مدحت محى الدين يكتب: قيادات الصحة تهدد الأطباء بالمحاكمات العسكرية !!!
بعد إجتماع رئاسة مجلس الوزراء بنقيب الأطباء فى غياب وزيرة الصحة، انتشرت الأقاويل بأن هذا مؤشر لفقد القيادة السياسية الثقة بالوزيرة وتعاملها مع أزمة فيروس الكورونا، وأنه من المحتمل أن تكون وزيرة الصحة هالة زايد أول الراحلين فى أول تعديل وزارى قادم، فتسببت هذه الأقاويل بتخبط غير طبيعى بوزارة الصحة وقامت الوزيرة اليوميين الماضيين بعمل اجتماع عن طريق “الفيديو كونفرانس” مع وكلاء الوزارة وبعض المسئولين بوزارة الصحة، خرج بعدها الحضور بتصريحات كلها تهديدات للأطباء وأرسلوها برسائل صوتية للعديد من الأطباء ، وتداولها الأطباء وأرسلوها لصحفيين فوصلتنى وذهلت !!!.
فحوى الرسالة أن جميع التخصصات حتى العلاج الطبيعى والأسنان سيعملون فى الكورونا وأن الأطباء بالإجازات المرضية أو الوجوبية سيتم إبلاغ أمن الدولة العليا بأسمائهم لمحاكمتهم عسكريا !!! ، كما أضاف مبلغ الرسالة أن الطبيب سيعمل ورجله فوق رأسه !! وأنه حتى لو ميت سيعمل !!!.
أولا : كيف تكون هذه لهجة لمخاطبة الأطباء ؟! ، كيف بعد ما وجه لهم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة بنفسه الشكر على مجهودهم والخطر الذى يعرضون نفسهم له وأطلق عليهم لقب ” جيش مصر الأبيض ” ، يقوم مسئولين بوزارة الصحة بالتحدث على أنهم سيعملون وأرجلهم فوق رؤوسهم ؟! ، ليس لهم أعذار لو مرضوا ولا احترام لو ماتوا ؟!!!.
ثانيا : كيف تجرؤ الوزيرة ومسئوليها باستخدام لفظ ” أمن الدولة العليا ” و” المحاكم العسكرية ” فى تهديداتهم ؟! ، ألهذه الدرجة المسئولين بالوزارة ليس لديهم احترام لمؤسسات الدولة السيادية وأصبحوا يستخدمونها فى التهديدات الفارغة ؟!! ، أى سلطة لديكم لتتحدثوا بإسم مؤسسات لها احترامها وقدسيتها وتعطون لأنفسكم حق التهديد بإسمها ؟!! .
ثالثا :وجهت الوزيرة هالة زايد بإعطاء المشتبهين بإصابتهم بالكورونا كيس أدوية به كمامات وزجاجة مطهر وشريط فيتامينات وترمومتر !! ، كيس موحد لكل المشتبه بهم وكأنه علكة أو كيس خبز !!، أهذا طب ؟! أين العلم ؟! أين الأسس العلمية التى يعالج على أساسها المرضى ؟!! .
رابعا : وجهت الوزيرة بأن كافة التخصصات كالعلاج الطبيعى والأسنان سيعملون بالكورونا دون تدريب وادعت فى بث تلفزيونى على صفحة المتحدث الرسمى للوزارة أنه مرض بسيط ولا يحتاج لتخصصات وكأنها تريد أن تقول للأطباء ” هما كلمتين احفظهم وقولهم للعيان واديلوا الكيس …انسى الطب واشتغل عويجة أفندى أو كاتب بيقطع تذاكر !! “.
