مذكرات أوباما.. حكايات زيارته للقاهرة وانطباعه عن مبارك وموقفه من ثورة 25 يناير: شوارع خالية وحاكم مستبد معزول في قصره
مصر صارت حليفة لأمريكا بعد معاهدة السلام مع إسرائيل ودفع الإدارات المتعاقبة للتغاضي عن السجل السيئ للنظام في حقوق الإنسان
أوباما: اقترحت على مبارك الإفراج عن السياسيين وتخفيف القيود على الصحافة وأصر على أن أجهزته تستهدف المتطرفين الإسلاميين فقط
عبد الرحمن بدر ووكالات
تحدث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عن انطباعه عن الرئيس المخلوع حسني مبارك في مذكراته التي تحمل عنوان “أرض الميعاد”، وذلك بعد مقابلته له في 2009 بالقاهرة.
وذكر أوباما أنه خرج بانطباع سيصبح مألوفًا جدًا في تعامله مع الحكام المستبدين المسنين قائلا: “يعيشون في عزلة في قصورهم، وكل تفاعل لهم يتم بوساطة موظفين جامدي المشاعر وخنوعين يحيطون بهم؛ لم يكونوا قادرين على التمييز بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم” .
وأكد أوباما أنه كان على دراية بالمخاطر عندما طالب مبارك علنًا بالتنحي عن السلطة أثناء ثورة 25 يناير، لكنه اعتقد أنه “لو كان شابًا مصريًا، لربما كان هناك بين المتظاهرين”.
وأضاف: “قد لا أتمكن من منع الصين أو روسيا من سحق معارضيهما، لكن نظام مبارك تلقى مليارات الدولارات من دافعي الضرائب الأمريكيين؛ وبالنسبة لي فإن السماح لمتلقي تلك المساعدات، لشخص نسميه حليفًا، بارتكاب أعمال عنف وحشية ضد المتظاهرين السلميين، أمام أنظار العالم كله، كان ذلك خطًا لم أرغب في عبوره.”.
وفي مذكراته تحدث أوباما عن زيارته الشهيرة للقاهرة في 2009، وقال إن الشوارع الخاوية تماما من المارة في طريقه من المطار، مضيفًا: “القاهرة الكبرى يقطنها نحو 16 مليون مواطن، لم نر أيا منهم.. حتى الشوارع المشهورة بالازدحام كانت خالية باستثناء عناصر الشرطة المنتشرة في كل مكان، وهو دليل على القبضة غير العادية لمبارك على بلاده”.
وقال أوباما: “بعد اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، تولى حسني مبارك الحكم مستخدمًا نفس الأسلوب في الحكم، مع اختلاف واحد ملحوظ وهو أن معاهدة السلام التي وقعها السادات مع إسرائيل جعلت مصر حليفة للولايات المتحدة مما دفع الإدارات الأمريكية المتعاقبة للتغاضي عن نظام الحكم، له سجل حقوق الإنسان سيئ ومعاد للسامية في بعض الأحيان”.
وأضاف الرئيس الأمريكي السابق في مذكراته: “بمساعدة كبيرة، ليس فقط الولايات المتحدة، ولكن من السعوديين ودول الخليج الأخرى الغنية بالنفط، لم يكلف مبارك نفسه عناء إصلاح اقتصاد بلاده الراكد، والذي ترك جيلا من الشباب المصري الساخط غير قادر على الحصول على فرصة عمل”.
وواصل الحديث عن زيارته للقاهرة قائلا: “وصل موكبنا إلى قصر القبة وهو مبنى مميز يعود لمنتصف القرن التاسع عشر، وبعد مراسم الترحيب دعاني مبارك إلى مكتبه للنقاش لمدة ساعة”.
ويضيف: “كان مبارك يبلغ من العمر 81 عاما لكنه لا يزال عريض المنكبين وقويا، وله أنف روماني، وشعر داكن، وعينان كثيفتان الرموش. بعد أن تحدثت معه عن الاقتصاد المصري وطلبت اقتراحات حول كيفية تنشيط عملية السلام العربية الإسرائيلية، أثرت قضية حقوق الإنسان، واقترحت خطوات قد يتخذها للإفراج عن السجناء السياسيين وتخفيف القيود على الصحافة، لكن مبارك تحدث بالإنجليزية بلكنه مختلفة لكنها مقبولة، وصرف مخاوفي بأدب، وأصر على أن أجهزته تستهدف المتطرفين الإسلاميين فقط، وأكد على أن المواطنين المصريين يؤيدون منهجه الحازم.
وتابع أوباما: “لقد ترك لدي انطباع سيصبح مألوفا جدا في تعاملي مع الحكام المستبدين المسنين بعد ذلك؛ آلا وهو: أنهم معزولون في القصور، كل تفاعلهم بواسطة الموظفين القاسين الذين يحيطون بهم، لم يتمكنوا من التمييز بين مصالحهم الشخصية ومصالح دولهم، لا تخضع أفعالهم لأي غرض أوسع بخلاف الحفاظ على شبكة متشابكة من المحسوبية والمصالح التجارية التي أبقتهم في السلطة، يا له من تناقض”.