مدحت الزاهد يكتب: السلام الزائف مع عزرائيل.. عندما اخترق السادات كل الحواجز وطار للعدو
بعد زيارة السادات للقدس فى مثل هذا اليوم (١٩) نوفمبر ١٩٧٧ ثم توقيع اتفاقية كامب ديفيد كامب ديفيد وبعدها أعلن الكنيست الإسرائيلي القدس عاصمة ابدية لإسرائيل على مر الأجيال.. مستشعرا الحرج طلب السادات من مصطفى خليل رئيس الحكومة وقتها أن يحتج على نظيره الإسرائيلي لانتهاك إسرائيل لاتفاقية السلام رد عليه بيجن بقوله : دلنى على فقرة او عبارة او جملة او كلمة أو حرف او فصلة في اتفاقية كامب ديفيد تقول ان القدس فلسطينية ، ويروى بيرجينسكى مستشار الامن القومي الأمريكي ان السادات طلب وبعد ان تم الاتفاق على كل بنود التسوية ان توافق إسرائيل على رفع علم فلسطيني فوق أي مبنى في القدس فتوجه بيرجنسكى الى بيجن بطلب السادات فرد عليه بيجن : العرب اتعودوا يطلبوا بقشيش بعد الحساب قل للسادات إسرائيل لا تدفع بقشيش ! وفى كامب ديفيد استقال وزير الخارجية المصرى محمد إبراهيم كامل الذى قبل الوزارة بعد استقالة إسماعيل فهمى ومحمد رياض كوزراء خارجية، رفضا للزيارة والمسار الجديد للسياسة المصرية وكان إبراهيم كامل مقتنعا بان مبادرة السادات سوف تحدث زلزالا في إسرائيل والعالم وان السادات يسير في طريق التسوية الشاملة وان الامر سينتهى بجلاء قوات الاحتلال عن سيناء والجولان والضفة الغربية شاملة القدس.
بعدها وطوال مسيرة المفاوضات اكتشف إبراهيم كامل ان المسار هو تسوية مصرية – إسرائيلية منفردة عبر اتفاقيات جزئية ومرحلية وفقا لسياسة كيسنجر الخطوة – خطوة وقطعة من الأرض مقابل قطعة من السلام فى اطار استراتيجية تستخدم الارض لتحويل وجهة الدور المصرى وتحويل النظام من قائد الى خادم وتابع وان الهدف هو عزل مصر واضعافها وتجريدها من عناصر قوتها وتدمير شبكة العلاقات المحلية والعربية والدولية للنظام المصري ببعدها العربي والأفريقي والجنوبي والكتلة السوفيتية، وجرها الى الحظيرة الأمريكية، كما شمل الهدف اضعاف
سيادتها على أراضيها وارادتها واستقال كامل ولم يوقع الاتفاق وبكى مثلما بكى المشير الجمسى عندما ابلغه كيسنجر انه اتفق مع السادات على سحب معظم القوات المصرية التي عبرت القناة مقابل سحب القوات الإسرائيلية التي عبرت الى لاراضينا بكى الجنسى متسائلا هم سينسحبون من ارضنا المحتلة.. فلماذا ننسحب نحن ايضا من اراضينا المحررة ؟!!!.. وبعد
٤٢ سنة على الزيارة الكارثية ثم كامب ديفيد ، لا يزال الكيان الصهيونى يرتكب إبادة جماعية فى غزة و يحتل الضفة الغربية ويهود القدس ويزرع المستعمرات ويشيد جدار الفصل العنصرى ويرفض حق العودة وتقرير المصير، بل اعلن ضم الجولان، ولا تزال كامب ديفيد ولو على الورق تقيد سيادة مصر على سيناء ، بالمناطق منزوعة ومقيدة السلاح .. وتحاول استكمال مشروعها فى الهيمنة عبر حلقات بينها نزع سيادة مصر عن الجزر الحاكمة لمضيق باب المندب عبر سعودة تيران وصنافير وعبر التطبيع والسلام الدافىء وعبر كل حلقات صفقة القرن .. كما لا تزال الشعوب تقاوم هيمنة واشنطون وتل ابيب وحلم فلسطين المحررة لم يبرح خيال كل الاحرار

