مدير “المرايا” يكشف تفاصيل منع ديوان أحمد دومة من جناح الدار بمعرض الكتاب
يحيى فكري: لجنة من المصنفات الفنية والأمن طلبوا سحب نسخ الديوان وعدم بيعها.. وكنا نأمل في مراجعة القرار
الديوان لا يحمل أي إساءة وإجراءاته القانونية سليمة.. ومنعه تعنت تجاه الكاتب لكن ليس أمامنا سوى الالتزام بالقرار
كشف مدير دار المرايا للإنتاج الثقافي يحيى فكري، عن تفاصيل منع عرض ديوان “كيرلي” للناشط السجين أحمد دومة، من جناح الدار في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الحالية.
وقال فكري لـ”درب”، إنه في 30 يونيو الماضي – في أول أيام المعرض – حضرت لجنة من المصنفات الفنية والأمن، وآخرين إلى جناح الدار، وأخذوا نسخة من الديوان لمراجعتها، قبل أن يطلبوا منع عرض النسخ الأخرى، وإنزالها من مكان العرض، في اليوم التالي حضر أفراد أمن للتأكد من عدم عرض الكتاب في جناح الدار، وعدم وجوده في المعرض.
بحسب فكري، لم تعلن الدار عن الأمر في حينها، حيث كان يأمل مسؤولوها في السماح بإعادة عرض الديوان في جناح الدار، انتظارا للقرار النهائي بشأنه سواء بإعادة عرضه أو منعه بشكل نهائي، إلا أنه بعد مرور أسبوعين على الواقعة، تأكد للدار أن القرار تم حسمه.
وطبقا ليحيى فكري فإن الواقعة لم تكن الأولى التي تواجهها دار المرايا في منع عرض عدد من الكتب من جناحها، حيث حدثت في أكثر من كتاب سابق، كان يصرح بإعادة عرض عدد قليل منها في وقت لاحق.
ويرى فكري أن منع عرض ديوان دومة يحمل تعنتا شديدا تجاه كاتبه، خاصة أنه لا يحتوي على أي مادة مسيئة أو مخلة، فضلا عن سلامة الإجراءات القانونية لتسجيله وعرضه، مستدركا: “لكن ليس أمامنا سوى الالتزام به”.
في بداية يوليو الحالي، قالت حملة الدفاع عن الناشط السياسي أحمد دومة، إن ديوانه لشعر العامية “كيرلي”، تم سحبه من جناح دار النشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب بشكل مفاجئ ودون أي معلومات حول القرار.
وأكدت الحملة رفضها التام لسحب الديوان من المعرض وحظر بيعه، مضيفة في بيان مقتضب: “الحرية للكلمة، نرفض سحب ديوان كيرلي لأحمد دومة من معرض الكتاب وحظر بيعه”.
وأضافت الصفحة، أنها ستعمل على توفير الديوان عبر الإنترنت بصيغة “PDF” حتى يستطيع أكبر قدر ممكن من المتابعين والمهتمين الاطلاع عليه.
وتابعت الحملة: “خبر محبط ومؤسف عدم وجود الديوان، ولا نعرف ماذا علينا أن نفعل، نطالب بالإفراج عن صاحب الديوان أم الديوان نفسه”.
وقال مصدر بدار المرايا، وقتها، في مكالمة هاتفية مقتضبة لـ”درب”، إن “جهة ما طلبت منهم رفض الكتاب على الفور وسحبه من المعرض، ولم يكن أمامهم سوى الموافقة على ذلك”.
المحامي الحقوقي خالد علي، قال في وقت سابق إن أحمد دومة كان يحلم منذ شهور بنشر ديوان العامية الذي كتب قصائده كلها في الزنزانة الانفرادية على مدار سنوات سابقة. وفي 4 يوليو 2020، قضت محكمة النقض، برفض الطعن المقدم من أحمد دومة، على حكم محكمة جنايات جنوب القاهرة، وأيدت حكم السجن المشدّد 15 عامًا عليه، وتغريمه 6 ملايين جنيه، بالقضية المعروفة إعلاميًا بقضية “أحداث مجلس الوزراء”.
وفي وقت سابق، قضت الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات جنوب القاهرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، بالسجن المشدد 15 سنة، ضد دومة، وإلزامه بدفع مبلغ 6 ملايين جنيه، في إعادة محاكمته في القضية، وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض.