نائبة تتهم الأطباء بالاستجابة لـ”مخطط إخواني”.. وغضب على مواقع التواصل: “بروتوكول الوزارة هو السبب.. والتشويه لن يُجدي”
كتب – أحمد سلامة
ردود فعل غاضبة انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار ما وصفوه بـ”تحركات اللجان” من أجل تشويه صورة الأطباء الذين برزت معاناتهم مع الشديدة مع المنظومة الصحية خلال الآونة الأخيرة.
وما عزز من موجة الغضب لدى رواد “السوشيال ميديا” طلب الإحاطة الذي تقدمت به النائبة مايسة عطوة، ما كان سببا في زيادة حجم الغضب، فطلب الإحاطة لم ينتقد أداء وزارة الصحة إزاء تفشي فيروس “كورونا” ووفاة عدد من الأطباء في ظل عدم توافر المستلزمات الضرورية لكنه انتقد الأطباء أنفسهم واتهمهم بالاستجابة لـ”مخططات إخوانية”.
النائبة مايسة عطوة، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، تقدمت بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الصحة، أكدت خلاله وجود مخطط إخواني لضرب الأطقم الطبية وتحريضهم ضد الدولة.
وقالت النائبة في بيان صحفي لها، أن هناك تحركات مكثفة من اللجان التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي، لضرب الجيش الأبيض، وذلك من خلال تحريض الأطباء على الاستقالة وتصدير حالة تجاهل الحكومة ووزارة الصحة حقوقهم في التأمين والعلاج وغيره.
وعلقت: يبدو أن الفترة المقبلة، سوف تشهد استجابة لهذا المخطط، خاصة مع رصد استقالات من قبل الأطقم الطبية، وصياغتها بشكل يدغدغ المشاعر ويحض على هذا السلوك، الذي يمكن وصفه بالخيانة إن كان دون سبب حقيقي أو بهدف ضرب الدولة.
وأوضحت أن المخطط قائم على خفض وإضعاف الروح المعنوية لـ الجيش الأبيض وسلبه عزيمته على القتال، واشاعة حالة من تخلي الحكومة عن دعمها وتامينها لهم، وكذلك عدم تقدير الشعب لجهودهم في الأزمة وكونهم خط الدفاع الأول.
ولفتت إلى أن نقابة الأطباء أصدرت بيانات علقت فيه على ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، مشددة على أن مواجهة جائحة وباء الكورونا هو واجب مهني ووطني يقوم به الأطباء وجميع أعضاء الطواقم الطبية بكل جدية وإخلاص وهم مستمرون فى أداء واجبهم دفاعا عن سلامة الوطن المواطنين.
وشددت عطوة على أن ذلك لا يمنع أن هناك واجبا على وزارة الصحة حيال هؤلاء الأطباء وأعضاء الطواقم الطبية الذين يضحون بأنفسهم ويتصدرون الصفوف دفاعا عن سلامة الوطن، ألا وهو ضرورة توفير الحماية لهم وسرعة علاج من يصاب بالمرض منهم.
كما أكدت على ضرورة من قيام جميع الجهات التنفيذية والتشريعية والرقابية بدورها فى حماية الطواقم الطبية، وسرعة توفير مستشفيات عزل خاصة لأعضاء الطواقم الطبية لضمان سرعة علاجهم.
وأشارت النائبة إلى أن هناك دورا كبيرا على وزارة الصحة، وكذلك نقابة الأطباء في اجهاض هذا المخطط، وتأكيد دعم الأطقم الطبية في الأزمة، وحرص الدولة على تامينهم بشكل فائق يحميهم ويحمي أسرهم، مختتمة: وقبل ذلك هناك دور اكبر على المواطنين، في دعم الأطقم الطبية، ويجب تشكيل حملات توعية بهذا الأمر، حتى نرفع الروح المعنوية للاطقم الطبية ونواجه هذه المخططات.
