من القاهرة| توقيع اتفاق ثلاثي لإسالة “الغاز الإسرائيلي” في مصر وتصديره لأوروبا.. ورئيس حكومة الاحتلال: سابقة تاريخية
توقيع الاتفاق بحضور وزيرة الطاقة بحكومة الاحتلال ورئيسة المفوضية الأوروبية.. والحرار: نمضي في طريق جديد من الشراكة
رئيسة المفوضية الأوروبية: ندعم تحول القاهرة لمركز إقليمي لتداول الطاقة.. ووفرنا لها 100 مليون يورو لمواجهة أزمة الأسعار والغذاء
السيسي: نتطلع لنقلة هائلة في مسارات التعاون والشراكة مع الاتحاد الأوروبي.. ونوحد قوانا للمساعدة في حماية العالم
وكالات
وقعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم الأربعاء، اتفاقا ثلاثيا بين الاتحاد الأوروبي ومصر وإسرائيل بهدف إسالة الغاز الإسرائيلي في مصر ونقله إلى أوروبا، كجزء من الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لتقليص اعتماده على واردات الغاز الروسية.
وتم توقيع الاتفاق في القاهرة، بحضور وزير الطاقة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي كارين الحرار، على هامش الاجتماع السابع لمنتدى غاز المتوسط.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية دعم تحول مصر إلى مقر إقليمي لتداول الطاقة، مشيرة إلى أن أوروبا ملتزمة بشراكة قوية مع مصر في جميع المجالات.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة، اليوم الأربعاء، إن مصر شريك موثوق للاتحاد الأوروبي فيما يخص الطاقة.
وأضافت أن مصر لديها الإمكانيات لكي تكون رائدة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وكشفت عن توفير 100 مليون يورو لمصر لمواجهة أزمة الأسعار والغذاء.
وبدوره، قال السيسي، إن زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية، إلى القاهرة تأتي في إطار الزخم المكثف الذي تشهده العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي في الفترة الأخيرة.
كما أشار إلى أهمية الاتحاد الأوروبي كقوة اقتصادية وأساسية على الساحة الدولية، تربطها بمصر علاقات وروابط اقتصادية وسياسية عديدة، وأكدت المسؤولة الأوروبية “سوف نوحد قوانا للمساعدة في حماية العالم من أزمة غذاء كبرى”.
ورحب السيسي بقرب اعتماد وثيقة الأولويات المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي حتى عام 2027، في سبيل تعزيز وتعميق علاقات الشراكة خلال السنوات المقبلة، من أجل وضع الأساس لنقلة هائلة في التنسيق المؤسسي في جميع مسارات التعاون والقطاعات ويحقق الفائدة المشتركة للجانبين.
وأوضح أن مباحثات اليوم، شهدت تركيزا خاصا على سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة سواء في الغاز الطبيعي أو الربط الكهربائي، فضلا عن تعزيز التعاون في عدد من القطاعات ذات الأولوية؛ ومن بينها أمن الغذاء والأمن الرقمي والنقل الكهربائي والزراعة والري الحديث، وتصنيع اللقاحات وتشجيع الشركات الأوروبية على ضخ المزيد من الاستثمارات لمصر.
وقالت وزيرة الطاقة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، خلال كلمة في منتدى شرق المتوسط بالقاهرة، أنه “تم توقيع مذكرة تفاهم مع القاهرة تسمح بتصدير الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي عبر مصر”.
وأضافت أن “مصر وإسرائيل التزمتا بتبادل الغاز مع أوروبا لمواجهة أزمة الطاقة العالمية”، متابعة: “توقيع هذا الاتفاق مع مصر يؤكد أننا نمضي في طريق جديد من الشراكة”.
ومن المتوقع “إرسال الغاز الإسرائيلي إلى مصانع تسييل في مصر ثم شحنه شمالا إلى السوق الأوروبية”، وفق صحيفة “جيروزاليم بوست”، العبرية.
ورحب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، بالاتفاقية، وعلق عبر حسابه على “تويتر”، قائلا: “في سابقة تاريخية، ستتعاون إسرائيل مع مصر والاتحاد الأوروبي لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي”، وأضاف نحن فخورون بالمساهمة في أمن الطاقة العالمي ومستقبل أكثر استدامة”.
وبحث مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أمس، التعاون في تصدير الغاز الطبيعي من الأراضي المحتلة عبر مصر إلى أوروبا.
وقال بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: “التقى نفتالي بينيت في مكتبه بالقدس برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مساء الثلاثاء 14 يونيو. عرض خلالها رئيس الوزراء إجراءات إيران في المنطقة ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد النظام الإيراني”.
وأضاف البيان “بينيت وافق على طلب رئيسة المفوضية الأوروبية للتعاون في مجال تصدير الغاز الطبيعي عبر مصر إلى أوروبا، وناقشا تعزيز العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، وأعادا التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون في مجالات الابتكار والتغير المناخي والاستدامة البيئية والعديد من المجالات الأخرى”.
وكان بينيت، قد بحث مع نظيره الإيطالي ماريو دراجي، الثلاثاء، سبل التعاون في مجال الطاقة، وإمكانية تصدير الغاز من إسرائيل إلى أوروبا عبر مصر.
وفي الآونة الأخيرة، تزايد اهتمام أوروبا بإمكانية استيراد الغاز الإسرائيلي بعد تحويله إلى غاز مسال في مصر في إطار تنويع مصادر الطاقة.
والشهر الماضي، صرح سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر، كريستيان برجر، بأن “الاتحاد يتفاوض مع كل من مصر وإسرائيل للتعاون في تصدير الغاز إلى دول القارة”.
وأضاف برجر وقتها لموقع “الطاقة” أنه “من المتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي قريبا جدا”، لافتا إلى أن “المفاوضات تتركز على جلب الغاز الطبيعي من إسرائيل، وتحويله إلى غاز مُسال، ثم تصديره إلى أوروبا”.