معهد جنيف:٥٠% من أطفال التوحد في العالم لا يتلقون المساعدة.. والدفع لجعلهم فاعلين في بناء المستقبل مسئوليتنا جميعا
المعهد في اليوم العالمي للتوعية بالتوحُّد: حصولهم على التقنيات المساعدة بأسعار معقولة شرط أساسي لممارسة حقوقهم الإنسانية
كتبت – حنان فكري:
دعا معهد جنيف لحقوق الإنسان كل دول العالم أن تدفع بكل إمكانياتها لجعل أطفال التوحُّد عناصر فعّالة في بناء المستقبل، وخصّ المعهد دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي شهدت أو تشهد بعضها صراعات أو اضطرابات سياسية أو أمنية برسالة جهيرة ألّا يدفع ثمن هذه الاضطرابات أطفال التوحُّد بالإهمال، أو الحرمان ممّا يجب أن يتمتّعوا به.
تأتي دعوة المعهد في الثاني من أبريل وهو اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحُّد، حيث يلتئم – طبقا لرسالة المعهد في بيان اصدره اليوم – عالم الإنسانية في مظهر شعاره (الإنسان كائن متّحد يزدان بالمساواة والعدالة)، والذي يتزامن هذا العام مع وقت يشهد فيه العالم أسوأ أزمة صحية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 75 عاما. بتفشي جائحة كورونا.
وطالب معهد جنيف لحقوق الإنسان، كل الدّول المنضوية تحت عباءة الأمم المتّحدة بالعمل على تحقيق إستراتيجية الأمين العام، بالتركيزعلى الاستفادة من استخدام التقنيات المساعدة للأشخاص المصابين بمرض التوحُّد بوصف تلك التقنيات أدوات في إزالة الحواجز التي تحول دون مشاركاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الكاملة في المجتمع، وفي تعزيز المساواة والإنصاف والشمول.
وأكد المعهد: أن الأطفال المصابين بمرض التوحُّد موجودون في كل مكان في العالم ومتطلباتهم مشتركة لا تتأثر بحدود أو عادات أو تقاليد بيئة إنسانية خاصة، لذلك ينبغي أن تعمل كل المجتمعات على رفع شأنهم وبخاصة الدول التي شهدت أو تشهد اضطرابات سياسية أو صراعات كما هو الحال في بعض دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حتى لا يكون الأطفال المصابون بمرض التوحُّد ضحية هذه الاضطرابات وعلى تلك الدول أن توفّر لهم الرعاية الخاصة والأمن والاستقرار وتكنولوجيا التعليم المناسبة.
وقال معهد جنيف لحقوق الانسان بسويسرا في بيانه اليوم: انّ حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة — بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من مرض التوحُّد — على النحو المنصوص عليه في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.مصونة
وظلت الجمعية العامة للأمم المتحدة في سعيها الحثيث من أجل الإنسانية تدعو كل الشعوب للاهتمام بمرضى التوحد
وتابع البيان :عندما تبنّى زعماء العالم خطة التنمية المستدامة لعام 2030، أعاد المجتمع الدولي من جديد تأكيد التزامه القوي بالتنمية الشاملة المستدامة التي في متناول الجميع، وتعهّدوا بألّا يتخلّف أحد عن الركب. وفي هذا السياق، تغدو مشاركة الأشخاص المصابين بالتوحُّد — بوصفهم فاعلين في تحقيق التنمية المستدامة ومستفيدين منها — ضرورة.
وأضاف المعهد فى ببانه : إن الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحُّد يتضمّن من قيم العدالة ما يجعل الأطفال ذوي الإعاقة مع رصفائهم من بني الإنسان في درجة واحدة لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. بل أفردت لهم جرعات إضافية من الصحّة والتعليم تلبّي حاجاتهم، ففي الاحتفال بهذا اليوم قيمة مضافة لشريحة مهمّة في مجتمع الإنسانية، من خلاله ترسل تنبيهات وإشعار لأصحاب الضمير الإنساني الحيّ أن يوفّروا كل ما يتطلبه أطفال التوحُّد من معينات ووسائل تعليمية ومدارس خاصة مزودة بالتقنيات الحديثة حتى يُخلق منهم مساهمون في نهضة المجتمع الإنساني والتنمية المستدامة، وهذا تحقّقه المعرفة والدراية المكتسبة والتنوير والتبصير الذي بموجبه يُرى الإنسان إنساناً بغضّ النظر عن نوعه أو شكله. فالحصول على التقنيات المساعدة بأسعار معقولة هو شرط أساسي في تمكين الأشخاص المصابين بمرض التوحُّد من ممارسة حقوقهم الإنسانية الأساسية والمشاركة الكاملة في حياة مجتمعاتهم، مما يحقق أهداف التنمية المستدامة من خلال التخفيف من أثر الحواجز القائمة التي تحول دون وقوع تلك المشاركة على قدم المساواة مع الآخرين بفضل التكنولوجيا المساعدة. ومن المؤسف أنه لم تزل هناك عقبات كبيرة منها الكلفة الباهظة ، ونقص المتاح من تلك التكنولوجيات وضعف الوعي بها وبإمكاناتها والتدريب عليها، كما تشير البيانات المتاحة إلى أن أكثر من 50% من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى أجهزة مساعدة في العديد من البلدان النامية لا يستطيعون الحصول عليها.