ما زاد من موجة الغضب تداول عدة تدوينات حملت ذات التوجه على مواقع التواصل، ما دفع البعض إلى وصف متهمي الأطباء بالاستجابة إلى المخططات الإخوانية بأنهم “لجان إلكترونية” ليس لها غرض سوى التشويه.
البيان الصادر عن البرلمانية وتوجهات بعض “اللجان الألكترونية” -حسب وصف البعض- أثار حنق الكثيرين فانطلقوا في تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي تصب غضبها على هذا الاتهام غير المبرر.
تقول إحدى السيدات في تغريدة لها “يا جماعة مش كل حاجة إخوان، أنا واحدة من الناس ولادي التلاتة للأسف في مستشفيات عزل، وأعني كلمة للأسف، لأنهم بيشتغلوا في ظروف صعبة ومفيش رعاية لهم ممكن تتخيلوا القلق اللي الأهلي بيكونوا فيه.. لا نملك إلا الدعاء إن ربنا يحفظ ولادنا جميعا”.
“كفاية هبل واستفزاز”، هكذا علق أحد المدونين، مضيفا “يعني وزارة الصحة لما تقصر في عملها وتسيب الاطباء يموتوا بالكورونا ومتوفرش لهم غرفة حتي في المستشفي وترفض تعمل مسحات لهم ولاسرهم كده يبقي مخطط اخواني فالحين بس تقعدوا تقولوا جيش مصر الابيض”.
موجة الغضب امتدت إلى المقارنة بين ما واجهه الطبيب المصري المتوفي، وبين الفنانة رجاء الجداوي التي حظيت بالفرصة المناسبة للعلاج، أحد المدونين كتب “لو كلفت نفسك وقرأت بروتوكول العلاج اللي الوزارة عاملاه هاتعرف إن الدكتور وليد يحي طبقوا عليه البروتوكول بالحرف ودا كان سبب الوفاة لأن ممنوع يتعمل مسحه للمخالطين حتي لو كان طبيب غير لما يظهر عليه الأعراض النهائية ويروح يعزل نفسه في بيته، إنما بقي مدام رجاء الجداوي لا بروتوكول علاجي ولا بتنجان اتصلت بالوزيرة عشان حرارتها مرتفعه في ثواني اتعملت مسحه بدون ظهور أعراض مخالفة للبروتوكول وتم استقبالها في مستشفي العزل وعمل مسحات للمخالطين
وبعد كل دا جاي تقول مخطط واخوان”.
لم تكن الأزمة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تلقي الفنانة رجاء الجداوي للعلاج، بل إن كثيرين أكدوا أن ما حصلت عليه الفنانة هو حق، لكن هذا الحق يجب أن يُعمم ليشمل الجميع دون استثناء (وعلى رأسهم الأطقم الطبية).
الدكتور علاء عوض، الأستاذ بمعهد تيودور بلهارس وزارة الصحة، انتقد ضياع حقوق الإطباء.. مؤكدًا أن حماية المجتمع تستلزم حماية الأطقم الطبية أولا، مشددًا على أنه أمر جوهري وضرورة ملحة في مواجهة وباء “كورونا”.
وقال عوض في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، الاثنين، “ماحدش طالب الأطباء بالاضراب، لا النقابة ولا أي طبيب قالوا كده، ولا حد يقدر يقول كده في الوضع الحالي، ومافيش أي خوف من ظهور الدعوة دي.. الخوف من إن الأطباء “تطفش”… أيوة، تطفش لما تلاقى طرق حمايتها مقفولة قدامها، وحقوقها ضايعة.. عشان نحمي المجتمع، لازم نحمى الأطقم الطبية ونوفر لهم الحق في العلاج والصحة والحياة.. من غير الأطقم دى ماحدش حيقدر يواجه الوباء.. الموضوع مش مجرد أغاني، وشعارات على شاكلة الجيش الأبيض وكلام من ده.. الموضوع بجد، وحماية الأطقم الطبية ضرورة ملحة وجزء جوهري من مواجهة الوباء … أفيقوا قبل فوات الأوان”.
