مجمع اللغة العربية: إجازة الفعل «استعبط» تم منذ أكثر من 32 سنة وجهود تقليل الفجوة بين العامية والفصحى قديمة
المجمع: سبق أن تم إجازة ألفاظًا يُتوهَّم عاميتها وهي في الواقع غير ذلك مثل رقم الجلوس، الأجندة،، الكِمامة، التِّرِند، الرابط
كتب- درب
أصدر مجمع اللغة العربية، توضيحا بشأن قرار لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع لإجازة الفعل “اسْتَعْبَطَ”، بعد التناول الإعلامي له وتصدره محركات البحث، كشف خلاله أن قرار اللجنة في إجازة الفعل “استعبط” صدر منذ أكثر من (32) سنة، ويأتي في إطار جهود اللجنة في تقليل الفجوة بين العامية والفصحى.
وقالت صفحة المجمع في بيان صحفي مساء الثلاثاء، عبر “فيسبوك” إنه وإذ تثمِّن دور الإعلام الذي يقدر الدور الريادي والحضاري لمجمع اللغة العربية في الحفاظ على اللغة العربية وتنميتها بما يواكب التطور الحضاري والتقني في كل مناحي الحياة- فإنها تود توضيح بعض الأمور المهمة، مشيرة إلى أن صفحة المجمع بدأت في نشر قرارات لجنة الألفاظ والأساليب منذ فترة ليست بالقصيرة، وكان أول ما نشرت تركيب “آخِر العنقود”، وانتهت بنشر أسلوب “استنبت البكتريا”؛ حيث إن هذه القرارات مرتبة ألفبائيًّا، وتُنشر وفق هذا الترتيب الألفبائي.
وأضافت أنه لا يعني نشر أي قرار من قرارات لجنة الألفاظ والأساليب أنه حديث الصدور في هذه الآونة؛ فهذه القرارات نتاج عمل لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع منذ عام 1932م وحتى الآن.
وأشارت إلى أن قرار اللجنة في إجازة الفعل “استعبط” صدر منذ أكثر من (32) سنة، في الدورة المجمعية (57) سنة 1990م، وهذا القرار منشور في الجزء الثالث من “كتاب الألفاظ والأساليب” صفحة رقم 112؛ بناء على مذكرة تقدَّم بها اللغوي الكبير أ.د.كمال بشر (رحمه الله) (عضو المجمع، ونائبه الأسبق).
وشددت على أن جهود اللجنة في تقليل الفجوة بين العامية والفصحى جهود قديمة حديثة؛ وقد سبق للجنة أن أجازت ألفاظًا يُتوهَّم عاميتها، وهي في الواقع غير ذلك.
وقالت إن دور لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع لا يقتصر على محاولة تقليل الفجوة بين العامية والفصحى فقط؛ فاللجنة تعمل على مواكبة التطور اللغوي في كل مناحي حياتنا المعاصرة، ومن أمثلة ما أجازته مؤخرًا ما يلي: دعامة طبية، الشركة القابضة، الوحدة الوطنية، مستوصف، استشارة، كراسة الأسئلة والأجوبة بدلًا من البوكلت، وسمة، وتوسيم بدلًا من هاشتاج، المحور التنموي/ الثقافي، رقم الجلوس، الأجندة، الإجهاد المائي، الكِمامة، التِّرِند، الرابط (في لغة البرمجيات)، الجيش الأبيض، شهيد الشهامة، المَسْحَة (في الطب)، تبطين الترع، التباعد الاجتماعي، التجارب السريرية، تجريف الأرض، المجتمع المدني، ترشيد الاستهلاك، الحساب (على مواقع التواصل الاجتماعي)، الذباب الإلكتروني، سعر الفائدة/الصرف/السوق، التسنيد/التصكيك، الدول المتشاطئة، الشمول المالي، تصحُّر الأرض الزراعية، الطاقة النظيفة، طلب إحاطة، العزل العمودي/الرأسي، لوجستي/ لوجستية… وغيرها كثير.
وأوضحت أن قرارات لجنة الألفاظ والأساليب تمر عبر ثلاث مراحل: الأولى: في اللجنة نفسها؛ حيث يقدم عضو اللجنة أو خبيرها مذكرة للعرض على اللجنة، وبعد نقاش مستفيض، يتم إقرار اللفظ أو الأسلوب في اللجنة (أو رفضه)، ثم بعد ذلك تُعرض أعمال لجنة الألفاظ والأساليب على مجلس المجمع (من المصريين فقط)، ليأخذ أيضًا دورته من النقاش والتعديل والقبول (أو الرفض)، ولو أقره المجلس يُعرَض على المؤتمر السنوي العالمي للمجمع الذي يضم أعضاء المجمع من جميع دول العالم من العرب والمستعربين؛ فإذا أقره المؤتمر يكون اللفظ أو الأسلوب قد اكتسب بذلك المشروعية اللغوية التي تمكِّنه من الإدراج في معاجم المجمع.
يذكر أن حالة من الجدل سادت على وسائل التواصل الاجتماعي بعد نشر صفحة مجمع اللغة العربية، قرار لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع لإجازة الفعل “اسْتَعْبَطَ”، حيث انتقد البعض القرار وسخر منه فيما دافع البعض الآخر عن قرار اللجنة.
وتأسس مجمع اللغة العربية في القاهرة ديسمبر من العام 1932 في عهد الملك فؤاد الأول، ونص مرسوم إنشائه على أن يتكون المجمع من 20 عضوًا من العلماء المعروفين بتبحرهم في اللغة العربية، نصفهم من المصريين، ونصفهم الآخر من العرب والمستشرقين. ويتولى المجمع وضع المعاجم اللغوية، وبحث قضايا اللغة ووضع المصطلحات العلمية واللغوية وتحقيق التراث العربي.