“ميدل إيست آي” يسلط الضوء على الصراع الإعلامي بين مصريين وسعوديين: انتقادات “نادرة” للنموذج الاقتصادي المصري.. وردود فعل غاضبة
التقرير: انتقاد الاقتصاد المصري أثار ردود فعل غاضبة.. وأنصار السيسي اتهموا المحللين السعوديين بازدواجية المعايير والفشل في انتقاد حكومتهم
كتب – أحمد سلامة
سلط موقع “ميدل إيست آي” الضوء على حالة الشد والجذب بين الإعلاميين المصريين ونظرائهم السعوديين، والتي بدأت حدتها في التصاعد خلال الفترة الأخيرة، في ظل اتهامات متبادلة بين الجانبين حول سيطرة الجيش على الاقتصاد المصري من جانب والتدخلات السعودية في سياسات القاهرة من جانب آخر.
وقال الموقع “بدأ أكاديميون سعوديون بارزون في توجيه انتقادات (نادرة) للنموذج الاقتصادي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مما أثار رد فعل عنيفًا من أنصار الرئيس.. وفيما أصر السيسي على أن الحكومة تعرف أفضل وأن الأزمة هي نتيجة طبيعية لعوامل عالمية تؤثر على بقية العالم فإن عددا من الشخصيات العامة في الخليج تحدوا تطمينات السيسي وعبروا عن شكوكهم بشأن نموذجه الاقتصادي”.
ولفت الموقع إلى أنه حتى الإعلامي المصري عمرو أديب، المعروف بصلاته الوثيقة بالمسؤولين السعوديين، انتقد سياسات السيسي الاقتصادية وأدائه عبر برنامجه الذي يُذاع على قناة إم بي سي مصر الممولة سعوديًا، ثم انضم إليه الأكاديميون والمعلقون السعوديون المؤيدون للحكومة المؤيدون للحكومة، وذهبوا إلى حد انتقاد دور الجيش المصري في الاقتصاد بصراحة.
وأشار الموقع إلى أن السعودية تُعد من الحلفاء الرئيسيين للسيسي وداعميه الماليين منذ 2013.. مضيفة “جنبا إلى جنب مع الإمارات العربية المتحدة والكويت، ساعدت الرياض في الحفاظ على اقتصاد السيسي واقفا على قدميه، من خلال ودائع ومساعدات بمليارات الدولارات. تشير التقديرات إلى أن مصر تلقت 92 مليار دولار من دول الخليج منذ عام 2011”.
ويستكمل التقرير “قامت دول الخليج في وقت لاحق بتحويل الاستثمارات والاستحواذات على الأصول المملوكة للدولة المربحة في مصر بدلاً من الودائع في البنك المركزي، حيث كافحت القاهرة لسداد ديونها وتمويل اقتصادها المعتمد على الاستيراد، وبدأت بدلاً من ذلك في الإنفاق السخي على مشاريع عملاقة جديدة مع القليل من القيمة الاقتصادية”.
وأردف “أثار انتقاد الاقتصاد المصري ردود فعل غاضبة من أنصار السيسي، الذين يتهمون المحللين السعوديين بازدواجية المعايير والفشل في انتقاد حكومتهم بنفس القدر، ومع ذلك، جاء النقد الأكثر إدانة من الصحفي المصري الكبير وكاتب العمود، عبد الرازق توفيق، رئيس التحرير السابق لصحيفة الجمهورية المملوكة للدولة”.
ونبه التقرير إلى أنه “على الرغم من تعهد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر بدعم مصر بأكثر من 20 مليار دولار من الودائع والاستثمارات في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي أثارتها الحرب الروسية الأوكرانية، فإن معظم هذا الدعم لم يتحقق بعد، ومن المتوقع أن تفتح أحدث صفقة إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار بين القاهرة وصندوق النقد الدولي استثمارات من دول الخليج بقيمة 6.7 مليار دولار في السنوات المالية الثلاث المقبلة. يبقى أن نرى ما إذا كان سيتم الوفاء بهذه التعهدات. كان أحد شروط الصفقة هو تقليص بصمة الشركات المملوكة للجيش في الاقتصاد المصري”.
كما نبه إلى أن صفقة صندوق النقد الدولي هي الثالثة منذ وصول السيسي إلى السلطة، وجاءت الصفقات على خلفية نقص العملة الأجنبية وارتفاع الديون، حيث ارتفعت ديون مصر الخارجية من حوالي 40 مليار دولار في عام 2012 إلى ما يقرب من 155 مليار دولار في عام 2022، وفقد الجنيه المصري نصف قيمته منذ مارس من العام الماضي، حيث خفضت القاهرة قيمة العملة لتلبية متطلبات صندوق النقد الدولي.
ولفت التقرير إلى أنه “لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت تصريحات الكتاب السعوديين والمصريين تمثل تحولًا في الدعم السعودي للسيسي”.
واستشهد الموقع بأستاذ العلوم السياسية، خليل العناني، إذ قال في مقال سابق “في حين أن النظرية القائلة بأن دول الخليج ستتخلى عن نظام السيسي قد تبدو منطقية ، إلا أنها تظل تخمينية في نهاية المطاف”.. مضيفًا أنه “على الرغم من الإحباط والغضب تجاه السيسي بين أنصاره الخليجيين، فمن غير المرجح أن يتخلوا عنه، لأنه لا يزال يمثل رصيدًا ثمينًا من حيث حماية مصالحهم في مصر والمنطقة، استبدال السيسي يمكن أن يؤدي إلى حالة من الارتباك والفوضى التي من شأنها أن تؤثر سلبًا على المنطقة وتهدد في النهاية مصالحهم الخاصة. لصالح دول الخليج “.