وكان محمود عبد العظيم، طبيب النساء والتوليد بمستشفى المنيرة العام قد أعلن استقالته من وزارة الصحة والسكان.
وقال في نص استقالته التي تداولها الأطباء على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي: “ترسخ لدي يقين بأنه لا عصمة لنا ولا ثمن، وأن الوزارة لا تكتفي بتحميل أطبائها فشلها وسوء إدارتها ولكن تتقاعس حتى عن نجدتهم في حال سقوط أحدهم”.
وجاءت الاستقالة بعد الإعلان عن رحيل الطبيب الشاب وليد يحيى عبد الحليم، طبيب مقيم نساء بمستشفى المنيرة الذي يبلغ من العمر 32 عامًا.
بدورها أصدرت نقابة الأطباء بيانًا للتعليق على تزايد أعداد وفيات وإصابات الأطباء بكورونا، حذرت فيه من تزايد وتيرة الغضب بين صفوف الأطباء لعدم توفير الحماية لهم الأمر الذى سيؤثر سلبا على تقديم الرعاية الصحية.
وقال البيان إن النقابة تحذر من أن المنظومة الصحية قد تنهار تماما وقد تحدث كارثة صحية تصيب الوطن كله حال إستمرار هذا التقاعس والإهمال من جانب وزارة الصحة حيال الطواقم الطبية.
وذكرت النقابة في بيانها أن مواجهة جائحة وباء الكورونا هو واجب مهني ووطني يقوم به الأطباء وجميع أعضاء الطواقم الطبية بكل جدية وإخلاص وهم مستمرون فى أداء واجبهم دفاعا عن سلامة الوطن المواطنين.
وأضافت: “من نافلة القول أن هناك واجب على وزارة الصحة حيال هؤلاء الأطباء وأعضاء الطواقم الطبية الذين يضحون بأنفسهم ويتصدرون الصفوف دفاعا عن سلامة الوطن، ألا وهو ضرورة توفير الحماية لهم وسرعة علاج من يصاب بالمرض منهم”.
وتابعت النقابة: “لكن للأسف الشديد فقد تكررت حالات تقاعس وزارة الصحة عن القيام بواجبها فى حماية الأطباء، بداية من الإمتناع عن التحاليل المبكرة لإكتشاف أى إصابات بين أعضاء الطواقم الطبية، إلى التعنت فى إجراء المسحات للمخالطين منهم لحالات إيجابية، لنصل حتى إلى التقاعس فى سرعة توفير أماكن العلاج للمصابين منهم، حتى وصل عدد الشهداء إلى تسعة عشر طبيبا كان آخرهم الطبيب الشاب/ وليد يحيى الذى عانى من ذلك حتى استشهد، هذا بالإضافة لأكثر من ثلاثمائة وخمسون مصابا بين الأطباء فقط”.
وأضافت بيان النقابة أن نقابة الأطباء إذ تحمل وزارة الصحة المسئولية الكاملة لازدياد حالات الإصابة والوفيات بين الأطباء نتيجة تقاعسها وإهمالها فى حمايتهم، فإن النقابة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية والنقابية لحماية أرواح أعضاءها، وستلاحق جميع المتورطين عن هذا التقصير الذى يصل لدرجة جريمة القتل بالترك.
ودعت النقابة جموع الأطباء للتمسك بحقهم فى تنفيذ الإجراءات الضرورية قبل أن يبدأوا بالعمل، حيث أن العمل دون توافرها يعتبر جريمة فى حق الطبيب والمجتمع، وعلى الأخص الإجراءات الآتية:
أولا: توفير وسائل الوقاية الشخصية الكاملة.
ثانيا: تلقى التدريب الفعلى على التعامل مع حالات الكورونا سواء في مستشفيات الفرز أو العزل.
ثالثا: إجراء مسحات حال وجود أعراض أو حال مخالطة حالات إيجابية دون وسائل الحماية اللازمة.
رابعا: توفير المستلزمات والادوية اللازمة لأداء العمل، بحسب البيان.