“مرتبك يساوي كام سندوتش طعمية؟”.. خبير اقتصادي يشرح تأثير ارتفاع التضخم: نار الأسعار تكوي المصريين وتزيد الفقراء فقرًا
إلهامي الميرغني: لو أي مؤتمر اقتصادي لم يقدم حلا لهذه المشكلة هنكون في أزمة كبيرة.. والحلول موجودة لكن المصالح هي اللي مخليانا في الوضع ده
كتب – أحمد سلامة
قال الخبير الاقتصادي، إلهامي الميرغني، إن معدلات التضخم ارتفعت خلال سبتمبر 2022 إلى 15.3% وفقا لجهاز التعبئة والإحصاء وأكثر من 17% وفقا للبنك المركزي، وهو ما يعني ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار “التي تكوي المصريين وتزيد الفقراء فقرًا”، حسب تعبيره.
وسجل معدل التضخم السنوي في مصر 15.3 في المائة خلال شهر سبتمبر الماضي، مقابل 8 في المائة للشهر ذاته عام 2021.وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي، التي صدرت صباح الاثنين، أن هذه الارتفاعات مدفوعة بغلاء السلع المختلفة، خاصة الطعام الذي قفزت أسعاره بنسبة 2.1 في المائة في سبتمبر، مقارنة بالشهر السابق، بينما سجلت أسعار الطعام ارتفاعا سنويا قدره 21.5 في المائة.
وكان معدل التضخم السنوي لشهر أغسطس قد بلغ 15.3 في المائة، مقابل 6.4 في المائة للشهر نفسه من العام السابق.
ورفعت مصر قيمة الفائدة على الإيداع والإقراض بنسبة 3 في المئة على مرتين خلال الفترة الماضية، في محاولة لكبح جماح هذا التضخم، في وقت تواجه فيه تحديات اقتصادية تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء في العالم، بالإضافة إلى تراجع عائدات السياحة مع تراجع أعداد السياح الروس والأوكرانيين، في وقت تنخفض فيه قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية تدريجيا.. وتتفاوض مصر مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد، بعدما حصلت على ثلاثة قروض خلال السنوات الست الماضية.
ورصد الميرغني ما يعنيه ارتفاع معدلات التضخم، في تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قائلا “هنحسب على اعتبار صحة بيانات جهاز التعبئة والإحصاء لأنها الأقل، أي إذا كان أجرك 1000 جنيه فقد أصبحت قدرتك الشرائية لا تساوي إلا 847 جنيه، والارتفاع في أسعار الطعام والشراب مقارنة بالأسعار في سبتمبر 2021 نجد أنها بلغت 21.5% يعني لو بتصرف 1000 جنيه على الأكل والشرب تصبح الآن بنفس المبلغ تشتري بـ 785 جنيه ما كنت تشتريه من الطعام بنفس الكمية منذ سنة فقط”.
وأضاف “كرتونة البيض ثمنها في الحد الأدنى 75 جنيه، يعني البيضة ثمنها 2.5 جنيه، يعني لو بتاخد الحد الأدني للأجور 2700 جنيه يصبح أجرك يساوي 1080 بيضة في الشهر ولو أنت صاحب معاش وبتاخد الحد الأدني للمعاش إذًا معاشك يساوي 360 بيضة في الشهر”.
وتابع “قرص الطعمية بقي بجنيه يعني الحد الأدنى للأجور يعادل 2700 قرص طعمية ولو أنت صاحب حد أدنى للمعاش يبقى معاشك يساوي 900 قرص طعمية”.
وتابع “كيلو الجبنة البيضا يتراوح بين 25 جنيه و 30 جنيه ومش هتكلم على شئ اسمه بسطرمة الكيلو منه ثمنه وصل 400 جنيه، يعني لو اشتريت 8/1 كيلو بخمسين جنيه و5 بيضات بـ 12.5 جنيه يبقي صرفت 62.5 جنيه للبسطرمة بالبيض والعياذ بالله ومن غير العيش”.
واستكمل الخبير الاقتصادي في تدوينته “طيب لما سندوتش الفول والطعمية على العربيات والمحلات الشعبية بـ 3 جنيه وبيوصل 5 جنيه و7 جنيه في المحلات يبقي الحد الأدني للأجور يساوي 900 شقة فول أو طعمية ولو أنت صاحب معاش ممكن معاشك يعادل 300 سندوتش فول أو طعمية في الشهر.. ولو اشتريت الصبح بخمسة جنيه فول مدمس وربع كيلو جبنة بيضة يعني 12 جنيه غير العيش وطبعا انت وعيالك مش هتقدروا على ثمن البيض ومش هاتكلم على أسعار اللحمة والفراخ والسمك لأن دي سلع ترفيهية وكماليات”.
وأردف “كيلو مكرونة التموين بـ 10.5 جنيه وهتتعمل بزيت من القزازة 800 جرام ثمنها 23 جنيه مش زيت حر وصلصة من اللي 300 جرام منها ب 4.75 جنيه.. أو لو عملت نصف كيلو عدس من اللي سعره وصل 11 جنيه.. لو هتشتري كيلو بطاطس وكيلو بذنجان عروس بـ 16 جنيه و قزازة زيت تمنها 23 جنيه يبقي هتصرف 39 جنيه في غدوة من غير العيش ولو الأسرة عددها كبير مش هيكفي الكيلو”.
واسترسل الميرغني “المسألة بقت صعبة والناس بتناضل للاستمرار على قيد الحياة.. ويجي وزير المالية أو رئيس الوزراء يقولك الدول الأجنبية بتحسدنا علي نجاح سياسات الإصلاح الاقتصادي. وإن المنجزات لا تعد ولا تحصي لازم نصدقه لأنه مش عارف الناس بتدبر حالها إزاي”.
وأوضح “لو أنت مدير عام في الحكومة ومرتبك 5100 جنيه، أو لو أنت رئيس إدارة مركزية (وكيل وزارة في الحكومة) ومرتبك 6300 جنيه قولي بتدبر حالك إزاي.. أنا لا اتكلمت عن مواصلات ولا عن مدارس خاصة أو حتى تجريبية.. هنتكلم عن مدارس الحكومة.. وطبعا مش هنتكلم عن الصحة لأن دي حاجة بتاعت ربنا”.
واختتم “لو أي مؤتمر اقتصادي لم يقدم حلا لهذه المشكلة هنكون في أزمة كبيرة. والحلول موجودة لكن المصالح هي اللي مخليانا في الوضع ده”.