مدبولي: نستهدف استثمار استراتيجية توطين المستلزمات الطبية في تحقيق الاكتفاء الذاتي
محمود هاشم
قال مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن الدولة تستهدف من وضع استراتيجية لتوطين صناعة المستلزمات الطبية تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المستلزمات، وتحفيز الاستثمارات في هذا المجال، إلى جانب تشجيع التصدير، وسعياً لتوفير هذه المنتجات الطبية بما يضمن تحقيق الأمن الدوائي المصري واستدامة الخدمة الطبية، مع الاستفادة في ذلك من التكنولوجيات الحديثة.
وأوضح بهاء الدين زيدان رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، خلال اجتماعه مع مدبولي، اليوم، لمناقشة ملامح استراتيجية توطين وتطوير صناعة المستحضرات والمستلزمات الطبية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيلها ومتابعة تنفيذها، أنه يتم التنسيق حالياً مع المسئولين المعنيين فيما يخص عملية تصنيع المستلزمات الطبية محلياً.
وأضاف أنه يتم حالياً التنسيق مع الجهات المختصة لتحديد الاحتياجات المختلفة من الأدوية والمستلزمات الطبية؛ للعمل على توفيرها في إطار الخطة العاجلة لاستراتيجية توطين صناعة هذه المستلزمات.
وألقى رئيس الهيئة الضوء على مراحل استراتيجية توطين صناعة المستحضرات والمستلزمات الطبية، موضحاً أنها تتضمن خطة عاجلة للمنتجات الطبية المطلوب تنمية صناعتها وإجراءات تنفيذها، ويتم في هذه الخطة تحديد المنتجات التي تسعى مصر بجهود حثيثة إلى تعميق الصناعة بها خلال فترة وجيزة، ولاسيما مع ما تواجه مصر والعالم من نقص في بعض المستلزمات الطبية لمواجهة أزمة انتشار فيروس ” كورونا”، مشيراً إلى أن هذه الأزمة تعتبر نقطة تحول تمنح المزيد من القدرة للصناعة المحلية في هذا المجال، مع تعميق دور الهيئة المصرية للشراء الموحد في تنمية هذه الصناعات.
كما أوضح اللواء بهاء الدين زيدان أن الخطة العاجلة تتضمن كذلك تحديد حجم الكميات المطلوب توريدها من المستلزمات الطبية في ظل هذه الأزمة الراهنة، إلى جانب دراسة الطاقات الإنتاجية الحالية والمطلوبة، ثم يعقب ذلك تحديد خطوط الإنتاج بشكل تفصيليّ، ويتخلل هذه العملية دراسة المشكلات والمعوقات التي تواجه صناعة المستلزمات الطبية، سعياً لحلها بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وتشمل استراتيجية توطين الصناعات الطبية خطة قصيرة الأمد خلال الفترة ما بين عامي 2020 إلى 2025، مشيرا إلى أنها تتضمن محددات اختيار المنتجات والمستحضرات والمستلزمات المطلوب توطينها، بما يشمل في ذلك الأجهزة الطبية والمعامل، إلى جانب محددات اختيار الشركات المطلوب توطين منتجاتها، منوهاً إلى أنه سيتم خلال الخطة قصير الأمد طرح المنتجات على الشركات خلال لجنة ممارسة؛ لتحقيق الاستفادة القصوى من عملية الشراء الموحد في توطين الصناعات الطبية بمختلف منتجاتها.
وأوضح اللواء بهاء الدين زيدان أن استراتيجية توطين الصناعات الطبية تشمل كذلك خطة طويلة الأمد، تنطوي على تحديد الجهات ذات الصلة بتوطين المنتجات والمستلزمات الطبية، مع إجراء دراسات تحليلية مستفيضة حول سوق العرض والطلب؛ محلياً وعالمياً.
وقال رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي: نستهدف من استراتيجية توطين صناعة المستلزمات الطبية، بشكل عام، تحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة “مصر 2030″، والتي تتضمن ضمان توافر المنتجات الطبية الاستراتيجية بما يحقق استدامة تحقيق الخدمة الطبية، فضلا عن تحسين عجز الميزان التجاري، من خلال زيادة حجم التصدير للمنتجات الطبية وخفض حجم الواردات منها، وضبط سوق الاستيراد، كما تستهدف الاستراتيجية خفض معدلات البطالة، وزيادة مساهمة قطاع المنتجات الطبية في الناتج المحلي القومي من خلال النهوض بمعدلات النمو الصناعي وتوسيع الاستثمار.
وواصل: “تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية من شأنه أن يعزز قدرة الدولة التصديرية واستعادة الثقة في المنتج الوطني، ولاسيما مع الاستمرار في العمل على جودة المنتجات المصرية طبقا للمعايير العالمية”.
وخلال الاجتماع، عرض رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي جهود الهيئة في توفير المستلزمات الطبية في المرحلة الراهنة التي تشهد أزمة انتشار جائحة ” كورونا” المستجد، مشيراً إلى أن الهيئة عملت على التعاقد مع عدد من الشركات العالمية لتوفير المستلزمات الوقائية، إلى جانب التنسيق مع الوزارات المعنية لتوفير مخزون استراتيجي من مستلزمات الوقاية وأجهزة التنفس الصناعي، حيث تم توفير 514 جهاز تنفس صناعي كاحتياطي استراتيجي، كما تم التعاقد على 160 جهازاً من المقرر وصولها بنهاية الشهر المقبل، إلى جانب التفاوض مع العديد من الشركات العالمية لتوريد 500 جهاز إضافي.
وفيما يتعلق بمستلزمات الوقاية والحماية، أشار زيدان إلى أنه يتم تدبير الاحتياجات المختلفة للجهات المعنية حتى الآن، كما يتم التنسيق المستمر مع هيئة الدواء لتوفير أي مصل محتمل إنتاجه وتثبت جدواه؛ للتصدي لانتشار فيروس “كورونا”.
وخلال اجتماع آخر لمدبولي، عرض وزير التعليم العالي خالد عبدالغفار، موقف المستشفيات والمدن الجامعية المخصصة للعزل والحجر لمرضى فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أنها موزعة في 18 جامعة، بسعة 6397 سريراً، و907 غرف رعاية مركزة، و 712 جهاز تنفس صناعي، لافتاً إلى أن إجمالي الحالات التي تم علاجها في المؤسسات التابعة لوزارة التعليم العالي 5808 حالات، تماثل للشفاء منها 4318 حالة حتى الآن.
ولفت إلى أن إجمالي الطاقة الاستيعابية للمدن الجامعية على مستوى الجمهورية وعددها 26 مدينة جامعية، هو 69 ألف سرير، لافتاً إلى أن هناك 12 مدينة جامعية على مستوى الجمهورية، مخصصة كمستشفيات عزل، الطاقة الاستيعابية لها تبلغ 3491 سريراً، استقبلت حتى الآن، 4772 حالة، يغادر منها من يتماثل للشفاء ليحل آخر محله.
وأضاف أن هناك 12 مدينة جامعية أخرى مخصصة كمستشفيات حجر صحي، طاقتها الاستيعابية 5833 سريراً، استقبلت حوالي 12568 حالة.