منى مينا تكتب عن الأطقم الطبية في زمن كورونا وتحاليل «بي سي أر»: نحتاج لمستشفيات عزل جديدة
إذا كانت كل التوصيات العلمية تركز إن توفير كميات كبيرة من التحاليل هي الأساس في تقصي وجود الوباء ومحاصرته، يصبح التقليل والصعوبة الشديدة التي نراها في عمل التحاليل باب يسمح بإنتشار غير مرصود وخطير للفيروس، زيادة القدرة على عمل التحليل ومحاصرة الفيروس شئ أساسي جدا حاليا، حقيقي أن زيادة إجراء التحاليل سترفع بالتأكيد أرقام المصابين، ولكنها ستمكننا من رصد الحالات مبكرا وبالتالي ستقلل أعداد الوفيات وستساعد في محاصرة المرض في أسرع وقت ممكن .
ولنا في السعودية مثال حيث أدى توسعهم في التحليل وتتبع العدوى، لتصدرهم للعالم العربي أكثر من 30 ألف حالة إصابة، وكن الوفيات قليلة جدا (200 وفاة حتى الأمس) بأقل معدل عالمي للوفيات (حوالي 0.6 %)
وطبعا نحتاج لعناية خاصة بسرعة توفير تحليل (بي سي أر)
للفرق الطبية، لمن تقرر البرتكولات ضرورة خضوعة للفحص (المخالطين لحالات ايجابية دون حماية كافية)، وللأطقم الطبية قبل مغادرة مستشفيات العزل، حيث أن “التقتيرالشديد” في هذا الاحتياج الهام والضروري، لن تكون له نتيجة سوى تساقط أعضاء الفريق الطبي، وتحميلهم برعب شديد من نقل العدوى لأهلهم، وكأنهم لا يتحملون بالفعل ضغوط رهيبة أخرى !!!!
*توفير المزيد من مستشفيات العزل
خططت وزارة الصحة منذ بدء الازمة لامكانية توفير 30 مستشفى لتكون مستشفيات عزل للحالات المصابة، على أن يتم بدء تشغيل المستشفيات بالتدريج تبعا للاحتياج، أعتقد أننا -تبعا لبيانات وزارة الصحة- لم نستخدم منهم سوى 17 مستشفى، مهم يكون في زيادة في مستشفيات العزل حاليا، لان التكدس في مستشفيات العزل يصعب جدا إجراءات مكافحة العدوى، وطبعا من غير الملائم تحويل مستشفيات الحميات والصدر لمستشفيات عزل .. لماذا ؟؟؟ لأن مستشفيات الحميات والصدر تبعا تبعا لخطة الوزارة المعلنة مستشفيات فرز، لها دور مهم حيث يتم فيها أخذ المسحات والتحليل للمريض، وعزله مؤقتا لحين ظهور نتيجة التحليل وتوزيعه على إحدى مستشفيات العزل لو كان إيجابي، وهذه المرحلة تأخذ وقت يصل أحيانا إلى 48 ساعة أو 72 ساعة أو أكثر لأن البرتكولات الطبية تقتضي أحيانا إعادة التحليل مع استمرار العزل، لذلك فهذه المستشفيات محملة فعلا بدرجة عالية جدا، فكيف يمكن أن تتحول هذه المستشفيات لمستشفيات عزل ؟؟؟ لا يمكن أن تكفي طاقتها الاستيعابية لحجز الحالات التي مازالت تخضع للتحليل والتشخيص، وفي نفس الوقت لعزل الحالات المؤكدة الإصابة، لذلك نحتاج لفتح مستشفيات عزل جديدة بعيدا عن مستشفيات الحميات والصدر التي تقوم بدو هام جدا في الفرز والتشخيص.
* توفير أماكن العزل الغير علاجية للحالات المؤكدة الإصابة بالفيروس ولكنها دون أعراض مرضية، وبالتالي هي حالات تحتاج فقط لمكان للعزل حتى لا يساعد بقاؤها في المنازل في المزيد من نشر العدوى، وهذه الأماكن تحتاج لاشراف طبي بسيط، فقط لتحويل أ] من تبدأ عنده أي مظاهر مرضية للمستشفيات، ولإخراج من تتحول تحليلاته للسلبية، أي يصبح غير حامل للعدوى .
أيضا هذا جزء مهم من خطة وزارة الصحة، نحتاج فقط للتوسع في تطبيقه، مع التأكد من أن تكون هذه الأماكن لائقة للإقامة، وذلك لتخفيف الضغط على مستشفيات العزل التي يجب أن تتفرغ لتقديم الرعاية الطبية للمرضى المحتاجين لرعاية، لذلك يجب التوسع في استخدام المدن الجامعية ونزل الشباب والفنادق في هذا الدور .
لعل هذا دور مهم جدا للفنادق حاليا، على أن يتم تعويض اصحاب الفنادق من الدولة بشكل نسبي، هذا التعويض ممكن من الميزانية التي رصدتها الدولة بالفعل لدعم وتعويض قطاع السياحة من تضرراته في أزمة كورونا، هذا الدور للفنادق أهم بكثير حاليا من البدء في الفتح للسياحة الداخلية، خصوصا وأنه من الخطرجدا حاليا – مع صعود حالات الاصابة- السماح بالسياحة الداخلية، وتخفيف الإجراءات الإحترازية، بدلا من التخطيط للمزيد من إجراءات محاصرة الفيروس و استيعاب الأعداد المتزايدة للإصابة .