محمد العريان يكتب: ما تفعله الستات بالستات.. ألطف الكائنات!
عدوك ابن كارك
مظلومات في مجتمع ذكوري، تمييز في العمل والمناصب والمسؤولية والتعليم وغيرها، نسمع هذه المقولات في الصحف والتلفزيون والبرامج الحوارية، نعم أعترف أن المرأة لم تحصل بعد على حقها الكامل، فيما يسيطر الرجل على كل شيء، ولكنني كنت أعتقد أن مساندة المرأة للمرأة لضحية مثلها مسألة محسومة، واكتشفت أني “غلبان”.
حينما كنت أرى أبي يعاقب شقيقي كنت أتعاطف معه باعتبارنا نتجرّع ظلماً واحداً من سلطة غاشمة، في حالة المرأة الأمر مختلف تماماً.
تعيش الفتاة مقهورة من أهلها وخاصة شقيقها الأكبر، تعليمات للخروج وتعليقات على الملابس، وتفتيش مفاجئ على كل ما يخصها، يخطف سماعة الهاتف من على أذنها يسمع من يتحدث، طبعاً بمساعدة أم عانت من الشيء نفسه، تكبر الفتاة وتتزوج ويتحكم فيها زوج يشبه شقيقها الأكبر في التصرفات شجعته والدته التي هي امرأة أيضاً، تمر الحياة وتصبح الفتاة أماً وتنجب صبياً تشجعه على التصرفات نفسها مع شقيقته، والدايرة مبتخلصش يا محمد أفندي.
ربي يا خايبة للغايبة
تناولت سميرة -اسم مستعار- كمية كبيرة من الأقراص المنومة بعد خلافات متكررة مع حماتها وشقيقة زوجها، إلا أن الأطباء أنقذوها قبل أن تلقى حتفها، تخيل معي التفاصيل التي دفعت سيدة إلى الانتحار.
الأم والزوجة امرأتان، الزوجة وشقيقة الزوج امرأتان أيضاً، ما تفعله الستات في الستات يجاوز العقل والمنطق وحتى قانون الحياة.
الطبيعي والمنطقي أن يتعاطف المظلوم مع المظلوم، لكن المرأة تمثل دورين مختلفين تماماً، فهي تدافع عن ظلم ابنتها (امرأة) وتشارك ابنها في ظلم زوجته (امرأة) في اليوم نفسه ألا تتفكرون، الرجالة غلابة والله.
تقول الأم: “يعني أنا أربي وأكبر وتيجي واحدة تاخده على الجاهز”، تاخده دي عائدة على الرجل؛ مش بقولكم الرجالة غلابة.
الزوجة امرأة أيضاً تتعامل مع أم زوجها بطريقة عدائية تتحفز لكل التصرفات وتبتكر الحيل لتضعها في مواقف محرجة، وتشتكي من مر الحياة معها، وتنتظر بفارغ الصبر لتمارس الدور نفسه على زوجة ولدها، والدايرة برضه مبتخلصش.
النفسنة بعيد عنك
تقول صديقتي: “أنا بحب علاقة الصداقة بين الصبيان، واضحة وفيها جدعنة وحب حقيقي”، تعبيرات وجهي تستفهم! فتكمل: “بص يا محمد أنتوا بتحبوا بعض بجد جدعان مع بعض معندكوش خيانة وحقد ونفسنة، تخيل صاحبتي مش عايزة تقولي هي جابت البلوزة بتاعتها منين ولا بكام؟ خايفه أروح المحل نفسه وأشتري زيها، البنات بيحقدوا على بعض في كل حاجة، في اللبس والمكياج والشكل والشعر والجسم وكل حاجة”، تتحدث وعيناها تتفحص زميلة تتجه نحونا تصافحها، وبعد القبلات تسألها بخبث عن الحذاء الذي ترتديه، تقول لها: “حلو قوي الشوز ده، منين؟”.
ترد الزميلة: “جالي هدية من الإمارات ده ماركة”، لا أنتبه لباقي الحديث، تغادرنا الزميلة، تقول صديقتي: “شوفت مش قلتلك؟ الشوز ده شوفته في روكسي بـ150 جنيه.
تكمل وكأنها أستاذ علم اجتماع: “البنات ممكن يخطفوا من بعض الرجالة، في بنات كل همها تعلق حبيب صديقتها لأسباب كتير جداً، كلها تافهة وتكشف عن عدم ثقة بالنفس، يمكن علشان تثبت لنفسها إنها أجمل أو علشان صديقتها ما تتخطبش قبلها ومش مهم تخسرها”، تسألني: “عمرك شفت راجل بيحاول يعلق حبيبة صديقه؟ شفت راجل مش مبسوط بجد في فرح صديقه؟”.
الجواز نصيب
الذي لا أفهمه حتى الآن في علاقة الستات بالستات في حكاية تكاد تكون في كل عائلة وتمر وكأنها طبيعية، شاب ووالده يذهبان لخطبة فتاة، وحسب عادات زواج الصالونات ترحب أم الفتاة وشقيقتها بالضيوف، في حين تظهر العروس في النهاية بكامل أناقتها، وتتعمد شقيقة العروس أن تتصرف وكأنها أكثر عقلانية واجتماعية ومرحة، عالمة بتقاليد الأسر المصرية وأكثر جراءة في التصرف، بينما تتصرف العروس بخجل حسب نصيحة والدتها، وفي النهاية يخطب الشاب شقيقتها ويتزوجا على طريقة بلاها سوسو خد نادية، الغريب أن سوسو ونادية تظل علاقتهما جيدة، بعد أن يقتنعا أن الجواز قسمة ونصيب.
الستات يعايرن بعضهن بتأخر الزواج أو الخلفة أو الطلاق وحتى خلفة البنات فقط، الستات يقمعن بعضهن بنظرات تستهجن عدم لبس الحجاب أو الملابس الضيقة أو المكشوفة أو الضحكة العالية، وحتى الحديث بصوت مرتفع أو الجلوس بطريقة يعتبرنها غير لائقة، البنات ألطف الكائنات مع كائنات تانية غير البنات. الرجالة غلابة والله.