نرصد ردود فعل الأطباء ومطالبهم بعد إصابة 17 من الفرق الطبية بمعهد الأورام: نداء منى مينا وعلاء عوض والنقابة تُهدد المقصرين
الأطباء: الفريق الطبي الأولى بالحماية ليستطيع استكمال مهمته في التصدي للمرض
منى مينا: أطالب بالتعامل بجدية وحزم وإلا فنحن معرضون لفقد نسب متزايدة من الأطقم الطبية
علاء عوض: حماية الأطباء حماية للمجتمع.. ووزارة الصحة والدولة أمام تحدى ضخم لمكافحة العدوى
جامعة القاهرة: التكفل بعمل كل الفحوصات للأطقم الطبية والعاملين والمرضى بالمعهد ومستشفيات القصر العيني
إيهاب الطاهر: النقابة ستحقق مع أي مقصر في أزمة إصابات معهد الأورام ولم تصلنا شكاوى حتى الآن
تواصلت ردود الفعل على واقعة إصابة 17 من أعضاء الفريق الطبي بمعهد الأورام بالأمس، وهي الواقعة التي وصفتها نقابة الأطباء بالصادمة، فيما أعلنت جامعة القاهرة أنها ستقوم بتعقيم المعهد، وعمل كشف للأطباء والممرضين المخالطين للمصابين.
نقابة الأطباء علقت على الواقعة قائلة إنها تلقت ببالغ الأسف صدمة إصابة عدد كبير من الأطباء وأعضاء الفريق الطبى من العاملين بمعهد الأورام بفيروس كورونا ليضافوا لمن تم إصابتهم بالعدوى سابقا.
وأضافت النقابة في بيا لها، السبت، أنها تؤكد على أن الفريق الطبى الذى يتصدر الصفوف فى مكافحة الفيروس القاتل هو الأولى بالحماية ليستطيع استكمال مهمته في التصدي للمرض بدلا من أن يتحول هو نفسه لمصدر للعدوى وتفشى الوباء.
بدورها أعلنت جامعة تكفلها بعمل كل الفحوصات والمسحات والتحليلات الطبية اللازمة لكل الأطقم الطبية والعاملين والمرضى بالمعهد ومستشفيات القصر العيني على نفقاتها.
وقال الدكتور محمود علم الدين، المتحدث باسم جامعة القاهرة، إن الجامعة لن تدخر جهدا من إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على كافة أعضاء المنظومة الطبية والعاملين والمرضي المترددين بالمعهد القومي للاورام، مشيراً إلى أنه جاري التنسيق مع المعامل المركزية لوزارة الصحة لإجراء الفحوصات الشاملة لهذه الأطقم، بالإضافة إلى مراجعة سجلات المرضي ضمن إجراءات الترصد والمتابعة.
وأشار علم الدين، إلى المعهد القومي للأورام سيقوم بتوفير كل المستلزمات الضرورية للوقاية من العدوى بفيروس كورونا، وفقا للمعايير والاشتراطات المعمول بها في المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة، و اتخاذ ما يلزم فورا لعمل فحوصات ومسحات فيروس كورونا المستجد.
كما وجه رئيس الجامعة فريقين لمواصلة إجراءات التعقيم يوميا اعتبارا يوم الجمعة الماضي.
جامعة القاهرة أعلنت أنها ستحقق في إصابة 17 شخصا من الأطباء والتمريض بالمعهد القومي للأورام بفيروس كورونا المستجد، للوقوف على أسباب التقصير إن وجدت، ومعاقبة المتسببين والاطلاع على كافة التفاصيل حول الأزمة.
كانت الجامعة أعلنت في وقت سابق، السبت، فتح تحقيق حول الواقعة، للوقوف على أسباب التقصير إن وجدت، ومعاقبة المتسببين والاطلاع علي كافة التفاصيل حول الأزمة.
وقال علم الدين إن الجامعة، قررت تعيين فريقين جديدين لمكافحة العدوي والجودة بالمعهد، لتولي إدارة الملف خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف علم الدين، أن المعهد تعامل مع الأزمة من بدايتها حيث تم إبلاغ المعامل المركزية لوزارة الصحة لإجراء التحاليل للحالات المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، بالإضافة إلى عزل الحالات التي ثبت إصابتها والمخالطين لها فور التأكد من الإصابة.
من جانبه قال الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء، إن النقابة ستحقق مع أي مقصر في أزمة إصابات معهد الأورام، معتبرًا أن ما حدث كارثة بكل المقاييس.
وأضاف لـ”درب”، السبت: “لم تصلنا أي شكوى حتى الآن، تابعنا ما نشر على مواقع التواصل، وسنستمع للأطباء المصابين، ومن لديه شهادة منهم عليه أن يتواصل معنا، ولا تهاون في تعريض الأطقم الطبية وزملائنا للخطر”.
وتابع: “حتى هذه اللحظة مازال بعض مديري المستشفيات يمنعون صرف المستلزمات الطبية، وخاطبنا وزارة الصحة بذلك، كما طالبنا بمعرفة عدد الأطباء المصابين بالفيروس”.
