مها عبد الناصر تُعلق على إقالة رئيس هيئة المترو: أطالب الجهات الرقابية بالتحقيق في واقعة رسومات محطة كلية البنات ومحاسبة أي فاسد
نفتقر منذ زمن طويل لمبدأ محاسبة المسؤول إذا أخطأ وأثمن وبشدة قرار إقالة رئيس الهيئة القومية للأنفاق
كتب: عبد الرحمن بدر
علقت الدكتورة مها عبد الناصر، عضوة مجلس النواب، على إقالة اللواء عصام عبدالقادر والي، رئيس هيئة مترو الأنفاق، وتكليفه بالعمل مستشارا لوزير النقل بديوان وزارة النقل.
وقالت النائبة، الأحد: نفتقر منذ زمن طويل لمبدأ محاسبة المسؤول إذا أخطأ، ولذا أثمن وبشدة قرار إقالة رئيس الهيئة القومية للأنفاق على خلفية رسومات كلية البنات إن صح ذلك.
وأضافت: أطالب كل الجهات الرقابية بالتحقيق في هذه الواقعة، ومحاسبة أي فاسد يثبت تورطه فيها، بعدما قرر الفريق المهندس كامل الوزير، وزير النقل، إقالة اللواء عصام والي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، بسبب أزمة لوحات محطة مترو كلية البنات بالخط الثالث للمترو، حسب قولها.
وكانت وزارة النقل قالت في بيان لها، الأحد، إن وزير النقل أصدر قرارا بتكليف اللواء عصام عبدالقادر والي، للعمل مستشارا لوزير النقل بديوان عام الوزارة، كما أصدر وزير النقل قرارا بتكليف اللواء شريف حسن محمد ليل، للقيام بمهام رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للأنفاق.
وأضاف بيان الوزارة أن ذلك يأتي في إطار ضخ دماء جديدة في قيادات هيئة الأنفاق في ظل المشروعات العملاقة الجاري تنفيذها مثل شبكة القطار الكهربائي السريع، واستكمال مراحل القطار الكهربائي الخفيف LRT، ومشروعي المونوريل واستكمال شبكة مترو الأنفاق وغيرها من المشروعات التي تخدم ملايين المواطنين يوميًا.
يشار إلى أنه شغلت فضيحة سرقة رسومات مترو كلية البنات الرأي العام في بداية الشهر الجاري، وتصدر اسم الفنانة التشيكيلية غادة والي، محركات البحث على مواقع التواصل عقب اتهامها بسرقة التصميم الخاص باللوحات الفنية المستخدمة في محطة مترو كلية البنات.
وتفجرت الأزمة بعدما علق الرسام الروسي جورجي كوراسوف، عبر حسابه الرسمي على الواقعة قائلا: تم استخدام لوحاتي في مترو أنفاق القاهرة بدون إذني وحتى ذكر اسمي!، وكشف الرسام الروسي عن انتظاره رد رسمي بشأن ماحدث في اللوحات.
بدورها قالت الهيئة القومية للأنفاق وشركة “آر. إيه. تي. بي” ديف للنقل كايرو، في بيان صحفي، إن الشركة المسؤولة عن تشغيل الخط الأخضر “الثالث”، تابعت عن كثب ما يدور على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية فيما يخص استخدام تصميمات فنية من أعمال فنان روسي في المشروع الثقافي داخل محطة كلية البنات في الخط الأخضر الثالث.
وأضاف البيان الصحفي، أنه تم التعاقد مع وكالة “أستوديو والي” للدعاية التابعة لغادة والي لإنشاء تصميمات فنية خاصة بالمشروع الثقافي بمحطات الخط الأخضر، وتم إدراج بند ملزم قانونيا ينص على أن شركة الدعاية هي المسؤولة الوحيدة عن تقديم تصميمات فنية أصلية، وفي حالة الاقتباس أو النسخ، يتعين عليها الحصول على موافقة قانونية رسمية من الفنانين القائمين على تلك الأعمال يخول استخدامها، وفقا لما هو متعارف ومعمول به مع جميع الفنانين.
