مها عبدالناصر: سكان الحي السادس والسابع بمدينة نصر يرفضون ترك منازلهم بأي شكل.. ومواطنون للنائبة: مش عايزين نعيش في أبراج
النائبة تلتقي بمجموعة من السكان: جميع المساكن التي تمت إزالتها متينة وليست بها مساكن آيلة للسقوط سوى مبنى واحد من 125 عمارة
ممثلون عن الأهالي لـ مها: نعيش طوال عمرنا في المنطقة وبها مدارس ومستشفيات وخدمات وتقريبا معظم المنطقة بها حالات نسب
مواطنون: تصالحنا على المخالفات لماذا الآن يريدون أن نترك بيوتنا؟.. مش عايزين نعيش في أبراج لأن ده مستوى اجتماعي مختلف عننا
كتبت- ليلى فريد
قالت النائبة مها عبدالناصر، عضوة مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إنها التقت بمجموعة من سكان الحي السادس والسابع بمدينة نصر بمقر الحزب لبحث مشكلاتهم، مؤكدة أن جميع المساكن التي تمت إزالتها متينة وليست بها مساكن آيلة للسقوط سوى مبنى واحد من 125 عمارة.
وتابعت مها عبدالناصر في بيان، الخميس، أن الأهالى يرفضون ترك منازلهم بأي شكل، مؤكدين أن بيوتهم قانونية، وتم دفع كافة المستحقات للمحافظة عليها فيما يخص المصالحات والتقنين.
وقال ممثلون عن أهالي الحي السادس والسابع، خلال اللقاء إنهم يعيشون طوال عمرهم فى هذه المناطق، وتوجد مدارس ومستشفيات وخدمات، وتقريبا معظم المنطقة بها حالات نسب لبعضهم.
وأكد الأهالي أن الحي به فئات كتيرة وهو منطقة تجارية، وكثير من المواطنين سيفقدون مصدر دخلهم، كما أن فكرة العودة لنفس المكان للسكن بعد التطوير أمر لا يمكن الثقة به.
وأشار المواطنون إلى أنهم تصالحوا على المخالفات، والدولة ملكتهم الشقق، متسائلين: لماذا الآن يريدون أن نترك بيوتنا؟!.
وتابع: “تم تعديل شبكة المياه والصرف ودفعنا مبالغ كبيرة، والآن يطلبون منا ترك بيوتنا!”.
وأضافوا أنهم لن يستطيعوا ترك بيوتهم أو استبدالها بمنازل أخرى تحتاج مصاريف إضافية من أسانسير، وخدمات إحنا ناس دخلنا مش كبير، مش عايزين نعيش في أبراج لأن ده مستوى اجتماعي مختلف عننا”.
وأكد المواطنون رغبتهم في تجميل منطقتهم من خلال تركيب إضاءة وتشجير وتنظيف للأسطح ولكن لايريدون ترك بيوتهم.
وقالت مها عبدالناصر، إن الشوارع يتم بها إنشاء خط المونوريل ولم يحدث شرخ في العمارات المحيطة وحالتها جيدة جدًا، مشيرة إلى أن هذه المساكن ملكيات خاصة ومالكيها لديهم عقود، وتم التصالح في المخالفات.
وأوضحت النائبة أنه تم عمل تجديدات للحي من خلال تجديد شبكة المياة ورصف الشوارع والأرصفة، متسائلة: لماذا يتم كل هذه التجديدات وفي نفس الوقت هناك مخطط لإزالتها؟ وما المعايير التي على أساسها يتم إزالة هذه الأحياء، وتهجير ما يقرب من 4500 شقة بها 30 ألف مواطن؟.
وتساءلت النائبة بشأن عمارات السوايسة التي تم تهجيرهم مسبقاً بسبب الحروب هل سيتم تهجيرهم مرة أخرى؟، لافتة إلى أن مالكي هذه العقارات يتمسكون بمنازلهم.
وفي وقت سابق أعلنت النائبة مها عبد الناصر، تقدمها بطلب إحاطة لكل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير الإسكان، ومحافظ القاهرة، ورئيسة حي شرق القاهرة، بشأن ما يتم تداوله بخصوص مخطط إزالة بلوكات الحي السادس والسابع بمدينة نصر.
وقالت النائبة في طلب الإحاطة إنه خلال الأيام القليلة الماضية تم نشر أخبار في أكثر من صحيفة مصرية عن نية محافظة القاهرة إزالة بلوكات الحي السادس بمدينة نصر، بالإضافة للقاء تم بين الأهالي ونائب المحافظ لشرق القاهرة تم فيه عرض بعض البدائل على سكان المنطقة.
واعتبرت النائبة أن هذا الأمر “مثير للدهشة والتعجب”، موضحة أننا انتقلنا إلى مرحلة إزالة أحياء بأكملها دون أى إطار معيارى تم الاتفاق عليه تحت مسمى التطوير، حيث أن منطقة بلوكات الحي السادس والحي السابع هي منطقة مخططة ومنظمة تم إنشائها فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وهي مناطق مصممة على أنماط سوفيتية كمساكن شعبية، مساحات المباني والفراغات بينها قياسية، بل هناك مساحات خضراء مفترضة، والحد الأقصى للارتفاع خمسة أدوار، وهذه المناطق هي أفضل تخطيطا من معظم مناطق القاهرة أصلا، وإذا تم اعتبارها غير مخططة فمن باب أولى أن يتم إزالة أحياء معظم محافظات مصر”.
