نادي الأدب بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي يحيي ذكرى ميلاد فنان الشعب سيد درويش
في الذكرى الـ 132 لميلاد فنان الشعب سيد درويش، التي تحل في 17 مارس، يوجه نادي الأدب بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي تحية تقدير وإجلال لهذا الرمز الموسيقي الوطني، الذي ترك بصمة لا تُمحى في وجدان المصريين والثقافة الموسيقية العربية.
يعد سيد درويش واحدًا من أبرز المجددين في الموسيقى المصرية، حيث استطاع بعبقريته أن يمزج بين التراث الشعبي والتيارات الموسيقية العالمية، متحررًا من التأثيرات التركية التي كانت سائدة في عصره، ليؤسس مدرسة موسيقية أصيلة قوامها التعبير عن هموم الشعب وأحلامه. فرغم رحيله المبكر، إلا أن إرثه الفني ما زال ينبض بالحياة، مؤكدًا دوره الرائد في النهوض بالأغنية الوطنية والمسرحية.
وُلد درويش في مدينة الإسكندرية، حيث بزغت موهبته الموسيقية منذ الصغر، متأثرًا بكبار رواد الموسيقى المصرية مثل إبراهيم القباني وكامل الخلعي وعبده الحامولي والشيخ سلامة حجازي. وقد عمّقت رحلاته الفنية إلى الشام من وعيه بالموسيقى الكنسية الشرقية والغربية، وهو ما انعكس على أعماله التي حملت طابعًا مصريًا خالصًا متفاعلاً مع القضايا الوطنية والاجتماعية لعصره.
لعب درويش دورًا محوريًا في ثورة 1919، فكانت أغنياته بمثابة نبض الشارع المصري، إذ قدم أعمالًا خالدة مثل “قوم يا مصري”، “أنا المصري كريم العنصرين”، و”أهو ده اللي صار”. كما عبر عن معاناة العمال والفلاحين في أغنيات جسدت هموم السقايين، المراكبية، الحمارين، والعربجية، إلى جانب أعماله الشعبية التي لا تزال تُردد حتى اليوم، مثل “زوروني كل سنة مرة” و”الحلوة دي”.
ويؤكد نادي الأدب بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في هذه الذكرى، أهمية استلهام تجربة سيد درويش في تجديد الفن المصري، والدعوة إلى إحياء الأغنية الجادة التي تعبر عن الوطن وهموم البسطاء، وترسخ لقيم الحق والخير والجمال، تمامًا كما كان نهج فنان الشعب الذي رحل وهو يعمل على تلحين نشيد لاستقبال الزعيم سعد زغلول عام 1923.