وأوضح البيان: في مارس الماضي تم إنهاء العقد مع شركة الدعاية نظرا لأسباب أخرى تتعلق بإخلال في بعض بنود العقد والتنفيذ.
وقالت الهيئة القومية للأنفاق وشركة “آر. إيه. تي. بي” ديف للنقل كايرو إنهم لم يكونوا على دراية بأن تلك التصميمات مستوحاة بشكل غير قانوني من لوحات فنان روسي، وأنهم ضد أي تعدٍ على حقوق الملكية الفكرية بأي شكل.
وأكمل البيان: بناء عليه نقوم حاليا بدراسة الإجراءات القانونية المناسبة ضد شركة الدعاية لحفظ جميع الحقوق الخاصة بالهيئة القومية للأنفاق وشركة (اّر. إيه. تي. بي) ديف للنقل كايرو عند إثبات الادعاءات، وعليه سيتم تغيير التصميمات المقتبسة بشكل غير قانوني.
وقدمت الشركة اعتذارها للفنان التشكيلي الروسي “جورجي كوراسوف” وللجمهور عن تلك الحادثة، مؤكدين احترامهم الكامل لحقوق الملكية الفكرية للجميع داخل مصر وخارجها.
يذكر أن غادة والي من مواليد عام 1990 وتخرجت في الجامعة الألمانية، وتم تكريمها في منتدى شباب العالم بمصر، وتقديمها باعتبارها تم اختيارها من قبل مجلة فوربس العالمية لتكون من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم تحت سن الثلاثين خلال عام 2017، كما حصلت على عدد من الجوائز العالمية في مجال تصميم الجرافيك، وأصغر متحدثة عربية في تيد جلوبال 2017.
بدورها نشرت صفاء القباني، نقيب التشكيليين، عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك” بيانا قالت فيه إن المصممة غادة والي ليست عضو نقابة الفنانين التشكيليين ولم أتشرف بها ولا أعرفها”.
وتابعت القباني في بيانها تعليقا على أزمة غادة والي في اتهامها بسرقة لوحات الفنان الروسي جورجي كوراسوف قائلة ” إن ما حدث من استنساخ لأعمال فنان روسي دون تصريح منه، يعد تعدي عليه وعلى حقوق الملكية الفكرية، ولا يجوز أن يستخدم أحد أعمال أحد إلا بعد أخذ إذنه وكتابه اسمه مشاركا في العمل”.
وأكدت أن غادة والي ليست فنانة جداريات، وأن مصر لديها العديد من كبار الفنانين من أصحاب المدارس في التصوير الجداري، كما أشارت إلى الشباب الموهوبين في أقسام ديكور العمارة الداخلية والفنون التعبيرية.
وفي سياق متصل عقّب الفنان التشكيلي، وجيه وهبة، على الأزمة وقال في تصريحات لبنرامج «الحكاية»، للإعلامي عمرو أديب، إنه بالمقارنة بين الرسومات الموجودة بمحطة مترو كلية البنات ولوحات الفنان الروسي يمكن أن أقول إن ما قامت به المصممة غادة والي ليس تواردا للخواطر أو الأفكار، فاللوحات متطابقة وأتحفظ في الألفاظ على وصف ما حدث.
وتابع أنه يمكن للمصممة أن تقول إن الرسم مستوحى من أعمال الفنان الروسي بدلًا من نسب العمل الفني لها، لافتًا إلى أن المصممة اكتفت بتغيير بشرة الفتيات خلال الرسومات وتحويل ملابسهن للزي الفرعوني بخلاف الأعمال الأصلية، مشددًا على ضرورة تشكيل لجان فنية تتولى مسؤولية الإشراف على تزيين محطات المترو وفق رؤية فنية.