مذيع “الغلابة” يكمل 3 سنوات في السجن.. محمد أكسجين من شعار “نحمل الحقيقة إليك” إلى 1000 يوم حبس ومعاناة وحكم لا طعن عليه!
صاحب مدونة “أكسجين مصر” تعرض للقبض في سبتمبر 2019 واختفى 18 يوما قبل الظهور في نيابة أمن الدولة متهما بالانضمام لجماعة
مؤسسات حقوقية تطالب بعفو رئاسي عنه بعد الحكم عليه بالسجن 4 سنوات من محكمة جنح أمن الدولة الاستثنائية.. ومطالب لإنهاء معاناته
كتب- درب
أكمل المدون الصحفي محمد إبراهيم رضوان الشهير بـ”أكسجين”، 3 سنوات في الحبس منذ القبض عليه يوم 22 سبتمبر 2019 أثناء تواجده بقسم الشرطة لأداء فترة التدابير الاحترازية المفروضة عليه في قضية سابقة.
“مذيع الغلابة” كما لقبته أسرته، يعيش أوقات صعبة في سجنه بعد أشهر من المعاناة بعد فقدان والدته وحرمانه من أبسط حقوقه القانونية في تشييع جثمانها ورؤيتها مرة أخرى قبل أن يواريها الثرى، ما زاد الألم والمعاناة ودفع أكسجين لمحاولة انتحار، قبل أن يتم إنقاذه.
وتقول أسرة المدون، عبر صفحة حملة دعمه التي تحمل عنوان “أكسجين واحد مننا”، إنها تنتظر أن تنتهي الغمة في أسرع وقت ويعود أكسجين وكل من معه إلى حياتهم الطبيعية وتنتهي المعاناة والحبس”.
وأطلقت مؤسسات حقوقية حملة للمطالبة بالحصول على عفو رئاسي لأكسجين بعد صدور الحكم ضده بالسجن 4 سنوات من محكمة جنح أمن الدولة طوارئ الاستثنائية في اتهامه بنشر أخبار كاذبة، وهي محكمة لا يجوز الطعن على قراراتها.
ومحمد إبراهيم محمد رضوان الشهير بـ”محمد أكسجين”، هو صحفي ومدون مصري صاحب مدونة “أكسجين مصر” محتجز حاليًّا في سجن طرة شديد الحراسة 2 في القاهرة، وبحسب بيان المؤسسات الحقوقية “محروم من مغادرة زنزانته أو التعرض للشمس، وممنوع من الحصول على رعاية صحية لائقة، وغير مسموح له بالزيارات سواء من الأهل أو المحامين منذ فبراير 2020”.
وألقي القبض على أكسجين للمرة الثانية في 21 سبتمبر 2019، أثناء تنفيذه التدابير الاحترازية بقسم شرطة البساتين بعد استبدال بحبسه في القضية 621 لسنة 2018 تدابير احترازية بقرار من دائرة الإرهاب في محكمة جنايات القاهرة.
وظل مختفيا 18 يومًا إلى أن ظهر في 8 أكتوبر 2019 في نيابة أمن الدولة العليا، على ذمة قضية جديدة حملت رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة، حيث وجهت النيابة إلى أكسجين الاتهامات نفسها في القضية الأولى بنشر أخبار وبيانات كاذبة من شأنها إلحاق الضرر بالبلاد والانضمام إلى جماعة محظورة.
بعد 14 شهرًا من الحبس الاحتياطي صدر قرار بإخلاء سبيله بتدابير احترازية. ولم يتم تنفيذ قرار إخلاء سبيله وجرى “تدويره من داخل محبسه” على ذمة القضية رقم 855 لسنة 2020، لمنع خروجه من السجن.
في 20 ديسمبر 2021 قضت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ بمعاقبة “أكسجين” بالحبس 4 سنوات، وبغرامة مالية قدرها 200 ألف جنيه، في القضية 1228 لسنة 2021 حصر أمن دولة طوارئ، ويعد هذا الحكم نهائيًّا وغير قابل للطعن عليه في أيٍّ من درجات التقاضي.
وأشارت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية آنذاك، إلى أن محكمة أمن الدولة طوارئ “لم تُمكّن محامي المتهمين الثلاثة من الحصول على صورة رسمية أو ضوئية من أوراق الدعوى، ليقفوا على أدلة الاتهام.. ودحضها”.
وطالبت المؤسسات الحقوقية، السلطات المصرية بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحفي محمد أكسجين، مع وقف كافة أشكال التنكيل التي يتعرض لها، كما دعا الموقعون لجنة العفو الرئاسي والمجلس القومي لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان بضرورة التدخل لضمان حرية المدون محمد أكسجين وإنهاء حبسه المطول.
وتخرّج أكسجين في الجامعة العمالية، وكان يجمع مواد إعلامية ويعلق عليها عبر مدونته وقناته على يوتيوب “أكسجين مصر”، والتي كان شعارها “نحن نحمل الحقيقة إليك، ونسعى لإثبات الحقائق المجردة لأن هذا ما تقتضيه أمانة الكلمة”.
وكان أكسجين يتناول قضايا عديدة بينها ما قال إنها انتهاكات انتخابية، واختفاء قسري، كما أجرى عدة لقاءات مع شخصيات عامة محسوبة على المعارضة، بينها الأديب علاء الأسواني، والسفير معصوم مرزوق ورجل الأعمال ممدوح حمزة.
وفي فبراير 2022 توفت والدة المدون محمد أكسجين، وأطلق محامون وكتاب ومدونون هاشتاج #خرجوا_اكسجين_يدفن_أمه، مطالبين بالسماح له بوداع أمه وتقبل العزاء فيها، ومطالبين بإنهاء معاناته وجميع المحبوسين على ذمة قضايا رأي. لكن المحامي نبيه الجنادي، أكد أن أكسجين، رفض الخروج من محبسه للمشاركة في عزاء والدته التي رحلت خلال تواجده بالسجن.