مدحت الزاهد يكتب: جورج إسحاق سلامتك
مواقف طافت بذاكرتي عندما علمت أن الصديق العزيز جورج إسحاق، بالعناية المركزة يقاوم كورونا.. رحلتنا إلى المنصورة للمشاركة فى ندوة للحركة الديمقراطية المدنية حول التعديات الدستورية وقد وجدنا الأمن حرض بواب العمارة على تعطيل المصعد والانصراف وبينما اتحدث مع الضابط بأن معنا شيخان جاوزا الثمانين هما د. عبد الجليل مصطفى وجورج إسحاق والمقر بالدور السابع ، رن جرس التليفون وكان المتحدث على الطرف الآخر جورج يطالبني بالصعود .. انا ود. عبد الجليل طلعنا خلاص.
ومشهد الاعتداء على حفل إفطار رمضاني للحركة الديمقراطية المدنية بالنادى السويسرى فى حضور كتاب ومفكرين و نقابيين وسياسيين بينهم وزراء وسفراء سابقين وسيدات فاضلات محترمات ولم يكن جدول أعماله يشمل تدبير انقلاب أو مشاركة جماعة إرهابية اهدافها ، وكان جورج سعيدا بهذه الصحبة يطوف الموائد وقد علمت بعد ذلك من اعلامنا أن العدوان حدث بسبب مشاجرة بين البودى جاردات خاصتنا، بسبب خلاف على صدارة المائدة مع انها كانت موائد مستديرة .
ومشهد اعلان البيان التأسيسى للحركة المدنية يتلوه المهندس يحيى حسين، ربنا يفك أسره وكان موقعي بحوار جورج .. ومشاهد جورج والسفير معصوم ونحن نطوف مؤتمرات نصرة القدس بعد الإعلان الأمريكى بنقل سفارتها للقدس التى أعلنتها إسرائيل عاصمة أبدية لها على مر الأجيال .
وطافت بذكراتى أيضا مواقفه فى ثورة يناير ومشاركتنا معا فى مؤتمرات ضد الإرهاب وفى زيارة ضحاياه فى المستشفيات فى صحبة رموز وطنية بارزة .. ومواقفه ضد سعودة الجزر المصرية وفى تأسيس التيار الديمقراطى ثم الحركة المدنية وقبلهم فى صدارة حركة كفاية وفى كل المعارك ضد الطائفية ومن أجل مصر دولة المواطنة والقانون والدستور .
والمواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى لرجل موفور النشاط ، حاضر فى كل المناسبات الاجتماعية والسياسية، مكانه فى صف الوطن والشعب وموقعه فى مقدمة الصفوف .. احيانا ينسى بعضنا هذا الفيض ويتذكرون مواقف اختلفوا أو اختلفنا فيها مع جورج ولكنه بعطائه المتصل يتجاوز هذه الخلافات ويبقى جورج إسحاق المعجون بحب الشعب والوطن .. سلامتك يا عم جورج ودامت قوتك وابتسامتك وفى انتظارك رفيقا غاليا عزيزا