مقعد خال على مائدة رمضان| زوجة الصحفي المحبوس السيد شحتة: أفسر إزاي لبناته أنهم هيفطروا من غيره؟ معادوش مصدقين أنه مسافر
لمياء: ابنة سيد الصغرى مش فاكرة ملامحه ومش عارفين نفرح في رمضان من غيره.. مين هينزل مع البنات يشوفوا المسحراتي ويشتري لهم لبس العيد؟
كتب- محمود هاشم:
الانتظار هو الحياة والموت، لكن ما أصعبه على أهالي المحبوسين، الذين يعيشون على أمل انتظار ذويهم بعد أشهر من المعاناة من غيابهم، يأتي شهر رمضان وتتوق مقاعدهم الفارغة على موائد أسرهم إلى عودتهم، لتعود معها البهجة الغائبة منذ دخولهم الزنازين.
“أصعب رمضان هيمر علينا، مش قادرين نفرح، تيا السيد شحتة – التي تبلغ من العمر سنة وشهران – مش فاكرة ملامح والدها لأنها لم تره منذ 8 أشهر، لجين وإلين معادوش مصدقين إنه مسافر، إزاى مسافر ومش بيتصل بينا، وإزاي هان عليه يسبنا ده كله من غير ما ييجي من السفر حتى زيارة، وهو اللي عمره ما فارقنا قبل كده، ووالدته حالتها النفسية والصحية سيئة جدا”.
بنبرة يكسوها الأسى من طول انتظار عودته، عبرت الدكتورة لمياء الهادي عن معاناتها وأسرة زوجها مدير تحرير صحيفة “اليوم السابع” المحبوس احتياطيا السيد شحتة، آملة في صدور قرار بالإفراج عنه قريبا وعودته إلى أحضان أسرته في شهر رمضان.
تضيف لمياء، في رسالة إلى زوجها عبر “درب”: “مدة الزيارة دقائق معدودة، بالكاد بعرف أحدد ملامحه من ورا أكثر من سياج من الحديد، محبوس مع 39 شخصا في غرفة صغيرة فى حجز قسم شرطة، بالكاد بيلاقى حيز ينام فيه”.
تتعجب زوجة شحنة من حجم التهم الموجهة إليه، التي تؤكد تناقضها تماما مع توجهاته التي لم تحمل يوما أي توجه للعنف أو التحريض: “مش قادرين نحدد فين الأخبار الكاذبة اللى نشرها فى ظل أنه بيعمل فى جريدة اليوم السابع منذ أكثر من 10 سنوات قضاها على حسب كلامهم مثال المهنية والالتزام، لا يوجد على صفحته على فيسبوك سوى مقالاته المنشورة على الموقع”.
تتساءل: “أفسر ازاى للجين وإلين أنهم هيفطروا لوحدهم من غير والدهم، ومش هينزل معاهم يشوفوا المسحراتي، ومش هيشترى معاهم لبس العيد، إزاى في رمضان الناس كلها بتتجمع وهما مش عارفين حتى يشوفوا والدهم، معاناة وألم صعب حد يتخيلها”، مستكملة: “صعب جدا علينا نقضى رمضان من غيرك ومفتقدينك جدا بس أملنا فى ربنا كبير أنك تكون معانا قريبا”.
في رسالة سابقة لموقع “درب”، قالت فايزة عبدالحميد والدة شحتة: “فرحتنا مؤجلة وألغينا جميع المناسبات من قاموس حياتنا اليومية لحين عودته إلينا، لا يمكن لاحد أن يشعر بكم الألم النفسي الذي نعيشه في ظل أسئلة بناته المتواصلة عن موعد عودته”.
وأضافت: “أتمنى أن يصل صوتي، كأم مريضة لم يعد لديها أي حلم في الحياة سوى عودة ابنها الغائب، إلى الجهات المختصة وإلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن يتم إطلاق سراح السيد شحتة قبل شهر رمضان المبارك”.
وقالت إن السيد حالته النفسية سيئة للغاية، حيث لم ير بناته الصغيرات منذ أكثر من 7 أشهر، وشددت على أنه لم يكتب أبدا حرفا مسيئا أو خبرا كاذبا، كما أنه معروف بين زملائه بمهنيته وحبه لبلده.
وتابعت: “الحياة توقفت عند تاريخ 30 أغسطس الماضي، وهو اليوم الذي تم فيه القبض على السيد، بينما كان في عزل منزلي لإصابته بكورونا”.
هيئة الدفاع عن شحتة كانت ناشدت الجهات المختصة مؤخرا الإفراج عنه بكفالة مالية أو بتدابير احترازية أو بضمان محل الإقامة بسبب حالته الصحية والنفسية.
وبدأ شحتة شهره الثامن في الحبس الاحتياطي بتهمة نشر أخبار كاذبة، فيما تمر الدقائق والثواني بطيئة للغاية وشديدة الوطأة على أسرته التي تترقب كغيرها من أسر المحبوسين أي بصيص أمل يعيده إليها في أقرب وقت.
وبحسب زوجته، ألقت قوات الأمن القبض على مدير التحرير بموقع “اليوم السابع” في 30 أغسطس 2020، رغم وجوده وقتها في عزل منزلي لإصابته بفيروس كورونا، وبعد 24 ساعة من القبض عليه، تدهورت حالته وتم نقله للعناية المركزة، وظل في المستشفى قرابة 55 يوما، ثم تم عرضه على نيابة أمن الدولة العليا في 24 أكتوبر.
وقررت نيابة أمن الدولة العليا حبسه على ذمة القضية رقم 864 لسنة 2020 أمن دولة عليا، مع زميلين آخرين باليوم السابع، وهما الصحفي هاني جريشة، والصحفي عصام عابدين، ومنذ ذلك الحين وهم رهن الحبس الاحتياطي، باتهامات “نشر أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها”.