نداء منى مينا
من جانبها تقدمت الدكتورة منى مينا، وكيلة أمين عام نقابة الأطباء السابقة، بنداء عاجل للمسؤولين عن إدارة أزمة كورونا بالصحة، وطالبت بالتعامل بجدية وحزم، وإلا فإننا معرضون لفقد نسب متزايدة من الأطقم الطبية.
كما طالبت منى مينا بتخفيف الزحام في المستشفيات عن طريق إيقاف كل الحالات الغير طارئة والغير حرجة في كل القطاعات الطبية الحكومية والخاصة، وضع برتكول خاص للتعامل مع مرضى الحالات المزمنة التي لا يمكن تأجيلها.
وقالت منى مينا: مهم وفوري توفير مستلزمات الحماية الكافية للفرق الطبية في مختلف القطاعات (مستشفيات صحة – جامعة- مراكز صحية – مستشفيات خاصة ) مسألة شديدة الأهمية ولا تقبل (الفصال) .. ودون أن يضطر أعضاء الفريق الطبي للكثير من الكلام والنقاش والمطالبات .. أي عضو من الفريق الطبي يتعرض للعدوى نتيجة ضعف وسائل الحماية بكون مصدر خطير لتفشي العدوى …
*القصص الخاصة بضغط بعض الادارات على الأطباء والفرق الطبية للاستسلام للعمل بدون حماية أو بحماية أقل مع تعليمات WHO .. بحجة “خايفين الحاجات تخلص” يجب أن تتوقف فورا …
أيضا القصص الخاصة بأن القطاع الصحي يدار كجزر منعزلة ..فنجد أننا نتوصل لحل نسبي لمشكلة توافر مستلزمات الحماية في قطاع مستسفيات الصحة.. لتظهر لنا نفس المشكلة في المستشفيات الجامعية.. كل هذا يجب أن يتوقف فورا..
أيضا مهم وضروري أن تكون هناك رقابة شيدة على المستشفيات الخاصة، حتى نضمن إلتزامهم بكل معاير مكافحة العدوى.
*أما بالنسبة لصعوبة توفير الكميات الكبيرة المطلوبة لكل مستلزمات الحماية، فضروري أن تصدر أوامر بتوجيه مصانع عديدة (سواء المصانع الحربية أو مصانع قطاع أعمال أو خاصة) لتوفير كل مستلزمات الحماية ..(كمامات ..حامي العينين ..المرايل الواقية ..القفازات ..الكلور و الكحول) .. مع ضرورة توفير هذه المستلزمات للمستشفيات قبل أن نراها تباع في الشارع ..نحتاج لحماية الأطقم الطبية والمرضى .. لا شيء أهم من هذا حاليا ..
*مطلوب فورا تخفيف الزحام في المستشفيات عن طريق إيقاف كل الحالات الغير طارئة والغير حرجة في كل القطاعات الطبية الحكومية والخاصة، وضع برتكول خاص للتعامل مع مرضى الحالات المزمنة التي لا يمكن تأجيلها (مثل مرضى الفشل الكلوي ومرضى الأورام) للتعامل عن بعد مع الحالات التي يمكن ذلك معها .. واتخاذ أقصى حماية مع المرضى اللذين لا يمكن تأجيلهم ويحتاجون تأجيلهم ..أصبح هذا أمرا يحتاج “التنفيذ” الفوري وليس فقط وضع البرتكولات على الورق .. وإلا فنحن معرضون لفقد هؤلاء المرضى وتنفشي سريع للعدوى وسط أطقمهم الطبية .. أمامنا بالفعل تفشي العدوى وسط عدد من أطباء وتمريض معهد الأورام …
*ضروري التدخل الفوري لمنع بعض القرارات العجيبة لبعض المديرين بـ”تشغيل العيادات بكامل طاقتها” في بعض مستشفيات أمانة المراكز المتخصصة .. هذه قرارات خطيرة جدا تساعد طبعا على تفشي الوباء ، وتتعارض مع سياسات تقليل الزحام والتباعد الاجتماعي التي تتحمل بسببها الدولة تكلفة إقتصادية عالية … من الهام أن يكون هناك رقابة واعية لإيقاف اي قرارات غير واعية مشابهة ..حتى لا نسمح بتدهور أكثر للوضع ..
*ضروري أن يتم توفير الفحوص الطبية للأطباء وأعضاء الفرق الطبية فور وجود شك في إلتقاطهم للعدوى فورا، وذلك في برتكول خاص بالفرق الطبية ، الأكثر تعرضا للإصابة، وإلا فنحن معرضون لفقد نسب متزايدة من فرقنا الطبية في وقت سيكون هذا كارثي على قدرة المنظومة الصحية التصدي للوباء .
*نحتاج لاجراءات فورية لمنع تفشي الوباء في السجون ، حيث التكدس وضعف التهوية وشروط النظافة، هناك اجراءات عملية إقترحتها مفوضية حقوق الانسان بالامم المتحدة منها إطلاق سراح كل من هم في الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق، وكبار السن والمرضى ، لخلخلة الإزدحام، مع تحسين ظروف النظافة والرعاية الصحية للأعداد المتبقية .
