محب عبود يكتب بعد تعليق الدراسة: أن تأتى متأخراً أفضل من ألا تأتى
نشرت على هذا الموقع المحترم مطالبة للحكومة بتعليق الدراسة (إن المقامرة بحياة أبناءنا لأسباب سياسية هى جريمة بكل المعايير، ولهذا ينبغى الآن إعلان إيقاف العمل بالمدارس للطلاب والمعلمين على حد سواء لمدة شهر قابلة للزيادة، وتخفيض العمالة بالإدارات التعليمية بحيث تتناسب مع المعايير الصحية المعمول بها وهى وجود متر يفصل بين كل موظف وآخر ويمكن أن يجرى ذلك بترتيب القيام ببعض الأعمال بالمنزل، أما ما لن يتم شرحه من مقررات دراسية فيمكن لنا أن نمدد العام الدراسى لمدة شهر، أو يجرى امتحان الطلاب فيما تم تدريسه بالفعل، على أن يتم إضافة الجزء الذى لم يتم تدريسه إلى مقررات العام القادم على أن يبدأ تدريسها فى مطلع العام وتضاف إلى المقرر الذى يجرى امتحان الطلاب فيها فى العام القادم!!)، ولم تمر سوى ساعات إلا وأعلنت الحكومة قرار تعليق الدراسة، إلا أن هذا القرار جاء على الطريقة التى يتم وصفها بالتعبير الدارج “حافظ وليس فاهم!”.
إذ أن هذا القرار كان تعليقاً للدراسة للطلاب فقط وليس للمعلمين! وقد يسأل مخبول وهل توجد دراسة للمعلم فقط بدون الطلاب! أو للطلاب فقط بدون المعلمين! ليجيب عقلاء الوزارة بالدق على طبلة بنغمة واحدة نعم!! أيها السادة أى قرار مهما يكن مدى إيجابيته لا يخلو من آثار سلبية ولهذا نحن المجانين نخاطب عقلاء الوزارة قائلين واجبنا أن نعاظم من الآثار الإيجابية وأن نقلل من التأثيرات السلبية! إذ أن وجود الأبناء فى البيت فى الوقت الذى ينشغل ذويهم فى أعمالهم صباحاً ينتج عنه عشرات المشكلات وبخاصة إذا كان ذلك الأطفال فى الحضانة أو المرحلة الإبتدائية! فلماذا نفاقم من المشكلة بجلب المعلمين والمعلمات إلى المدارس قسراً دون أن يكون لذلك أثر فى أداء وظائفهم! يبلغ عدد العاملين بالتعليم الحكومى طبقاً للكتاب الاحصائى السنوى لوزارة التربية والتعليم 2019 / 2020 “1412578” بينما يبلغ عدد العاملين بالتعليم الخاص “139509”، ويبلغ عدد المدرسون والأخصائيون “1071258” فى التعليم الحكومى بينما يبلغ عدد المدرسون والاخصائيون “103958” فى التعليم الخاص أى أن إجمالى المدرسين والأخصائيين العاملين بالتعليم الحكومى والخاص “1175216” كما أن المدارس لم تعد تحتاج القوة الكلية للإدارة المدرسية ولا للإداريين ولا للعمال وهذا يعنى أننا سنحل بشكل جزئى مشكلة رعاية الأطفال فى المنزل!، إضافة إلى تخفيف الضغط من هذه التجمعات البالغة مليون ومائتى ألف تقريباً على المواصلات العامة!!، باختصار ربما نحتاج إلى وجود مديرى المدارس وبعض الأفراد فى الإدارة المدرسية وبعض الإداريين لكننا من المؤكد لا نحتاج لهذه الأعداد الغفيرة!!ّ
يجب التنيه لأمر ضرورى آخر هو أن هذه فرصة لالتقاط الأنفاس، يمكن لنا إجراء حملة صيانة للأبنية المدرسية بعد فصل الشتاء، كما يمكننا استكمال ومعالجة ما اكتشفناه من مشكلات تتعلق باستخدام الانترنت بالمدارس، هذه فرصة لنا لنحسن التعامل مع شئ ردئ للوصول إلى شئ حسن!!