مقعد فارغ على مائدة الإفطار| أسرة أحمد دومة: عاشر رمضان متصل يكون بيتنا ناقص واحد
كتب- محمود هاشم:
ما أصعب الانتظار على السجناء والمحبوسين، وما أقساه على ذويهم الذين يعيشون على أمل خروج ذويهم بعد أشهر وسنوات من المعاناة في غيابهم، بينما يأتي شهر رمضان وتتوق إليهم مقاعدهم الفارغة على موائد أسرهم، لتعود معها البهجة الغائبة، في الوقت الذي تنشغل الأيدي بالابتهال لعودتهم، وإعداد وجبات الإفطار لتسليمها لهم بوجوه تكسوها الحسرة، في أقرب زيارة لها خلف القضبان.
جددت أسرة الناشط أحمد دومة السلطات المسؤولة الإفراج عنه، كاشفة عن عرضه لانتهاكات داخل محبسه، من بينها منع عرضه على طبيب، ومنعه من أدوية القلب، وإخفاء خطاباته في آخر زيارات.
وكتبت أسرة دومة، عبر صفحته على “فيسبوك”، اليوم الخميس 23 مارس 2023: “عاشر رمضان متصل يكون بيتنا ناقص واحد”.
والثلاثاء الماضي 23 مارس 2023، كتبت أسرة دومة عن تفاصيل زيارتها الأخيرة له، حيث أبلغها باستمرار تعرضه لانتهاكات داخل محبسه، من بينها منع عرضه على الطبيب لمنع عمل تحاليل وأشعة على الكلى التي طلبها طبيب سجن مزرعة طرة منذ 10 أشهر، فضلا عن الأشعة المطلوبة للفقرات والكتف، وغيرها.
وأضافت: “أحمد طلب من إدارة السجن علاج القلب الذي يتناوله نتيجة مشكلة عدم انتظام ضربات القلب، والإدارة أبلغته بعدم وجوده، على الرغم من أننا وضعناه في الأمانات منذ بداية الشهر الحالي”.
وأوضحت صفحة دومة أن الأسرة اكتشفت سرقة الخطابات المرسلة منه لأهله والمرسلة من أهله إليه وقت مراجعتها من الأمن الوطني في آخر 4 زيارات، في الوقت الذي ظهرت عليه أعراض جلطة في أثناء تريضه مؤخرا.
وتابعت: “كيف تحدث كل هذه الانتهاكات في أشياء أساسية وبديهية، في الوقت الذي نتحدث فيه عن المطالبة بخروجه، أحمد كرر تاني كلامه اللي يقول أحمد هيخرج قريب قولوا له لو فضل عايش لوقتها أصلا”.
يذكر أن دومة في الحبس منذ عام 2013، ففي ديسمبر 2013، ألقت قوات الأمن القبض عليه، على خلفية تواجده بمحيط محكمة عابدين أثناء تظاهرة مناهضة لقانون التظاهر سيء السمعة.
وواجه دومة عددا من التهم وصدر ضده حكم بالسجن 3 سنوات، والخضوع لمراقبة الشرطة 3 سنوات أخرى.
وفي عام 2015، حكم عليه فيها بالسجن المؤبد والغرامة 17 مليون جنيه بين آخرين، في القضية التي عرفت إعلاميا بـ”أحداث مجلس الوزراء 2012″، وطعن محاموه على الحكم الصادر من محكمة الجنايات وفي أعادة المحاكمة، تم تخفيف الحكم للسجن 15 عاماً وتغريمه 6 مليون جنيه، وهو ما أيدته محكمة النقض في عام 2020.
وتدهورت الحالة الصحية لدومة بشكل مطرد بسبب حبسه في زنزانة انفرادية لسنوات، وهو الآن يعاني من أمراض مزمنة من بينها تآكل في مفصلي الركبة، والتهاب مزمن بالأعصاب، وانزلاق والتواء بفقرات الظهر والرقبة، فضلا عن معاناته من اكتئاب ونوبات قلق حادة، وخشونة في مفصل الكتف، ونوبات صداع نصفي حادة، واضطراب في النبض، واضطراب في ضغط الدم، وغيرها.