*نحتاج لتدريب متطوعين من الشباب لرعاية أماكن التجمعات التي لا تلقى رعاية كافية مثل الملاجئ ودور العجزة والمسنيين .
*نحتاج للتشديد على تنفيذ إجراءات مكافحة العدوى المطلوبة عند التعامل المطلوبة مع حالات الوفاة بالوباء، ونحتاج لنداءات من رجال الدين والإعلاميين، لعدم التعامل مع المرض كوصمة عار ومحاولة بعض الأهالي إنكارالاصابة بكورونا ، حتى يتم الدفن بشكل عادي ..كورونا وباء عالمي يجب أن نحمي أنفسنا وأهلنا منه وليس وصمة عار ..
*أما أهالينا اللذين نتمنى لهم السلامة فما تزال النصيحة الاساسية هي الإلتزام بخليك في البيت .. والتباعد الاجتماعي والبعد عن المستشفيات إلا في الضرورة والإلتزام بنصائح النظافة بصرامةإنه وقت التصرف بجدية وحزم ..وتعاون الجميع لإنقاذ بلادنا الحبيبة من الأزمة الخطيرة ..إنه وقت الصراحة حتى نستطيع أن نواجه الأزمة معا.
علاء عوض : نقص شديد فى إمدادات الحماية الأساسية فى أغلب المستشفيات
وفي نفس السياق قال د. علاء عوض أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث، إن ما تم الكشف عنه من إصابة 15 من الأطقم الطبية بمعهد الآورام هي مأساة حقيقة، مشيرا إلى أن وزارة الصحة والدولة كلها أمام تحدى ضخم لمكافحة العدوى فى الحالة الوبائية العالمية لفيروس كورونا المستجد، لكن الواقع أنها حتى الآن غير قادرة على مواجهته، والعدوى داخل الطواقم الطبية بتزيد كل يوم.
ولفت د. علاء عوض إلى أننا لدينا تقريبا إدارة لمكافحة العدوى، فى كل منشأة طبية فى مصر تكتب تقارير وتقدم توصيات وهي موجودة منذ فترة طويلة، لكن مع الأسف فاعليتها ليست ملحوظة.
وتابع د. علاء عوض أثناء انتشار فيروس سى فى مصر كانت هناك حالات كثيرة التقطت العدوى داخل المستشفيات، بالرغم من وجود هذه الإدارات.. لافتا إلى أن هناك نقص شديد فى إمدادات الحماية الأساسية (أقنعة وقفازات طبية وجاونتات لتغطية الجسم والملابس) فى أغلب المستشفيات، كذلك غياب إجراء الفحوص الدورية على الطواقم المعرضة للعدوى.. كما أن هناك إجراءات محددة لمكافحة العدوى فى المستشفيات، ومعروفة جيدا لكل المسئولين عن مكافحة العدوى، لكنها مع الأسف لا تطبق .
وشدد د. علاء عوض على أن حماية الطواقم الطبية، ليست مجرد مطلب مهنى، لكنها مطالب لحماية المجتمع كله، لأن مقدمى الخدمة الصحية هم خط الدفاع الأساسى فى الحالة الوبائية العالمية، وأيضا المستشفيات هى الملجأ الوحيد لمرضى الحالات الحرجة والمزمنة التى لا تحتمل الإصابة بأى عدوى فيروسية، والتقصير فى مكافحة العدوى داخل المستشفيات، سيدفع ثمنه الجميع، وليس الأطباء والطواقم الطبية وحدهم، وهذا الثمن فادح للغاية.
ودعا علاء عوض إلى ضرورة توفير كل وسائل الحماية وتطبيق صارم لإجراءات مكافحة العدوى للأطقم الطبية وداخل المنشآت الطبية بكل انواعها مشيرا إلى أن هذا أمر شديد الأهمية فى هذه المرحلة، فهذه الاطقم وهذه المنشآت هى خط الدفاع الأخير عن البشر، هذا ليس مطلبا مهنيا لنقابة الأطباء أو اتحاد المهن الطبية أو أى روابط أخرى، هذه ضرورة إنسانية ملحة تخص المجتمع، بل والبشرية كلها .
وواصل: “مش عايزين كلام من نوع تحية للجيش الأبيض، وأنوار على الهرم الأكبر.. عايزين حماية حقيقية لناس على خط النار فى حرب حقيقية”.
بدورها لم تُعلق وزارة الصحة في بيانها اليومي عن تطورات ضحايا كورونا على واقعة معهد الأورام، وأعلنت الوزارة في بيانها أنه تم تسجيل 85 إصابة جديدة بكورونا اليوم وارتفاع الحالات إلى 1017، وزيادة الوفيات لـ71 بعد وفاة 5 اليوم.
يذكر أن معهد الأورام يتبع جامعة القاهرة التي تتبع وزارة التعليم العالي.