وقدمت النائبة، في طلب الإحاطة، عدة تساؤلات
التساؤل الأول: هل الغرض من تلك الإزالات هو الاستفادة من منطقة حزام المصانع المتقادمة وأراضي الجيش الموازية لمنطقة الحي السادس والسابع وصولا إلى حدود محور المشير والتى تقابلها من الجانب الآخر “أب تاون كايرو”، مما يجعل الغرض الأساسي هو تأسيس نمط عمراني ذو طبيعة اجتماعية معينة لا يحتمل بجواره مساكن “تبدو شعبية” ويسكنها أبناء الطبقة الوسطى المصرية؟.
التساؤل الثانى: هل انتقلنا من مرحلة بيع الأراضي في الصحراء إلى مرحلة بيع العمران الحي في قلب المدينة، لاسيما وأن هذه المساكن لها ملكية شرعية وموثقة في حي سليم منظم؟.
التساؤل الثالث: ما هي الأزمة التي تستدعي الوصول إلى هذه المرحلة من الإزالات؟ هل لدينا مشكلة أمنية في هذه المنطقة مثلا؟.
وطالبت النائبة المسؤولين بالنظر إلى المواطنين المصريين الذين لا يمكن أن يعيشوا تحت شعور التهديد المستمر بالطرد والتشريد في أي لحظة وفي أى مكان بدون سبب واضح أو منطقى بداعي التطوير أو بأي داع آخر ودون تفسير مقنع.
وأضافت مها عبد الناصر أنه حتى في تطوير المناطق الخطرة في العشوائيات كان من أهم المعايير العالمية عدم اللجوء للتهجير أو الإخلاء إلا في أضيق الحدود و مع استحالة وجود أي بديل آخر.
وطالبت النائبة في ختام طلب الإحاطة بوقف أي إزالات في هذه المنطقة ودراسة كل البدائل المطروحة للتطوير والتجميل بدون اللجوء لإزالة المباني المستقرة في المنطقة.
كانت مصادر كشفت عن الخطة الحكومية لإزالة عقارات ومحال الحي السادس وأجزاء من الحي السابع في منطقة غرب بمدينة نصر، تمهيدا لدخولها ضمن مخطط تطوير، يستهدف بناء أبراج سكنية ومولات وطرق ومحاور جديدة.
وقالت المصادر لـ”درب” إن الخطة تتضمن تحويل المنطقة على غرار مشروع مثلث ماسبيرو في حي بولاق أبو العلا، عن طريق نزع ملكية المساكن مقابل تعويضات مبدئية للأهالي، تمهيدا لإعادة تخطيطها.
وأوضحت المصادر أن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية إبراهيم صابر، ورئيسة حي غرب مدينة نصر، ميرفت مطر، اجتمعا ظهر أمس، بعدد من أهالي المنطقة، لعرض الخطة التي تتضمن إزالة المنطقة من بداية من قسم ثان مدينة نصر وصولًا إلى محور جيهان السادات، بعد حصر ما يقارب 4500 وحدة سكنية ومحال، من المقرر إزالتها لتعارضها مع مشروع التطوير.
وقال نائب المحافظ خلال الاجتماع إنه من المقرر إنشاء منطقة عقارات حديثة وأبراج ومولات بديلة عن المساكن المخططة إزالتها بدعوى أنها آيلة للسقوط، وتشكل خطورة على قاطنيها، مع إنشاء طرق ومحاور جديدة لربط المنطقة بعدد من الطرق الرئيسية، للقضاء على التكدسات المرورية، بناء على توجيهات حكومية.
وأضاف أنه من المقرر تعويض الملاك وفقا لسعر المتر، الذي بلغ مبدئيا من 7 إلى 9 آلاف جنيه، فضلا عن توفير قيمة إيجار شقق بديلة للراغبين في العودة بعد الانتهاء من مخطط التطوير من الملاك، بناء على تقارير لجنة الفحص، وفقا للموقع والمساحة، أو النقل إلى جاردينيا سيتي كومباوند، على طريق السويس والطريق الدائري، وهو المشروع العقاري الذي أطلقه البنك الأهلي المصري وبنك مصر.
كما عرض صابر بناء محال جديدة في المنطقة بعد تطويرها للراغبين في العودة من أصحاب المحال المقررة إزالتها، أو صرف تعويضات مالية لهم بقيمة 21 ألف جنيه للمتر، أو توفير محال لهم في مناطق أخرى، مع تسهيل إجراءات الترخيص.
ولم يحدد نائب المحافظ ورئيسة الحي قيمة الإيجار المزمع تقديمها للأهالي المقترح نقلهم إلى حين انتهاء خطة التطوير، كما لم يتم تحديد مصير مؤجري المساكن والمحال في منطقة الحي السادس بعد تنفيذ المخطط، الذي يستهدف إزالة ما يقارب 125 بلوك سكنيا، وفق لتصريحات المسؤولين.
وأكدت المصادر أن الاجتماع انتهى دون اتفاق نهائي، حيث أوضح نائب المحافظ أن قيمة التعويضات مبدئية إلى حين تحديدا رسميا، في الوقت الذي رفض الأهالي من حاضري الاجتماع الخطة الحكومية، مؤكدين تمسكهم بالبقاء في المنطقة، ورفضهم التعويضات أو النقل.