مقال يدعو لاستعراض “القوى الساحقة” ضد المتظاهرين يتسبب في استقالة محرر في “نيويورك تايمز”.. والصحيفة تعتذر
أثار مقال رأي نُشر في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية جدلا كبيراً بين القراء، وبين العاملين بالصحيفة نفسها، ما أدى في نهاية المطاف إلى استقالة المحرر بعد أن وقّع نحو 800 موظف في الصحيفة عريضة احتجاج على نشر المقال.
استقال جيمس بينيت مُحرّر صفحة الرأي في جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عقب جدل على الإنترنت بسبب نشر مقال للرأي أثار جدلا واسعا بين القراء وصحفيي الصحيفة.
ونشر مقال الرأي هذا في الثالث من الشهر الجاري، وكان قد كتبه توم كوتون عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أركنساس ودعا فيه إلى “استعراض للقوة الساحقة” من أجل “إعادة النظام إلى الشوارع”، ضمن تصوره لمواجهة المظاهرات التي عمّت الولايات لمتحدة عقب وفاة جورج فلويد بسبب عنف الشرطة.
وبرزت احتجاجات من داخل الجريدة وخارجها على المقال خاصة تجاه موقف المحرر الذي اعتبره نموذجاً لالتزام الصحيفة بالتنوّع الإيديولوجي.
لكن في نهاية المطاف تقدم المحرر الذي يعمل في “نيويورك تايمز” منذ مايو/أيار 2016، باستقالته بعد أن وقّع نحو 800 موظف في الصحيفة عريضة احتجاج على نشر المقال، وغرّد كثير منهم على تويتر رسالة تقول إنّ “نشر ذلك يضع موظّفي نيويورك تايمز السود في خطر”.
وبعد نشر المقال كان المحرر قد حصر على دعم ناشر الجريدة آي. جاي. سالزبرغر، لكنّ الأخير تراجع عن موقفه لاحقاً موضحا أن المقال لا يتطابق مع معايير النشر في الصحيفة.
وقالت الصحيفة في اعتذار نشر يوم الخميس “بعد النشر، تعرض المقال لانتقادات شديدة من العديد من القراء (والعديد من الزملاء في التايمز)، مما دفع المحررين إلى مراجعة المقال وعملية التحرير”. وأضافت أنه “استناداً إلى هذه المراجعة، خلصنا إلى أن المقال لم يرق إلى مستوى معاييرنا وكان يجب عدم نشره”.
ووصفت الصحيفة عملية التحرير بأنها “متعجلة ومشوَّهة”، مشيرة إلى أن كبار المحررين لم يشاركوا في الموضوع بشكل كافٍ.
وفي بيان صدر أمس الأحد، ونقل عن ناشر الصحيفة قوله في مذكرة موجّهة إلى الموظّفين “اتّفقنا جيمس وأنا على أنّ الأمر يتطلّب فريقاً جديداً لقيادة القسم (الصفحة) خلال فترة من التغيير الكبير”.