معاناة إضافية.. مخاطر صحية تهدد نساء غزة بسبب غياب مستلزمات العناية الشخصية وعدم القدرة على الاستحمام لأسابيع
وفا
قالت منظمة “أكشن إيد” الدولية، إن النساء في قطاع غزة يعانين معاناة إضافية في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعانيها سكان قطاع غزة بشكل عام، من حيث عدم توفر مستلزمات العناية الشخصية، وعدم القدرة على الاستحمام لأسابيع.
وأوضحت المؤسسة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن النساء والفتيات في غزة يلجأن إلى طرق غير آمنة للتعامل مع الدورة الشهرية وسط نقص حاد في مستلزمات العناية الشخصية، إذ يقطعن قطعًا صغيرة من الخيام التي يعتمدن عليها للاحتماء من البرد والمطر، لاستخدامها كبديل لتلك المستلزمات، ما يعرضهن لخطر الإصابة بالعدوى، في وقت يتسبب فيه نقص المياه بعدم القدرة على الاستحمام أو الحفاظ على النظافة.
كما لا تتمكن النساء والفتيات في فترات الدورة الشهرية، وفق المؤسسة الدولية، من غسل أنفسهن والمحافظة على النظافة بسبب نقص الصابون أيضا، واضطرار العديد منهن إلى استخدام منتجات الدورة الشهرية أو بدائلها لفترة أطول من الفترة المخصصة لها لاستخدامها بشكل آمن، ما يشكل خطراً على صحتهن.
ولا يعمل حاليا سوى خط واحد فقط من خطوط أنابيب المياه الثلاثة، ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، لا يحصل الناس إلا على ما متوسطه 1.5 إلى 2 لتر من المياه يوميا، وهو أقل من المعايير الموصى بها عالميا لبقائهم الأساسي، وأقل بكثير من الحد الأدنى البالغ 15 لترا المطلوب للشخص الواحد يوميا لتغطية جميع الاحتياجات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي.
وتستضيف مدينة رفح حالياً أكثر من مليون نازح -أي أكثر من أربعة أضعاف عدد سكانها المعتاد- في ظروف مكتظة للغاية، فلا توجد خصوصية، وتتشكل طوابير طويلة للغاية للحصول على المراحيض، حيث تقدر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” أن كل 486 شخصا يتشاركون مرحاضا واحدا في ملاجئها برفح.
وأوضحت “آكشن إيد” أنها تواصل دعم توزيع مستلزمات النظافة وحقائب الكرامة للنساء، وبناء 60 وحدة صحية تشمل مراحيض وحمامات للاستحمام في رفح، ما سيوفر للنساء والفتيات مساحة خاصة وآمنة.
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين رهام جعفري، “لنتخيل أن النساء يضطررن إلى التعامل مع الدورة الشهرية دون منتجات العناية الشخصية أو ورق التواليت أو الصابون. لا تتوفر الإمكانية لدى النساء للاستحمام، وكل ذلك بينما يعشن مع أشخاص آخرين دون لحظة الخصوصية. هذا هو واقع مئات الآلاف من النساء والفتيات في غزة الآن. ولا يقتصر الأمر على إهانة كرامتهن، بل يشكل خطراً حقيقياً على الصحة أيضاً”.