خامسا: فى بث تلفزيونى على صفحة الوزارة طلبت وزيرة الصحة من الأطباء بالإجازات الوجوبية قطع إجازاتهم والنزول للعمل 24 ساعة !! ، وهى تعلم تمام العمل أن الأطباء بالإجازات الوجوبية هن الحوامل والأمهات اللاتى لديهن أطفال تقل أعمارهن عن 8 سنوات ، وهى تعلم تمام العلم أن قانونا لا يجوز نهائيا رفض إجازة وجوبية ، ولا يجوز تعريض حياة هؤلاء الأطفال للخطر وتجاهل قرارات دولة رئيس الوزراء !!! ، ولكن الوزيرة لا تبالى بكل ذلك ، فهى تبالى فقط بمنصبها كوزيرة وتريد أن تستقر على كرسيها حتى لو على أرواح المزيد من الفريق الطبى وأسرهم !!
سادسا: أليست وزيرة الصحة هى السبب الأساسى بتفشى الكورونا فى مصر ووصول الأمر لهذا الحد ؟! ، فى بداية الأزمة استهترت الوزيرة بالكورونا وتحدت الناس وادعت بأنها جاهزة وتتمنى ظهور حالة واحدة ليرى العالم كيف ستتصرف ، وظهرت الحالات ورأى الجميع الإنهيار وعدم استعداد الوزيرة ، وعلت الشكاوى وظلت الوزيرة تكابر وتكابر حتى وصلت الأمور لمرحلة الخطر ، لا قامت بتوعية مبكرة ولا أعطت توصيات محترمة لرئاسة مجلس الوزراء حتى الأرقام التى تعلنها يعلم الجميع أنها أقل من الواقع لدرجة أن وزير التعليم العالى صرح لرئيس الجمهورية فى وجود الوزيرة بأن أرقام الإصابات بوزارة الصحة غير صحيحة ، بعد ما انكشف مخطط تقليل المسحات والتحاليل والتعمد فى التأخر فى الرد على بعض المصابين وأخذهم العزل ، وبعد هذا كله حاولت إلقاء التهمة على الشعب وادعت بأن أهالى المرضى يرفضون ذهاب أهاليهم للعزل ؟!!، كيف هذا إذا كان أهالى المرضى هم المبلغين عن الحالات أو كيف عرفت الإسعاف بوجود المرضى ؟! ، أمن خلال البلورة السحرية ؟!!
أخيرا : السيدة هالة زايد وزيرة الصحة لم تمارس الطب إنما تفرغت للعمل الإدارى حتى نسيت التفكير العلمى الطبى الذى نحتاجه الآن لمواجهة هذا الوباء العالمى الخطير ، كل تصريحاتها تدل على أنها لا تستطيع إدارة الموقف ولا مواجهة الأزمة ووصل لديها الإفلاس بتهديد وترويع الطاقم الطبى ، لم يكفها أنها فى البداية لم توفر مستلزمات الوقاية ومكافحة العدوى اللازمة لحماية الفريق الطبى مما أدى لوفاة وإصابة العديد منهم ، بل قررت إلحاق الباقيين بالمصابين والضحايا اللذين سبقوهم عن طريق التهديد والوعيد والتنكيل ، هذه السيدة لا ترى غير كرسيها ولذلك لا أعلم إلى متى ستستمر جالسة عليه ؟!! ، أخطائها فادحة وتصريحاتها كارثية وتصرفاتها مفزعة والتقصير يصرخ من جانبها هى وحاشيتها إذن إلى متى سيستمر هذا الوضع ؟!! أتظل هذه السيدة مكانها حتى ندفن آخر طبيب ؟!!!.
منتهى الحكمة والذكاء تغيير قائد الفريق عند زيادة الخسائر ، منتهى الحكمة والذكاء عزيزى القارىء أن ترى النقطة التى تخبرك بأن الأمور وصلت لمنحنى خطر عليك التوقف عنده وتغيير الخطة والإستيراتيجية لتفاديه لعبور الأزمة ؛ منتهى الحكمة والذكاء أن تدرك أنك تسير بالطريق الخاطىء فتتوقف وتعود لتبصر الطريق الصحيح وتسير به .