فيض المحبة طالع وسط عتمة ظلمهم المقيمة، ورغبة ملحة أننا نعلن عن وجودنا في نفس الصف اللي فيه ليلي سويف».
يذكر أن 8 منظمات حقوقية قد أدانت سلسلة الانتهاكات التي تتعرض لها أسرة الناشط والمدون المحبوس احتياطيًا علاء عبد الفتاح، كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم اختطاف شقيقته سناء سيف من أمام مكتب النائب العام من قبل قوة شرطية أثناء محاولتها تقديم بلاغ في الاعتداءات التي تعرضت لها وأسرتها أمام سجن طرة أمس.
واختطفت قوة من رجال الأمن يرتدون زيًا مدنيًا –لم يفصحوا عن هوياتهم- سناء سيف، ظهر الثلاثاء الماضي ثم لم تلبث أن ظهرت أمام نيابة أمن الدولة العليا كمتهمة، حيث قررت أمن الدولة قررت حبس سناء سيف 15 يومًا، بعد اتهامها بنشر أخبار كاذبة والترويج لأفكار إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الإجتماعي وإساءة استخدام موقع علي شبكة الإنترنت لنشر وترويج للأفكار الإرهابية.
وكانت سناء سيف وعدد من أفراد أسرتها -والدتها الدكتورة ليلى سويف وشقيقتها منى- قد تعرضن لجملة من الاعتداءات البدنية. تمثلت هذه الاعتداءات في الضرب المبرح والسحل وسرقة المتعلقات الشخصية من قبل مجموعة من السيدات أمام بوابة سجن طرة في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين بعد ليلة قضوها معتصمات أمام السجن للمطالبة بالاطمئنان على الناشط والمدون المحبوس احتياطيًا علاء عبد الفتاح. ولم تقم قوات تأمين السجن بأي تدخل لحماية أفراد أسرة علاء عبد الفتاح من هذه الاعتداءات.
وانقطعت أخبار علاء عبد الفتاح عن أسرته منذ تعليق زيارات السجون لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، وتعذر نقل المتهمين لحضور جلسات تجديد الحبس. وتثير هذه الممارسات العنيفة – طبقا لبيان المنظمات – ضد أسرة علاء عبد الفتاح القلق حول وضعه داخل السجن.
وقالت المنظمات الموقعة على البيان إن النائب العام لم يقم بحماية ضحايا الانتهاكات، الذين لجأوا لمكتبه للتظلم مما وقع عليهم من تنكيل، إضافة إلى – ما وصفته المنظمات – بتجاهله الدائم لنداءات أسرة علاء عبد الفتاح لتحسين وضعه والتواصل معه بأي طريقة قانونية.
وأعلنت المنظمات الموقعة دعمها لمطلب أسرة عبد الفتاح في التواصل معه سواء عن طريق رسالة أو مكالمة هاتفية كما ينص قانون تنظيم السجون. إذ ينص قانون تنظيم السجون في مادته 38 على أن «.. يكون لكل محكوم عليه الحق في التراسل، والاتصال التليفوني بمقابل مادي، ولذويه أن يزوروه مرتين شهريًا، وذلك كله تحت إشراف ورقابة إدارة السجن ووفقًا للضوابط والإجراءات التي تحددها اللائحة الداخلية. وللمحبوس احتياطيًا هذا الحق ما لم يصدر قرار من النيابة العامة المختصة أو قاضي التحقيق بغير ذلك».
وطالبت المنظمات النائب العام بالإفراج الفوري عن سناء سيف، والتحقيق في واقعة اختطافها غير القانوني من أمام مكتبه، وكذا التحقيق في الاعتداءات الجسدية التي طالتها وأسرتها وفي تقاعس قوات تأمين سجن طرة عن حمايتهم بالأمس.
وقع على البيان كل من: مؤسسة حرية الفكر والتعبير ومركز النديم ومبادرة الحرية ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ومركز بلادي للحقوق والحريات والمفوضية المصرية للحقوق والحريات وكوميتي فور جستس. والجبهة المصرية لحقوق الإنسان.