نادر نور الدين: الفيضان الغزير للنيل الأزرق سيعطي أهمية خادعة للسد الإثيوبي.. ويجب ألا نسمح لأديس أبابا باستغلال الأمر
عبد الرحمن بدر
قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه للأسف الشديد الفيضان الغزير للنيل الأزرق هذا العام سوف يعطي أهمية خادعة للسد الإثيوبي عند أهالينا بالسودان وسيصبح أملا في التخلص من أضرار الفيضانات في المستقبل.
وأضاف نور الدين اليوم الأحد: “هذا الأمر لن يحدث قبل خمس سنوات بعد تمام الملء وبدء التشغيل، ولكنه في المقابل سيدمر الأراضي السودانية بسبب الملوحة ونقص المياه ومنع الطمي المخصب للتربة وحتمية إنشاء شبكة ترع ومصارف مكلفة للرى كبديل لمياه الفيضان التي تخزن في التربة لمدة ستة أشهر لايحتاج النبات أي ري خلالها”.
وتابع: “المهم ألا تسمح مصر لإثيوبيا باستغلال الأمر وعليها إمداد السودان بمعدات مواجهة السيول والفيضانات وأيضا الخبراء المصريين وكباشات تعميق لقناة السويس لتعميق وتوسعة النيل الأزرق قرب الخرطوم والنيل الموحد بعدها ليستوعب مياه أكثر ويقلل أخطار الفيضان”.
يشار إلى أنه يعيش السودان كارثة إنسانية بسبب الفيضانات المدمرة التي خلفت عشرات القتلى وتسببت في هدم مئات المنازل، وهو الأمر الذي دفع السلطات السودانية إلى إعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.
الفيضانات العنيفة أدت حتى الآن إلى وفاة نحو 100 شخص وانهيار أكثر من 100 ألف منزل، حيث فاقت معدلاتها الأرقام القياسية التي رصدت خلال عاميي 1988 و1946.
وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ، قالت، إن معدلات الفيضانات والأمطار المسجلة هذا العام تجاوزت الأرقام القياسية المسجلة في عامي 1946 و1988 مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع.
وأضافت الوزيرة أن الفيضانات تأثرت 16 ولاية وأسفرت عن إصابة 46 شخصا، وتضرر أكثر من نصف مليون فرد وانهيار كلي أو جزئي لأكثر من 100 ألف منزل.
وذكرت الوكالة أن المجلس أعلن أيضا تشكيل لجنة عليا برئاسة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لمواجهة تداعيات الفيضانات في خريف العام الحالي.
من ناحية أخرى قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم السبت إنها تسعى لكي توزع مواد الإغاثة التي وصلت الخرطوم مساء أمس الجمعة بأسرع ما يمكن على المتضررين جراء السيول والفيضانات من النازحين واللاجئين والمجتمعات المحلية .
وكانت شحنة من الدعم الإنساني لضحايا السيول والفيضانات وصلت الخرطوم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تشتمل على حوالي 100 طن من مواد الايواء والخيام والاغطية والمشمعات التي تكفلت دولة الإمارات بتكلفة شحنها جوا إلى السودان بعد أن جهزتها المفوضية السامية التابعة للامم المتحدة كدعم عاجل للسودان.
وتشير آخر الاحصاءات إلى تضرر ما يقدر بنحو 85000 من النازحين داخليًا و 40.000 لاجئ إلى جانب الآلاف من المجتمعات المضيفة من السودانيين، لا سيما في شرق السودان والنيل الأبيض ودارفور والخرطوم حيث تقوم الحاجة الماسة إلى المأوى والمساعدات الطارئة مرة أخرى عقب الامطار والسيول التي ضربت مناطق عدة وبشكل خاص في شمال دارفور، مما ترك ما يقدر بنحو 35000 من النازحين والسكان المحليين واللاجئين بحاجة إلى المساعدات العاجلة.
وتقدم المفوضية وشركاؤها، بالتعاون مع حكومة السودان، مساعدات طارئة للسكان المتضررين في النيل الأبيض، بما في ذلك الأغطية البلاستيكية لـ 3500 لاجئ في مخيم الجامعة و65000 آخرين من النازحين والمجتمعات المضيفة في الولاية.