مدحت الزاهد يكتب: هوامش على أزمة فيلم ريش.. أمن السينما وأمن الفن
…
بمعايير فرقة “أمن السينما” أساءت عشرات الأفلام الأمريكية لأمريكا وقل مثل ذلك عن انجلترا وفرنسا وكل دول العالم .. المخدرات والجريمة والسلاح تنتشر فى أحياء الملونين الفقيرة عصابات تدخل فى صراعات دامية مع نفسها ومع الشرطة ، دون أن تتهم هذه الأفلام بالإساءة لسمعة أمريكا وفى أحد الأفلام يتعاون مساعد الرئيس مع جماعة إرهابية، ويتم دك البيت الأبيض وتدميره وفى افلام أخرى تحدث اختراقات فى عمق السى أى ايه تضع أمريكا فى بؤرة الخطر. وفى فيلم سقوط لندن يتم اغتيال رؤساء شاركوا فى جنازة وذلك من قبل تنظيم ارهابى وأصيبت لندن بالشلل التام وحتى الرئيس الأميركي هام على وجهه مع حارسه شريدا وتم إنقاذه بمعجزة، وفى فيلم نيكسون يكذب الرئيس ويزور ويضلل الرأى العام وهناك افلام عن فضايح مونيكا وكلينتون فى البيت الأبيض ووصل الاتهام فى فيلم من قتل كيندى jkf (والحروف اختصار لاسم الرئيس الامريكى الأسبق، الذى تم اغتياله، جون كيندى) وهو يستحق الإفاضة لأنه أكثر هذه الأفلام بعدا عن الخيال ومسا لأوتار حساسة فى عصب مؤسسات الحكم، وتشوهات النظام حتى وصل الاتهام إلى جونسون نائب الرئيس والبتاجون وزارة الدفاع والسى اي ايه.. والفيلم يقترب من الأفلام الوثائقية في الاعتماد على الشهادات والتحقيقات ويفضح تزوير تقرير لجنة وارن التى شكلت للتحقيق فى عملية اغتيال كيندى معتمدا على دور المدعى العام لولاية نيو اورليانز (كيفين كوستنر) وما قام به من تحقيقات مباشرة ، كشفت دور الاحتكارات ووزنها في صنع السياسات ، والرؤساء ، فكل الخيوط التي توصل لها فريق المحققين تشير إلى دور احتكارات السلاح والمجمع العسكرى والبنتاجون، بل ولندون جونسون نائب الرئيس ،الذى خلف كنيدى، في تدبير جريمة الاغتيال .
كان المطلوب إزاحة كنيدي بعد أن توصل مع الزعيم السوفيتى خروشوف على توجه للتعايش والوفاق بعد أزمة الصواريخ الكوبية وأعد خطة لانسحاب القوات الأمريكية من فيتنام ..
وبحسابات احتكار السلاح كانت تكسب 80 مليار دولار في العام ، بأسعار زمان من مبيعات السلاح للجيش الامريكى كان يتم تدميرها فى الحرب، وكان اسقاط طائرات وتحطيم مدرعات امريكية وناقلات جنود وغيرها تضيف إلى خزانة المجمع العسكري أرباحا جديدة، ولاتهم الخسائر الامريكية فى الأرواح، فالرأسمالية الاحتكارية لا وطن لها ولا دين ولا مذهب غير الأرباح .
كما أن إعلان سياسة التعايش السلمي كان من شأنه تهدئة النزعات الإقليمية والدولية وما تستتبعه من تسلح وحروب وتنشيط لمبيعات السلاح وهى خسارة فادحة لو تم اقرار سياسة التعايش .
ولأنه كان مطلوبا التخلص من كنيدى وسياساته واتفاق التهدئة مع كوبا والروس اختاروا ليفى اوزوالد وهو عميل للسى أي ايه تم تدبير زيارات له لموسكو وهافانا قبلها وتقديم نفسه كماركسى من أنصار كاسترو وقدموه كمنفذ لعملية الاغتيال والمؤامرة السوفتيية بحيث يحقق الاغتيال كل أهدافه ويعيد الحرب الباردة الى ما كانت عليه . تحقيقات كيفين كوستنر وفريقه اثبت ان سيارة كنيدى المكشوفة دخلت في دائرة نار من 3 مواقع اطلقت 6 رصاصات ، خلافا لما ورد في تقرير لجنة وارن ولم يكن اوزوالد الذى تم القبض عليه من بين القناصة ولهذا عندما استشعر اوزاولد الخطر، ، صرخ انه كبش فداء وبعدها اعدمه روبى، وهو عميل اخر للسى اى ايه، وذلك لاخفاء الحقيقة، كما قتل روبى في السجن وتم اعدام الأدلة وتزوير شهادات الشهود خلافا لما ذكرته لجنة وارين ، التى زورت الصفة التشريحية لجثمان كنيدى وموضع الاصابات وكان نصيب كل من اقترب من الحقيقة واصر عليها التعرض لحادث طريق .. حتى شقيق كنيدى الأصغر الذى كان وزيرا للعدل وترشح للرئاسة تم اغتياله حتى لا يصبح في مركز يمكنه من كشف الحقيقة وتحقيقات واتهامات المدعى العام لولاية اورليانز تم رفضها .وكل احداث الفيلم رغم طابعها الدرامى حقيقية وموثقة ويعرفها من عاصر هذه الفترة وهو يكشف علاقات أجهزة المخابرات بالمافيا وتجار السلاح وكل الممنوعات وتجمعات المهاجرين ودورها في تدبير الانقلابات .
فهل اساء هذا الفيلم وغيره من عشرات الأفلام لسمعة أمريكا ام انقذها ..
الحقيقة أن ما يضعف الأمم خنق الإبداع ، ومطاردة المبدعين وظهور ميليشيات تدعى انها حراس البوابة والمالك الحصرى للوطنية وسمعة مصر التى شوهنها مليشيا أمن الفن وانصار الصوت الواحد .